المقالات

اجتياح كردستان ..صفقة سياسية أم ضعف سياسي

647 22:28:00 2011-10-29

حامد الحامدي كاتب وإعلامي عراقي

من الغريب جدا ، ومن المعيب أيضا انك ترى أبناء البلد الواحد يتآمر احدهما على الأخر ، ويحاول طرف ما إقصاء وتهميش الطرف الأخر او البحث عن أي طريقة يمكن من خلالها وضع العراقيل والمطبات أمام الطرف الأخر الذي لا يقل شأنا عن غيره بمقدار القواسم المشتركة على هذه الأرض .فما يجري الان في الأروقة السياسية من حياكة المؤامرات بين الكتل السياسية فيما بينها هو ما نطلق عليه بـ ( الغريب والمعيب ) .؟؟ فهناك كتل سياسية تحاول استغلال نفوذها بالشكل البعيد جدا عن الحرص على المصلحة الوطنية ، وبذلك يفسح المجال أمام الأعداء او من تتقاطع مصلحته مع مصلحة العراق بالتدخل وفرض أجندات كان من الممكن أن لا تتدخل ، كما هو الحال في قيام السيد رئيس الوزراء بإعطاء الضوء الأخضر للقوات التركية بالدخول الى شمال العراق وملاحقة من أسموهم بالمتمردين ، متناسين إن دخول أي قوات في الأراضي العراقية يعتبر انتهاكا صارخا للقوانين الدولية والمعاهدات والاتفاقيات بين البلدان ، وبذلك يكون السيد المالكي قد جعل مصلحة دولة معينة كتركيا أهم من مصلحة بلده لان التوغل بهذا الشكل ضمن الأراضي العراقية يعطي فرصة للقوات التركية بمهاجمة كل من تعتقد بأنه معارض للحكومة التركية ؟! مع العلم إن هناك الكثير من القرى العراقية التي ليس لها أي علاقة بما يجري سوف تكون في مرمى النيران التركية (( الصديقة )) . فقد أعلن ائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي، عن إن من حق الجانب التركي الرد على هجمات حزب العمال الكردستاني . وذكرت مصادر خاصة في رئاسة الوزراء بأن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أعطى ضوءا أخضرا للقيادة التركية في قصف إقليم كردستان . وان مبعوثا سريا لرئيس الوزراء العراقي التقى قبل أيام بقيادات أمنية تركية وأعرب عن موافقة الحكومة العراقية على قصف المناطق الحدودية وإجراء عمليات عسكرية محدودة من أجل تقليص نشاطات حزب العمال الكردستاني المعارض . وقد ذكرت المصادر إن المالكي كشف لبعض المقربين منه بأنه يهدف من إعطاء الضوء الأخضر للجيش التركي بغرض تأديب القيادات الكردية ووضعهم في الزاوية الحرجة من أجل اللجوء الى أساليب أكثر مرونة مع الحكومة و تقديم تنازلات أكبر و سحب بعض المطالب التعجيزية . ويذكر إن قيادات كردية كانت قد اتهمت الحكومة العراقية بعقد صفقات سرية مع الحكومة التركية تجيز لها قصف كردستان و التوغل فيه . فما جرى في شمال العراق لا يتعدى احد الأمرين .. اما أن تكون هناك صفقة سياسية بين السيد المالكي وبين الحكومة التركية الغاية منها كما قالت المصادر هو تأديب القيادات الكردية حتى تكون هناك أوراق ضغط يمكن من خلالها تقليل المطالب الكردية او الضغط على القيادات الكردية في سبيل طلب العون من الحكومة المركزية مقابل بعض التنازلات ، وأيضا كأن يكون تخليص الجانب التركي من خطورة حزب العمال او غير ذلك او إن الموضوع لا يعدوا أن يكون هناك ضعف سياسي من قبل السيد المالكي نتيجة لبعض الضغوطات والمساومات التي تفرضها قوى خارجية ، وبالتالي فان كلا الأمرين لا يليقان بما تقوم به الحكومة العراقية ، لان ذلك يؤثر على طبيعة العلاقات مع دول الجوار كون ما يحدث في شمال العراق يمكن أن يحدث في باقي حدود العراق بالاضافة الى إن هذا العمل يعقد المشهد السياسي اكثر .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
زهراء محمد
2011-10-30
ومن المعيب أيضا انك ترى أبناء البلد الواحد يتآمر احدهما على الأخر!!!!! نص من مقالتك ياأخ الحامدي.. نعم من المعيب جداَ...ان يتفق او تتفق كتل او رئيس كتلة وله خلفية طائفية يجنده لهكذا اجرام ؟! حيث يتفق مع دول اقليمة او حتى يعطيهم الضوء الاخظر بدخول اراضي العراقية!! كيف يرتقي هكذا شخص ويتفاخر انه من السياسين الشفافين!! وهو يرتكب حماقات كبيرة بحق بلده؟. حوان كان لايحب الوانهم ؟هولاء الذين اعطوا الضوء الاخضر لدول المفروض ان تكون (جارة)!! هولاءلايستحقون جلوس على كرسي البيت وليس كرسي القرار .... 
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك