المقالات

الشباب الفيلي بين الواقع والطموح

692 14:20:00 2012-02-12

علي حسين غلام

تقاس المجتمعات المتطورة والفاعلة بمدى إهتمامها بالنخب والكوادر المتقدمة في جميع المجالات، وخصوصاً إذا كانت تولي أهمية وعناية خاصة بالشباب الذين هم القاعدة والركيزة الأساسية لديمومتها ورافد لاينضب لصيرورتها، كونهم يمتلكون طاقات وقدرات هائلة وروح إبداعية خلاقة وطموحات وتصورات هادفة لتحقيق آمال وتطلعات المجتمعات والأرتقاء بها للمجد والعلا مقرونة بالأنتماء الحقيقي لها والشعور العالي بالمسؤولية إتجاهها والإفتخار بهويتها الوطنية. من أجل وضع برنامج موضوعي ومنهجي لحركة الشباب الفيلي لابد من دراسة حقيقة وخلفيات الواقع السياسي والإقتصادي والثقافي والآثار المعنوية المترتبة من جراءها والذي هو مشتت بفعل الظروف والإوضاع المأساوية التأريخية التي عاشها والضغوطات النفسية والفكرية التي مرّ بها والتي تتعاكس وتتضاد مع الرؤى والفكر الوطني الفيلي، إضافة الى تحمل أقسى أنواع الإضطهاد العرقي والمذهبي والمتمثل بالهروب من الهوية الفيلية بل والأنسلاخ عنها خوفاً من التنكيل والتهجير، إن تداعيات ما جرى على المجتمع الفيلي إنعكس بشكل سلبي واضح على دور الشباب الذي ينبغي أن يقوم به في سبيل النهوض بواقعهم، حيث تم قتل روح الإستشراق والإبداع من قبل السلطة الفاشية المباده، وإبعادهم عن مواصلة إكتساب المعرفة والسير قدماً في رحلة التطور والحصول على الشهادات العليا، وبث مفهوم الإنهزامية في نفوسهم لقبول أمر واقع الحال والخضوع لقوة السلطة والقدر المحتوم. في سبيل عبور مرحلة الإحباط وتغيير الواقع الراهن المتأرجح بين التشتت والإتكالية لابد من برامج وأنشطة منطقية تستنهض روح الإندفاع والمثابرة وتثير الرغبات الجامحة لبناء الذات بكل أبعادها وتبني القدرات لإكساب الشباب المعارف والمهارات التي يحتاجونها لتلبية مستلزمات تطوير المجتمع ومواكبة متغيرات المرحلة الحالية، وتضعهم على المسار الصحيح ليأخذوا دورهم الفاعل والشامل وطنياً وقومياً، وإخراجهم من مواقع روّاد الأحلام والأماني الفارغة والمثرثرين الذين أقوالهم أكثر من أفعالهم كذلك وإبعادهم عن الخمول والتسكع في أروقة اللهو والبطالة التي ستؤدي الى ما هو أسوء والسقوط المحذور في متاهات ضالة والخروج على سيادة القانون. ليتذكّر الشباب الفيلي إن في أعناقهم دَيّن ثقيل وفي ذمتهم عهد كبير وإلتزام أخلاقي بالوفاء للدماء الزكية للشباب الذين إحتجزوا وغيبوا في المقابر الجماعية وحرموا من فرص الحياة للتأثير فيها وترك الآثار عليها وحمل الرسالة الفيلية، وعلى هؤلاء الشباب إن يحملوا تلك الرسالة الإنسانية ويثبتوا للعالم إنهم خير خلف لخير سلف، السلف الذي كُبحَ جماح عنفوانه الفكري وأُخمَدَ براكين توهجه وتألقه في كل الميادين بسبب الظلم الهمجي والتهميش القسري وفق رؤية عنصرية، لقد جاء الوقت الذي فيه واعدت المشيئة الألهيه شبابنا المتوقد حماساً ليحملوا مشاعل النور والإنطلاق للإبداع وتفريغ طاقاتهم بما يخدم المجتمع الفيلي، وتزامناً وإتساقاًمع ذلك لابد من برامج تربوية وثقافية وسياسية وإقتصادية وإعلامية وترفيهية لتأهيل الشباب لمستقبل واعد وفتح الآفاق ليشرعوا في تجسيد المبادئ والقيم، وهذا يتطلب تظافر الجهود من أجل بلورة هذه الإستراتيجية والعمل الفعلي الجاد والتوأمة والربط بين النظرية والتطبيق والقول والفعل كما قال جوته (المعرفة وحدها لا تكفي لابد أن يصاحبها التطبيق... والإستعداد وحده لايكفي لابد من العمل)، فالمرتكزات الأساسية لحركة الشباب هي متبنيات نظرية فكرية وعملية بمفاهيم تطبيقية وإن المسؤولية مشتركة في إداء الأمانة من أجل مجتمع فيلي مزدهر يتدفق بالحيوية والنشاط يترك أثراً وبصمة في سفر تاريخه المجيد.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الدكتور شريف العراقي
2012-02-13
على الحكومة ان تزيد من دعمها للكرد الفيليين
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك