المقالات

ماذا لو حل التسامح بدل العنف؟

1017 16:26:00 2011-12-27

حسين النعمة

اللا عنف سمة الأنبياء والأئمة الأطهار والعقلاء الذين يقدمون الأهم على المهم في شتى حيثيات حياتهم وقد دعا القرآن الكريم المسلمين قاطبة أن ندخل تحت ظل قانون اللا عنف فقال سبحانه (أدخلوا في السلم كافة)، ولا يخفى على الجميع إن السلم أقوى وأكثر دلالة من اللا عنف.واستنادا الى هذه الآية الشريفة (وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) فأن الإمام الحسين (عليه السلام) حينما أنطلق في ثورته جعل من الإصلاح هدفا له، على أساس إن سلامة المجتمع هي في الدعوة الى المعروف ومواجهة المنكر الذي يمكن له ان يساهم في إسقاط حياة الناس فكريا وسياسيا وأمنيا واجتماعيا واقتصاديا، فكان طرح الإمام الحسين (عليه السلام) لمسألة الإصلاح بغرض فتح لباب الأنام لهذه العناوين وفتح أرواحهم لتحسسها، ولم يكن في أسلوبه موقع للعنف حيث خاطب الناس بقوله "من قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق) وكأنه يريد القول فكروا في كلماتي وأطروحاتي ومواقفي ولا تستغرقوا في ذاتي ولكن في الخط الذي أطرحه عليكم والواقع الذي أنبهكم الى ثغراته وسلبياته ومن رد عليّ ولم يقبلني فإنما يكون رافضا للحق الذي جئت به.وإذا أردنا إن نصل مع الآخرين الى الحل الصحيح، والاجتماع على رأي صائب لكي نحصل على النتيجة المطلوبة فيجب علينا أن نسلك طريقا بعيدا عن العنف ونتبع التفاهم بالحكمة والموعظة الحسنة والهدوء في معاملتنا مع الآخرين.ولا بد أن نسند رفضنا للعنف برفض أسبابه وموجباته لأننا إذا رفضنا النتيجة دون الأسباب ستستمر في عملها وتوليدها لكل حالات وأشكال العنف لذا فضرورة نشر ثقافة التسامح مطلوبة أن تحل بديلا.فهل سأل بعضنا الآخر عن ضرورة التسامح السياسي والديني والاجتماعي والثقافي.لأن الاحترام والقبول بتنوع واختلاف ثقافات عالمنا هو ليس مجرد واجب أخلاقي بل ضرورة سياسية وقانونية وفضيلة تجعل السلام ممكنا وتساعد باستبدال ثقافة الحرب لثقافة السلام، وهذا يحتاج الى ضرورة الاعتراف لكل شخص بحقه في حرية اختياره معتقداته والقبول بأن يتمتع الآخر بالحق ذاته، وهو بعينه التسامح السياسي وهذا المفهوم بما يتضمنه من مفاهيم الديمقراطية والحرية والتعددية وحقوق الإنسان يعد بحق من أساسيات الفكر الحداثوي وأحد مظاهر سلوكه السياسي.ومن الحقائق المسَلِّم بها إن الأديان السماوية بحكم مصدرها التكويني كونها منزلة من الله تعالى لا تأمر إلا بالخير والحق والصلاح ولا تدعو إلا بالمودة والرحمة والإحسان ولا توصي إلا بالتسامح والأمن والسلم والسلام وما كانت يوما في دعوتها عائقا أمام التبادل والتلاقح والتعايش والحوار.فيما يكون التسامح الاجتماعي ان ننصرف وبصراحة الى الاعتراف بالانتماء المختلف والمتباين لأفراد المجتمع الواحد الى تكوينات قبلية ولغوية ودينية مختلفة دون ان تؤثر على ذلك الانتماء على مبدأ الولاء للوطن الواحد والدولة التي لا تزال خريطتها منحوتةً في ضمائرنا وعقولنا وسرائرنا.أما فيما ننصرف الى الحقل الثقافي حيث لا يخرج التسامح فيه عن الحقول الأخرى إلا بخصوصية مجاله ونطاقه، فهو يشير الى احترام الآخر المختلف ثقافيا والاعتراف بإمكانية التعايش في إطار التباين الثقافي، ومن الإثم أن يحلَّ الاختلاف والتعارض في الثقافات مبررا للصراع والاقتتال؛ ومن هذا أخشى القول إن هذا هو المؤشر على المرض المزمن الذي استشرى في البناء الثقافي العراقي واسمه اللا تسامح.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
مالك القريشي
2011-12-28
مشكلتنا في العراق الجديد حاليا مبدأ عدم تقبل الاخر وقد ساهم في ترويجها بشكل مباشر او غير مباشر السياسين او خطباء الدين او عامة الناس ,فمتى تقبلنا الاخر حل التسامح والود فيما بيننا وبالتاكيد للمثقفين دور رئيسي في ذلك من خلال التوعية كل في مجال عمله ولقائته.
مراقب
2011-12-27
مفردة التسامح تقابل اعتذار المقابل او ابداء الندم بل وطلب العفو متى حصل ذلك كانني باسد اكل غزال فيأتي قطيع الغزلان ويقولون له سامحناك !! فما الجدوى ان لم يكن الاسد يشعر بانه مخطأ سيظهر الغزلان بمظهر الاغبياء حينما يسفك الدم لا جدوى من التسامح
ابو حسنين النجفي
2011-12-27
اخي العزيز الكل يدعو الى التسامح منذ بد الخليقة الى يومنا هذا لا كن المفارقة عجيبة يا اخي بدئنا نقتل ونذبح ونسرق ونقطع ونهمش باسم التسامح لماذا لا يكون ثم شيء يعلو اسم هذا التسامح او التغاضي بمفهوم اننا قادرون على التغير لن لم تتغيروا اما التسامح فان لله فيه ذكر اوسع مما تقول قال تعالى ومن ظمن القصاص (فمن عفى من نفسه لاخيه )وهذا قمة التسامح لا كنك اليوم حين تسامح يداس بالقدم على راسك وتسحق كبريائك وتسلب حقوقك وتجرد حتى من كرامتك فهل هذا هو التسامح لا والف لا يجب ان يعلم كل ذي حجم حجمه وبعدها سا
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك