الإعلامي....علي العزاوي
بين الفينة والأخرى تصاب الحكومة بنوبة من الصحوة المؤقتة لتستقطب شريحة من الشرائح المؤثرة وحسب اعتقادها في رسم القرار والتأثير بالرأي العام وعلى الصورة المرئية للناظر لها،ويبدوا ان رئيس حكومتنا الموقر اكتشف أخيرا انه بحاجة الى التقرب من الإعلاميين والصحفيين واستمالة قلوبهم،وكما كان يفعل سابقا مع شيوخ العشائر و الرياضيين والعسكريين ...الخ، ليحلق عاليا هذه المرة من خلال توظيف وتسخير الماكنة الإعلامية لحسابه الخاص ولمنفعته الشخصية الضيقة ،ولكي لا يتشعب الموضوع وتتفكك أهدافه ومحتواه ،أسلط اسطري المحدودة باتجاه قناة العراقية والتي تعتبر القناة الرسمية (للدولة العراقية)وليس للحكومة فقط،وبعد محاولات فاشلة من قبل الحكومة لاستمالة قلوب الإعلاميين والتأثير على رسالتهم الإعلامية الحرة والمستقلة لتتحول الى أعلام السلطة و كما يحدث اليوم في الأعلام الرسمي للبلد،و قراءة في إحدى الصحف هذه المقالة:- قال احد الفلاسفة(اعطني خبزا ومسرحا أعطيك شعبا مثقفا) وصاحب المقال يقول (اعطني أعلاما حرا ومستقلا أعطيك بلدا ديمقراطيا) هذا هو مفهوم الأعلام الوطني المستقل ودوره في تطور الحياة بمختلف اتجاهاتها . فهل نحن في العراق الجديد نمتلك هذه الأداة لنستطيع من خلالها أن نبني العراق الديمقراطي الموعود أم إننا سنشهد احتكارا للأعلام الرسمي وبشكل كامل من بعد الهيمنة على القنوات المرئية؟.وأقول الأعلام في بلدنا سلعة تباع في أسواق السياسيين تصنع ما يؤمن به الساسة لا ما يؤمن به الإعلامي المهني و المحسوبين على الأعلام فما أكثرهم وما اقل حياءهم،يسوقون المهنة على أنها بضاعة رخيصة ويقللون من مقام من يمتهن الحقيقة شعاره ويحاصروه ليجبروه على الركوب معهم في مركب الخداع والأكاذيب،وما اقل من تأبى أخلاقه المهنية على رفض تلك الجريمة البشعة ..و الإجابة على مثل هكذا تساؤل يتطلب الخوض في غمار معنى الأعلام المستقل ومتطلبات هذا الأعلام وكيفية صنعه والعمل به،و أن الأعلام المستقل لا تصنعه مجموعة أحزاب متناقضة الرؤى والمصالح والاستراتيجيات مهما امتلكت من أدوات ماديه وبشرية للحصول على أحدث التقنيات الحديثة في وسائل الاتصال الجماهيري بقدر ما تمتلك من رؤى وأهداف وطنية غايتها النهوض بهذا البلد من خلال خلق أعلام وطني حر مستقل لا يرضخ للضغوط والتأثيرات ذات المدلولات المصلحية الضيقة وبالتالي يسيس الأعلام لخدمة مصالح الأفراد لا مصلحة البلدان ويصبح بعد ذلك مركبا دفة قيادته بيد من يترأس الحكومة و في أي زمان والمثال الحي لذلك قناة العراقية ألمالكيه...
https://telegram.me/buratha