المقالات

لماذا ترنح الدينار العراقي أمام الدولار الأمريكي

860 16:26:00 2012-02-20

فراس الغضبان الحمداني

يعاني الاقتصاد العراقي منذ سقوط النظام البائد عام 2003 وحتى الآن من انهيارات مفجعة بغياب استراتيجيات وطنية في التنمية الشاملة وفي مقدمتها الاقتصادية انسجاما لمواد الدستور الذي وعد الناس بدولة رفاهية وازدهار في شتى الميادين وأولها الاستقرار الاقتصادي .

إن هذا التدهور حتما له أسباب كثيرة أولها ما ورثناه من بنية اقتصادية غريبة من النظام السابق تآكلت بسبب الحروب والحصار والقرارات المزاجية من القائد الضرورة وزاد عليها عدم وجود خطط حقيقية للتنمية في النظام اللاحق ولهذا تدهور القطاع العام وأغلقت المصانع والمعامل الحكومية والمشتركة أبوابها وتحولت إلى إدارات تقبض رواتب بدون إنتاج ويقال ذات الشيء على القطاع التجاري والزراعي .

وتحول بذلك العراق بكل مدنه إلى مجرد سوق لتصريف البضائع الرديئة وهي في الغالب من أسوأ المناشئ الدولية وتحول المواطن إلى مستهلك وغير منتج والدولة إلى مستورد وصرنا نستورد الرقي والبطيخ والخيار والطماطم والمكانس وحاويات الازبال والمنظفات والقيمر والحليب ومشتقاته وأصبحنا نستورد حتى التمور السعودية والإماراتية رغم إننا كنا نملك 30 مليون نخلة تنتج مئات الأصناف التي يحسدنا عليها عربان الخليج ولكنهم اليوم يصدرونها لنا بعد إن سرق اللصوص كل غابات النخيل وتعاطى معهم تجار يحملون الجنسية العراقية وكل شيء تم بصورة منظمة ولم يبق الا الأماكن المقدسة فربما سيأتي يوم تدعي إحدى الدول المجاورة بأحقيتها .

كل ما جرى معروف ومعلوم وأيضا مازالت الإجراءات غائبة والتدهور مستمرا وكان عزاؤنا الوحيد إن الاحتلال رغم مساوئه استطاع إن يحافظ على قيمة الدينار العراقي في سوق التعاملات الدولية ولكننا وبعد إن استعدنا السيادة وامسكنا بكامل الملفات ومنها العملات وجدنا أنفسنا تحت الاحتلال الاقتصادي من الدول المجاورة وهو من مافيات التجار والمضاربين فقد انعكست الأزمة الإيرانية والسورية على الاقتصاد العراقي وبدأت العملة العراقية تنهار بسبب تسريب العملة الصعبة إلى دول الجوار وبسهولة مطلقة عبر البنوك أو عبر الحدود المفتوحة والمشرعة وعبر حقائب كبار المسؤولين والمتنفذين ولا تخضع إلى تفتيش أو حساب ولعل الأشهر القادمة ومع تصاعد الأزمة السياسية المحلية والإقليمية فان الخبراء يتوقعون مزيدا من الذبذبة في صرف الدينار وهذا معناه ارتفاع أسعار جميع المواد الغذائية وينتج عن ذلك انخفاض القدرة الشرائية لعامة المواطنين وليس المستوردين وهذا ما سيؤدي إلى حالة من التذمر ستنعكس على الوضع الأمني والاجتماعي .

وكذلك ظهور تعقيدات في كل مجالات الحياة ومنها أسعار العقارات والإيجارات والتي ستتفاقم بسبب تهريب العملة الصعبة من العراق وعودة أعداد كبيرة من العراقيين هربا من الجحيم السوري وربما سيليه هجرات من إيران أو من المنافي البعيدة كلها ستؤثر على الدينار وسعر صرفه والمتوقع تعرضه إلى هزات كبيرة رغم تصريحات كبار المسؤولين في البنك العراقي عن سلامة الموقف ومتانة الدينار ووجود غطاء كامل من العملة الصعبة يزيد على 100 % لكن السوق يقول إن قيمة الدولار ترتفع أمام الدينار بشكل ملحوظ وان البنك يهدد التجار بإجراءات بعض منها سيدفع كبار المضاربين على التعامل بتهريب العملة تخلصا من تلك التهديدات .

الغريب والعجيب في الأمر هو صمت البرلمان ولجنته الاقتصادية والحكومة ومستشاريها إزاء هذه التطورات والاحتمالات وكأنهم جميعا غرباء لا يعنيهم هذا الأمر ولا يتحسبون للقادم من الأيام والأزمات .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
مواطن عراقي
2012-02-22
السلام عليكم في حالة عدم تصدير النفط تصبح كارثة في العراق
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك