المقالات

مشروع مستهدف وحماية غائبة /

814 09:56:00 2011-12-20

حافظ آل بشارة

كان البعض يخاف على العراق من هجوم اجنبي بعد الانسحاب الامريكي ، بسبب الفراغ الأمني ، لكن الشعب العراقي يعلم ان الخطر الحقيقي يأتي من الداخل ، وان مشكلة العراق هي الخلاف بين الحاكمين حول الملفات الخطيرة التي تفتح الآن ، وهي لا تخص اناسا عاديين بل تخص مسؤولين كبارا وقيادات سياسية وحزبية فمسؤول متهم بالقتل والعمليات الارهابية و مسؤول متهم بالسرقات الكبيرة ، ومسؤول متهم باستغلال منصبه لنفسه وعدم تقديم اي خدمة للناس ، وبعض التهم تتوفر حولها ارقام كبيرة ومؤكدة لو كان عشرة بالمئة منها صحيحا لكان كافيا لارسال المتهم بها الى المشنقة ، يقال ان الاحتلال شجع على تأجيل هذه الملفات حفاظا على التوازن السياسي وقد فسر هذا التأجيل بأنه توفير حماية لكثير من من المتورطين والمطلوبين ، وبعد رحيل الاحتلال رفعت الحماية وبدأ مسلسل فتح الملفات المختلفة ، عملية خطيرة ، لكنها ضرورية ، فالبلد أمام خيارين احلاهما مر أما ان يؤجل فتح ملفات التهم فيستمر الارهاب والفساد ينخران في جسد البلاد برعاية ودعم رجال في السلطة ، ويستمر سيل الدماء ونهب الاموال خاصة وان المتهمين يتخذون من مؤسسات الدولة وسيلة لتنفيذ عملياتهم ، وفي ظل هذا الواقع يصبح العراق دولة مافيات جهنمية تتصرف به وتستعبد اهله ، واما ان تفتح هذه الملفات بشفافية كاملة وبلا انتقائية مع الاستعداد الرسمي والشعبي لتحمل النتائج ، ومن الطبيعي ان تنفجر أزمة كبيرة يصعب السيطرة عليها ، عندما يواجه اي بلد ملفات خطيرة كهذه فانه يلجأ الى ثلاث مرجعيات عامة جامعة وغير مسيسة او الى واحدة منها لحل المشكلة ، الاولى هي الدستور ، والثانية القضاء ، والثالثة رأي الشخصيات الجامعة التي تحظى باحترام وثقة الاطراف ، في العراق تشكو جميع هذه المرجعيات من النقص ولا تحظى بالثقة الكاملة ، فالدستور كسيح ومتهم ، والقضاء ضعيف وفاقد المصداقية ، والشخصيات الوطنية العريقة غائبة . وهذه الحقائق المؤلمة تعد مادة أولية لتأسيس الفوضى والتدافع العشوائي والصراع الدموي ، يقال ان العراقيين فشلوا في بناء تجربة قادرة على الصمود امام الهزات ولم يستثمروا الرعاية والدعم الاجنبي ايجابيا فبدأ كل شيء يسير بالمقلوب ، الآليات الديمقراطية ومنذ سنة 2003 وحتى الآن لم تثمر سوى الارهاب والفساد والفوضى والشلل التنموي ، القيم الصحيحة في الحكم داخلة في معركة مع قيم التخلف والظلم ، فتغلبت قيم الظلم والقسوة والانانية ، النظام السياسي الجديد عاجز عن حماية نفسه ليتحول الى مجرد شعارات بائسة ، ولا يوجد نظام صالح في العالم استطاع ان ينتصر بدون وجود قوة حماية ، النظام الوحيد في العالم الذي يريد ان ينتصر بلا حماية وسط حشد من الاعداء هو نظام العراق الحالي ، جسد العراق مريض تلزمه جراحة خطيرة لا يقوم بها الا طبيب قبل ان يكون حاذقا فعليه ان يكون شجاعا ، ثم شجاعا ، ثم شجاعا .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك