المقالات

بين حق المتهم وحق الضحية /

661 22:08:00 2012-01-20

حافظ آل بشارة

لم يعد ممكنا النظر الى الازمة السياسية الراهنة على انها استمرار لمعركة المصالح فقط ، انها من زاوية نظر اخرى تعد أول اختبار لارادة الدولة العراقية وقدرتها على معالجة مشاكلها السياسية بنفسها ، قضية السيد طارق الهاشمي اول اختبار نتائجه لا تبشر بخير ، تصورت الحكومة انها تتحرك تحت شرعية الدستور والانتخابات وتمارس صلاحياتها ، فعلمت بعد وقوع الازمة ان الدستور والقانون والانتخاب وحب الوطن والقيم العليا امور غير فاعلة حاليا في حياة العراق ، اللبرالي والاسلامي والبعثي والكردي والقومي كلهم ينادون بالدستور ويدعون اليه ، لكنهم عندما تتضرر مصالحهم يتشابهون في مخالفة الدستور وخنقه واحتقاره واتهامه بالنقص ، كل طرف يرى الشرعية معطفا له ويخلعها عن الآخرين ، قضية الهاشمي صدمة كبيرة معبرة عن هشاشة بنية العراق السياسية والقانونية ، خاصة عندما يجري حلها باسلوب مقلوب ، الموضوع قضائي وقد بني على حقائق جديرة بالاهتمام ، ولكن الآن اللوم لا يقع على من ارتكبوا جرائم واعترفوا بها ، بل يقع اللوم على القضاء ويجري اتهامه بالتسييس ، ايهما اخطر ارتكاب جرائم والاعتراف بها أم ارتكاب اخطاء قضائية وسياسية في معالجة الملف ؟ هل يمكن اغلاق ملف جرائم اعترف بها اصحابها بما فيها من خطر ودماء وحرمات والتشبث كل هذا الوقت بأخطاء المعالجة القضائية للملف ؟ مرتكب الجرائم هو الذي يحاسب اولا ثم يحاسب بعده بالدرجة الثانية من حاول تسييس الموضوع . اصبحت حقوق الضحايا غائبة في هذا الملف ، هناك خوف هائل على المتهمين من ان يصيبهم الظلم ! فاصبحت حقوق المتهمين أهم من حقوق الضحايا ! وبسبب هذا الخوف يجب الغاء وشطب الجرائم والاعترافات وتسجيلها ضد مجهول ! هذه هي اغرب اختراعات عراق ما بعد الاحتلال ، ومهما اثير من غبار فلا يمكن اخراج الموضوع من دائرة القضاء ، الا ان الهزة التي سببها هذا الملف زعزعت كثيرا من المشاريع والعلاقات والثوابت ، تدهورت العلاقات مع تركيا ، وتصاعد قلق اميركا ، انسحبت كتلة رئيسية من البرلمان والحكومة ، تطويق الأزمة يلزمه مؤتمر وطني ، ثم تأسست حاليا تقاليد خطيرة جدا ، مفادها ان الدولة العراقية تبقى عاجزة مستقبلا عن التعامل مع اي مسؤول تثار حوله اشكاليات تتطلب المقاضاة ، سيكون كبار المسؤولين وقادة الاحزاب محصنين ويفعلون مايشاؤون ، فكل منهم يعد ملكا صغيرا يقضي ولا يقضى عليه ، ويجير ولا يجار عليه . يجب ان يتطور مفهوم الولاء في داخل الكتل والاحزاب والشخصيات حتى يرى كل منهم ان أهدافه تتحقق من خلال الوطن الام مجتمعا وموحدا وليس من خلال كتلة او حزب ، الذي يرى نفسه من خلال حزبه فهو صغير ، الكبير هو الذي يرى نفسه من خلال العراق ، العراق لا يبنيه الا من يؤمن بوحدته ورمزيته ، فهل الاطراف المتنازعة الآن قادرة على استحضار قيمة وطنية واحدة ؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
اين المنطق يا عاقلون؟؟ انشروا حالا يرحمكم الله
2012-01-21
الخطوة القادمه هو أن يتقدم ذوو الضحايا برفع شكاويهم ضد من ذرف دماء ضحاياهم على شرط تكذيب كل شاهد يتهم كبار المسؤولين حتى لو قال أنا القاتل وتحت القسم المغلظ هذا يذكرني بمهزلة عدي ومن قتل اذ خاطب الأب الضروره خاطبه وزير العدل قائلا لا تظلم الولدالحباب فهو ذهب ربماغطاه بعض الغبارالعابر ثم تقدم ذوو المقتول للريس طالبين نسيان الموضوع اذ كلهم بالروح والدم فدوة له ولعدييه الذهب فيا أهل الضحايا تهيأوا وألكم الله او شدوا حيلكم وأقيموا دعاواكم كلها ضد من قتل ضحاياكم بلكن مو الهاشمي بلكن؟
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك