المقالات

المواطن...وحقوق الانسان...في هذا الزمان

1130 22:50:00 2011-12-11

الدكتور يوسف السعيدي

 يحتفل العالم هذه الايام بما يطلق عليه (حقوق الانسان).. ومما لا شك فيه ان لكل انسان في هذه الدنيا (حقوق) لكن معضمها في بلدان العالم مهدورة كما اننا لا نجد لها اثراً في معظم بلدان اسيا وفي افريقيا وفي امريكا اللاتينية.. بل ان مجرد الحديث عن (حقوق الانسان) يعتبر في بعض البلدان من الجرائم الكبرى... بالمقابل فان الحركات والاحزاب السياسية تتحدث كثيراً عن هذه الحقوق وتطالب بها عندما تكون في المعارضة اما عندما تصل الحكم فان حقوق الانسان تتحول الى حق مطلق للحزب في تصريف سياسة الدولة ورسم منهجها والتصرف بحياة الناس وممتلكاتهم وحتى في سلوكهم الفردي والجمعي.... ويقتصر هم الكثيرون من دعاة حقوق الانسان على المسائل الكبرى كحق الانتخاب وحق تشكيل الاحزاب وحقوق المرأة الى آخره، وبما ان هذه الجزئيات ليس لها سند من حقوق اخرى فانها تبقى شبه نظرية، فالانتخابات شكلية يتصرف بها الحاكم ليبقى في السلطة ثم يرثها لابنه أو صهره والاحزاب تجمعات هزيلة لا تنتظر ان غابت ولا تستشار ان حضرت. وهي تشكل بقرار من وزير الداخلية وتحل بقرار، ويسمح لها باتخاذ احد المباني او الغرف كمقر ويداهم المقر وفق مزاج المسؤول الامني.... ثم هناك حقوق المرأة التي لا يعرف أحد كنهها بما في ذلك الداعيات لها، وحق اصدار الصحف التي تتحول الى وريقات سود لا يستعملها الناس الا (للف) بعض الحاجيات.... ان القاعدة الاساسية لحقوق الانسان هي ان هذه الحقوق يجب ان تكون كلاً لا يتجزأ وهي لن تتحقق الا بمجموعها المركب.... فلا ديمقراطية مع انتشار الامية. ولا حق للمارسة العمل المنتج مع تفشي الداء. ولا حرية مع البطالة... ولا حياة حزبية سليمة مع وجود مراكز النفوذ.... ولا صحافة حرة دون حرية الرأي... اذن فان من حقوق الانسان ان يتعلم مجانا في كل مراحل الدراسة.... وان من حق الانسان ان يحظى بالرعاية الصحية.... وان من حق الانسان ان توفر له فرصة العمل التي تتناسب مع مؤهلاته. وان من حق الانسان ان يقول كلمته في كل شأن من شؤون الحياة... وان من حق الانسان ان يقاضي الحاكم اذا اخطا الحاكم بحقه... وان من حق الانسان الحصول على الضمانات الاجتماعية... وان من حق الانسان ان يمارس السلوك الذي ينسجم مع ما هو سائد في العصر... اما حق الانتخاب، وحق التعددية الحزبية، وحرية الصحافة فهي تبقى اسماء دون مضامين حقيقية دون وجود الانسان المقتدر على ممارستها وليس الانسان المسلوب العقل بالخرافة، والمنهك من الجوع، والمحاط بسور من الجهل والامية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الدكتور يوسف السعيدي
2011-12-14
هاجت بي الاحزان مرة اخرى...وتذكرت اصدقائي واحبتي واهلي...ممن سقطوا شهداء على دروب النضال والجهاد ومقارعة الباطل ...وحسبنا الله تعالى ونعم الوكيل..هو نعم المولى..ونعم النصير..
زهراء محمد
2011-12-13
بعد التحية ياأخ السعيدي: شكرا علي كلماتك الحلوة..غيابي عن النت والعالم هو كنتمريضة جدا بسبب فقدت اعز صديقة.. ذكرتها في قصص لاتنطوي.. تلك الانسانة مرت بظلم كبير على يد المجرمين البعثية في الثمانينات.. عاشت في العراق غريبة ومات في المنفى غريبة..اتمنى ان اكتب عنها اكثر لكن حزني ادمى قلبي وعقلي وكلماتي..
الدكتور يوسف السعيدي
2011-12-12
تحية وفاء وتقدير واحترام واجلال للعزيزه زهراء...طالت غيبتكم عن النت هذه المره....وها انا افترش بقلمي بساط السطور لاسطر هواجس وآهات ...الانسان العراقي في داخل وطنه ...وخارجه...لاستمع لك ولكل العراقيين الشرفاء...ولعلنا داخل الوطن وخارجه ...لنا نفس المعاناة ..والاهات...واللوعات...وذكر فأن الذكرى تنفع المؤمنين...دعائي لك وللعائله الكريمه بالامان والعافيه ولكل شهدائنا الرحمة والرضوان...وتقبلي تواضعي
زهراء محمد
2011-12-12
اما عن حقوق المرأة في العراق رايتها مخلوق مهشم ظلمت بقسوة جدا .. وهذا الموضوع ايضا يحتاج الى صفحات لتسطر مآسيها..هناك امهات ارامل زمن المقبور او الجدد في عهد الجديدليس لها دخل لتصرف على اولادها سوى ملبس او مأكل او لتعالج ابنائها..اين منظمة حقوق الانسان في العراق ؟؟رايت هذه المنظمات تتقاتل (لحقوق المجرمين؟!) الذين ارتكبوا جرائم بشعة بحق العراقيين الابرياء؟؟؟وهناك امثلة كثيرة ومصورة ..  
زهراء محمد
2011-12-12
اشرح قليل عن حقوق الانسان من خبرتي ارى منظمات حقوق الانسان هو( كالستار )لجرائم ترتكب خلف هذا الستار في الثمانينات كنت اريد ان اعرف مصير اخوتي المحجوزين في العراق ابان حكم المقبور وكنت اسافر من بلد الى آخر ففي احدى السنوات رحلت الى مدينة تبعد عن بيتي حوالى ست ساعات مع اختي الصغيرة وصلت وشرحت لرئيس المنظمة هناك واخذ كل البيانات وقال اتصل بك ان حصلت على معلومة.هل تعرف متى آتني معلوته ايام السقوط وطرق باب بيتي ليخبرني ان اخوتك قد استشهدوا جميعاً.. 
زهراء محمد
2011-12-12
تحية طيبة ياأخ السعيدي: هذا الموضوع من المواضيع التي يجب تطرح بقوة خصوصا في بلدkمثل العراق ذو تعد القوميات والمذاهب اولا. وكذلك بالنسبة لما مر بسنوات من دماء وجرائم ارتكبت بالخفاء بسبب دكتاتور بعثي طائفي معتوه قذر مع زبانيته القذرين .فالعراقيين منذزمن بعيد مصنفين الى درجات منهم الدرجة العاشرة ومنهم الدرجة الاولى ذو الريشة الحمراء القذرة وهولاء هم احفاد الجندرمة التركية ابان حكمهم الدمويقبل عشرات السنين.. والموضوع مؤلم ويطول ربما حتى صباح اكتب..تعليقي هو ماهي حقوق المواطنة وماهي حقوق الانسان؟؟
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك