المقالات

ما أحلى الموضوعيه

693 19:09:00 2012-01-16

سماحة السيد حسين الصدر

ما أحلى الموضوعيهكان لخطاب ملك اسبانيا ، بمناسبة أعياد الميلاد صداه المدّوي ، فلقد طرح مسألة تساوي المواطنين أمام القانون ، وهي مسأله مكفولة دستورياً وقانونياً ، ولكنها في كثير من الأحيان لا تعدم من يلتف عليها متى ما مَسّتْ القريبين أو المقربيّن من رموز السلطة ...!!ان قضية زوج ابنة الملك (اينياكي أوردانغارين ، المتهم بالاختلاس ، كانت ماثلة في أذهان الاسبانيين ، وحين جاء تأكيده على أن ( الجميع متساوون أمام القانون ) ، أثار ذلك موجة من الارتياح على المستويين الشعبي والرسمي .لقد نشرت صحيفة ( الموندو ) الاسبانية استطلاعاً شارك فيه (15341) شخصاً ، أكد فيه 81 % منهم تأييدهم لما تطرق اليه الملك الاسباني في خطابه حيث قال :{ اننا جميعاً ، وخاصة أولئك الاشخاص الذين يتحملون مسؤولية عامة ، من الواجب ان تكون تصرفاتنا مناسبة ومثاليهواذا ما حدثتْ تصرفات خاطئه مخالفة للقانون أو الأخلاق فمن الطبيعي ان يكون هناك رد فعل من قبل المواطنين .ولحسن الحظ فنحن نعيش في دولة يسود فيها القانون وان اي تصرف غير صحيح لابُدَّ من محاسبته وانزال العقوبة بمقترفه حسب ما ينص عليه القانون ، فالجميع متساوون أمام القانون )ورغم ان هذه الكلمات لا تحمل جديداً للأسبان الا أنهم استبشروا بها ايما استبشار ، حتى قيل: ( ان الملك على مستوى الأحداث ) ، اشارة الى ما ينتظر صهر الملك ( اوردا نغارين ) من مساءلة وملاحقة قضائية ان مشاعر الشعوب في القضايا الخطيرة تكاد تكون متطابقة بالكامل فليس ثمة من فوارق بين الشعب العراقي المبتلى بالقراصنة واللصوص والناهبين للمال العام ومبرمي العقود والصفقات الوهمية وبين الشعب الاسباني المستاء من صهر الملك المتهم بالاختلاس .ان المحاصصات السياسية والحزبية والطائفية والقومية والمناطقية قادت الى مطبّات رهيبة ، عصفت بالبلاد والعباد .يكفي مثلاً ان يكون فارس الاختلاس واهدار المال العام من فرسان بعض الجهات ، ليبقى في مأمن من ان تهب عليه رياح المساءلة والملاحقة !!والشواهد والأمثلة على ذلك معروفة للجميع ، ولا نُريد ان نذكر الاسماءان رائحة النهب للمال العام تزكم الانوف ،ومن الصعب ان تجد مرفقاً من مرافق الدولة قد نجا من براثن تلك العصابات المتستره بالعناوين الكاذبه، والمستنده الى الدعم الخفيّ للسلطويين .انني على يقين، أنّ المسؤول العراقي الكبير ،الذي يبدأ بعملية التطهير لمكتبه وحاشيته من عتاة اللصوص ، سيحفر موقعه المتميّز في قلوب الناس جميعاً ، وسيكون له النصيب الوافي من التقدير والاحترام ...وهو في ذلك يثبت نقاءه وبُعده عن التلوث أولا .وبرّه بقسمه في الحفاظ على المصالح الوطنيه ثانياً .وموضوعيته وانتصاره على الذاتية ثالثاً .ونزعته المُحبّه لارساء دعائم الدولة العراقية على العدل واحترام القانون رابعاً .وكل ذلك على درجة كبيرة من الأهمية ،ويمكننا القول :انه سيصبح ( القدوه ) والمثل الذي يُحتذى ،وليس مجرد شاغل لأحد الكراسي الرسمية .والسؤال الان :متى سيفوز العراق بمثل هذا الابن البار، الذي سيقلب كل المعادلات المهزوزة والاوضاع المنحرفه ؟لقد آن الاوان لبروز هذا "البطل " العراقي الذي ترتقب اطلالته الجماهير العراقية كما ترتقب اطلالة هلال شوّال .لقد أوشك اليأس ان يملأ القلوب بعد ان خابت الظنون ،وبْحّت الأصوات المناديه بمحاسبة المفسدين ، لكن دون جدوى ، ودون ان تتغير الأحوال ، ان لم تزد سوءً وبؤساً ولماذا يبقى العراق بعيداً عما تشهده المنظومة الدولية من أجراءات وممارسات بحق المفسدين والمختلسين ؟ان الكروش المتهدلة على حساب الجياع والمستضعفين لا تعرف الرحمة، ولن تشعر بوخز الضمير ، فلا بُدَّ من العقاب الصارم الرادع الذي يحول بين أصحاب النفوس المريضة وبين جرائمهم اللئيمة المنكره انّ الاعمال لا الاقوال هي المحك وهي الفيصل ..فمتى يُشرق صُباح العدل ،والارادة الحرّة الوطنية ، التي تنتصر للعراق وأهله من الابالسة ومصاصي الدماء الذين جعلوه يتصدر قائمة الدول الغارقة في بحور الفساد المالي والاداري ؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
زائر
2012-01-26
هذا ما نتمناه سيدنا
قاسم بلشان التميمي
2012-01-21
سماحة السيد حسين الصدر السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الولد البار الذي تحدثت عنه في مقالك هل تتوقع ان يأتي قريبا؟ وتساؤلك متى يشرق صباح العدل والارادة الحرة الوطنية حقيقة لا اعرف ما الذي تريد ان توصله او تقصده اتمنى لو تكتب مقالا عن هذا الموضوع. ولك مني الف تحية سيدنا الجليل وحماكم الله من كل مكروه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته قاسم بلشان التميمي
محمد
2012-01-19
سماحة السيد ... بارك الله لكم على هذا المقال ... لقد انكشف سياسيوا لنا وسوف لن نلدغ من نفس الحفره ولكن طالماسالت نفسي بالقول اعجزت يابلدي ان تلد الاحرار الذين يؤثرون مصالح الناس على مصالحهم .. اين الشرفاء .. اين !!!!!
احمد ابراهيم
2012-01-17
لابد من التغيير لقد كان اختيار الشعب غير موفق نتمنى ان يظهر الشخص المناسب ليسود العدل بين المواطنين ولنعيش مرحلة هادئة
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك