المقالات

ليلة من ليالي 2006

2253 22:48:00 2011-12-30

ليس فتحا للابواب المغلقة ولاتصعيدا لما يحدث اكتب سطوري وأنما خوفا من ليلة قادمة من 2012 أُحرم فيها من تسجيل ما شهدته .

اخشى ان نخسر القضية ويعود كل شيء للطغاة مرة اخرى بفعل المد والجزر في سياستنا اراهم يركبون الموجة ثانية وسيصلون الى برنا على ظهر جزرنا وأسال الله ان لايكون ذلك .

كانت ولازالت وكالة ابناء براثا هي النبضة التي اعادت الى قلبي الحياة  تعرفت عليها في ظهيرة بحث على الانترنيت وقلت لم لا اكتب ؟ عسى ان تسجل لي سطور قبل ان اموت فلقد كانت تلك السنة هي سنة الموت في بغداد .

كتبت ولم اذكر يوما انني راجعت حرفا كنت اترك اناملي تسطر ثم اتوسل بالانترنيت ان يفتح وابعث على امل ان اقرئها في اليوم التالي لو كنت على قيد الحياة  !! قلبي كان معبأ بالكلام والافكار ولم يكن لي رغبة الا في ان يبقى من حياتي اثر حتى ولو كانت حروف وافكار وذكريات فالبيت لم يكن المكان الامن الذي احفظ فيه اسراري وذكرياتي وافكاري فيمكنهم سرقته او حرقه لذا كانت براثا امينا لذاك السر وتلكم الافكار .

كان النهار يمر بكل معاناته كما يمر على كل الناس وفي الليل كانت معاناتنا اكبر فبالقرب من منزلنا هناك موقع تحت سيطرة الحزب الاسلامي وبالتحديد تحت سيطرة رجال طارق الهاشمي كما هو معروف في ارجاء المنطقة  كان ذلك الموقع يتسبب في الهلع وكانت الاحداث تزداد تشنجا وما اشبهها بهذه الايام .

وفي ليلة اعتدت في ما سواها ان لا انام تحسبا لهجوم على منطقتنا كنت اقضي الليل في التفكير بمكان نتوجه اليه في حال كُسر باب دارنا وكنت قد حددت موقعا اخفيته ببعض الخشب اسميته ملجأ يكفي لي ولاختي التي تشاركني في الغرفة فلقد كنت اقفل باب غرفتي واضع الاثقال خلفها في كل ليلة !! وباقي الاسرة كل له خطته! .وكان لي سكين لا افارقه وبعد ان اتحقق من خطتي الامنية اخلد للنوم المتقطع بفعل الاطلاقات النارية ولكنها في تلك الليلة اقوى ومستمرة , اقلقني الامر وخرجت لايقاض والدي فوجدته يسحب غسالة الملابس خلف باب البيت! ويشير بيده ادخلي واغلقي الباب عليكم  تراجعت نحو باب غرفتي وتاملت والدي وللحظة احسست انه ربما هي اللحظات الاخيرة لجمعنا كأسرة.

اغلقت الباب ولم ارد ايقاض اختي وزاد الاطلاق بطريقة مخيفة فأرتديت حجابي وتأهبت بقران في يدي وسكين في الاخرى ومن ثم شق السماء صرخة الله اكبر مفزعة !! اسقطت من يدي سكيني وقفزت نحو اختي لايقاضها حتى تقوم ونجلس في فسحة المكيف والتي كنت حضرتها لتكون لنا ملجأ  ولم اخبر احدا بالفكرة , رفعت الغطاء وصيحات الله اكبر تتعالى, امرتها بصوت منخفض ان قومي فرايت الدموع في عيناها قائلة لا استطيع فضربت كتفها غاضبة قومي فقالت لي كلمة هوت بي الى الارض (قالت ماتت قدمي ولا استطيع المشي ) !!.

صرخة الله اكبر التي يفتخر بها المسلمون صارت مفزعا لهم لانها صدرت ممن لا يخاف الله , تلك اليافعة لم تستطع ان تمشي تلك اللحظة , جلست عند رأسها  ووضعته على صدري ووقع الاقدام قرب دارنا وكأني بهم يدخلون وصوت كلام عالي في ما بينهم وكانه جيش ودخل المنطقة .

سكيني على الارض  ويدي على وجه اختي الذي صار كقطعة الثلج وضوء الاطلاقات النارية اضاء عتمة الغرفة لارى سجادة الحائط التي فيها رسم تشبيهي لوجه الامام الحسين (ع) والعباس (ع) على فرسه وهنا بكيت بكاءا هستيريا  فلقد احسست بأننا للان لم ندرك مصيبة الحسين ع كم نبكي مصيبة زينب ع  على جزئيات نعرفها ولكن هناك جزيئات كثيرة لم ندركها بعد, احدها شعوري تلك الليلة وكان سقف المنزل لازال في مكانه وابي خلف باب غرفتي فاه على زينب الغريبة في كربلاء , وعلى اثر ذلك البكاء نمت ولم افق الا على الله اكبر هادئة وكان ذلك موعد صلاة الفجر .

في الصباح علمنا ان القوات العراقية داهمت الموقع ووجدوا فيه اسلحة والمجرمون فروا باتجاه المنازل ! كان هذا ما حصل ولكن ما تبادر الى اذهاننا تلك الليلة جعل دقائقها دهورا .

كثرت الليالي المشابهة وهُجرنا طوعا  بعد ان صارت المنطقة ساحة  حرب ولم ارى منزلي بعد تلك السنة الا لمرة واحدة فقط  دخلت فيها المنطقة متخفية فلم اعد اثق باحد فيها ولم ابقى سوى 3 ساعات في منزلي الذي ترعرعت فيه وكان علي اخذ كل ما هو عزيز على ان يكون صغيرا كي لا يلحظ احد ولم اجد اعز من تلك السجادة التي شاركتني لحظاتي العصيبة .

سنوات مرت ولم تنظف منطقتنا بشكل مطمئن وان كانت الحياة مستمرة مع غدرات هنا وهناك والحياة فيها مجازفة رغم ان لنا دولة قائمة! . ومرت الايام الى الاسابيع الماضية التي فُتحت فيه قضايا طارق على الملأ لتعيد لنا تلك المشاعر المؤلمة الخجلة امام من فقدوا بيوتهم وذويهم فألمنا لا يُذكر امام ألمهم .

وصارت صور طارق المخيفة واخبار جرائمه تملأ موقع براثا والذي اختم بمطالعته يومي في كل ليلة وقبل ايام صحا كل من في المنزل اثر صراخي فزعة لقد امتزجت تلك الصور مع ذكريات ايام 2006 لتخرج لي كابوسا مفزعا صحوت على اثره اتصبب عرقا غير ان عيني سقطت على صورة امامي في سجادتي العزيزة معلقة امام عيني حتى اشعر دائما انهم قربي وان لم عملي يزكيني لاكون قربهم .

لاتدعوا طارقا فلقد اذانا , لا تدعوا طارقا فلقد افزعنا , لا تدعوا طارقا فلقد احرق قلوبا, لا تدعوا طارقا فلقد رمل نساءا , لاتدعوا طارقا فلقد ايتم  اطفالا , لا تدعوا طارقا فانه مجرم , لاتدعوا طارقا فانه سافل , لا تدعوا طارقا فانه ارهابي , لا تدعوا طارقا فانه عميل , لا تدعوا طارقا فانه كاذب , لاتدعوا طارقا فانه سارق , لاتدعوا طارقا فانه منافق.

وعتبي كل العتب على الحكومة التي اخفت جرائمه الى اجل مسمى يسميه رجال الحكومة غير ابهين بمن تضرر منذ سنين ولا اتكلم عن نفسي فضرري معنوي ولكن ماذا عن من كان ضررهم هدما لاسرهم  لابارك الله في كل من اخفى الحقيقة ولابارك لكل من تبسم ثغره لتلك الافعى السامة بأسم المصالحة ومصلحة البلد نحن البلد وتلك الافعى اشبعتنا لدغا وانتم تمسدون على جلدها عسى ان ترضى اعدكم ستنزع جلدها الذي تحاولون رتقه وستذهب اعمالكم في مصاف الريح ولم يبقى سوى عتبنا عليكم.

 

اختكم المهندسة بغداد

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
النجفي
2011-12-31
إنا لله و إنا إليه راجعون نأمل أن لا يتلأخر أكثر ذلك اليوم الذي يكتشف فيه العراقيون إنهم إستبدلوا صدام العوجة بصدام طويريج ليس إلا ما الفرق بين البعث و الدعوة ؟ و ما الفرق بين صدام و الجعفري ؟ و ما الفرق بين طارق و نوري ؟ و نأمل أيضا أن تنشر براثا رأينا فنحن المسؤولون عنه و ليست براثا لكي تعمل بمصالحتهم و تمنع رأينا من النشر . أعانك الله أختنا الكريمة و أعان الملايين ممن عانوا معاناتك بسبب مصالحة الادعياء مع البعثيين من أجل الكراسي الزائلة .
سامي جواد كاظم
2011-12-31
الاخ المهندسة العزيزة ان 2006 كلها جراحات والام ودماء ابطالها ينعمون بكراسي السلطة واعجب من التفاوض مع من شخصهم القضاء بالارهاب رقم 4 ذكرتيني بايام المنطقة الارهابية التي كنت اسكنها وما شاهدته يرفض ان يدونه الدكتور علي الوردي رحمه الله نحن بحاجة الى لمحات اجتماعية ارهابية
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك