المقالات

أين حكومتنا من شرائط الحكومة العادلة؟!

571 17:08:00 2011-10-11

حسن الهاشمي

ونحن نعيش خضم الصراعات بين الكتل السياسية، ولكي لا تتحول تلك الصراعات إلى مخالب تنهش جسد الأمة المثخن أصلا بجراحات الأنظمة المستبدة المتعاقبة على حكم البلاد طيلة السنوات الغابرة، ونحن على أعتاب الترشيق الوزاري لإسداء الخدمة وتوفير الأمن لشعبنا الصابر، لابد من توخي الدقة والحذر في انتخاب المسؤول في الدولة العراقية، لتكون الكتل جزءا من الحل وليست جزءا من المشكلة، وأن تكون ذا مصداقية في انتخاب الأصلح والأفضل للمساعدة في حلحلة الملفات العالقة وفتح صفحة جديدة على مستقبل النظام الديمقراطي ليكون الملهم والمنقذ ليس على المستوى المحلي فحسب بل على المستوى الإقليمي والعالمي.وفي هذا الصدد استنتج أصحاب الشأن والفن شروطا لتعيين الوزراء والقادة العسكريين والقضاة وغيرهم، ولعل أبرزها ما يلي:الأول: النزاهة والكفاءة والولاء للوطن... ومن عمل على غير علم كان ما يفسد أكثر مما يصلح، حيث إن هذه الأمور تعد صمام أمان للعملية السياسية من أي خرق داخلي أو خارجي.الثاني: أن لا يكون مرتكبا لجناية أو جنحة مخالفة للشرف، لعل من أبرز مقومات النظام الديمقراطي هو خلو القائمين عليه من الإجرام والإفساد، وكما قيل إن فاقد الشيء لا يعطيه، كيف ننتظر حماية الأموال والأعراض والحرمات من شخص هو منغمس من رأسه إلى أخمص قدميه بالفساد والرذيلة؟!الثالث: أن لا يكون مسرفا ولا جاهلا ولا فاسقا، إما لعدم وجود المقتضي بسبب فقدان الأهلية الناشئة من الخيانة ونحوها، أو بسبب وجود المانع، لما يترتب عليه من الفساد في الأرض والفوضى، وعليه فلو انطبق على السلطة التنفيذية جميعها أو رئيسها أو أي وزير من وزرائها هذا العنوان لم تجب طاعتها، بل وجب عزله من قبل مجلس النواب لسقوط أهليته، ونفس هذا الكلام ينطبق على ولاية السفيه، وهو ناقص العقل، فيدل بالأولوية على عدم أهليته في السلطة أيضا.الرابع: انتخاب القوي الأمين كما جاء في القرآن الكريم، ليحفظ أرزاق الناس ومقدراتهم ومعتقداتهم ونواميسهم من الإفراط أو التفريط أو الافتراس من قبل ضعاف النفوس وما أكثرهم في زماننا هذا!.ومن مجموع ذلك يظهر إن الدولة العادلة تهتم بالجوهر، فإذا تم اختيار الوزير ضمن المعايير الصحيحة، فإنه سيقوم بأمر هذه الوزارة خير قيام، سواء كان انتخابه في جهازه التنفيذي بواسطة الأمة مباشرة أو بالوسائط.هذا ولا يخفى عليك إن نفوذ السلطة التنفيذية العادلة المتوفرة فيها الشروط يتقوم بطاعة الناس لها، وإلا صار وجود السلطة لغوا لا فائدة فيه ولا أثر له، ومن ذلك يظهر إن طاعة الأمة للحكام الصالحين والإخلاص لهم وتنفيذ مقرراتهم يشكل عاملا أساسيا في ثبات الحكومة واستقرارها وموفقيتها في إدارة البلاد على أحسن وجه، وعليه فإنه بعد أن تتوفر شرائط الحكومة الصالحة لا يجوز مخالفتها، أو الخروج على قراراتها، لأنه مناف لأدلة اللزوم في العهود، ومستلزم للفوضى واختلال النظام.ومن الملاحظ إن التلكؤ الحاصل في العملية السياسية الديمقراطية في العراق سببه يرجع إلى فقدان أغلب تلك المقومات الأربع أو جميعها، فدوافع معظم قادة الكتل السياسية إما هي طائفية أو قومية أو شخصية نفعية وقلما نجد مسؤول يحمل الهم الوطني، وإن تشدق الجميع بالمواطنة وحب الخدمة لا يعدو كونه إلا لقلقة لسان ليس إلا، فالكل يتحدث عن النزاهة ولا نزاهة في البين، والكل يتحدث عن الكفاءة ولا نجد لها حسيسا ولا نجوى والكل يتكلم عن الولاء للوطن والواقع يشير إلى تعدد الولاءات إلا الولاء للعراق!. والأدهى من ذلك نجد بعض الذين انخرطوا في العملية السياسية رجل في الإرهاب ورجل في السياسة بل اتخذ الغطاء السياسي ليضرب العراق وشعبه في الصميم ومن الداخل لأجندات باتت معروفة للقاصي والداني، فنجد هذا البعض يدافع عن الإرهابيين في السجون ولا يدافع عن ضحايا الإرهاب من الأبرياء وكإنما الإرهابيون هم الإنسان دون سواهم في لائحة حقوق الإنسان في قاموسه السياسي! أما السياسيون السفهاء عن قصد فحدث ولا حرج في ديمقراطية العراق المتراخية ولا من رقيب يحاسبهم ويحد من التبذير والتبديد غير الطبيعي في خزينة الدولة العراقية، كإنما المنصب الذي حصل عليه غنيمة للإثراء الفاحش له ولعائلته وحزبه وكتلته التي ينتمي إليها، وهو يعلم قبل غيره إن الملايين من الشعب العراقي بحاجة ماسة إلى خدمات وهي من أبسط ما يمكن تقديمه إلى المواطن في ظل نظام شعبي ديمقراطي يأمل الناس منه خيرا بعد سني الجفاء التي عاشوها في زمن الاستبداد والعهر السياسي. ولكن المواطن المسكين تفاجأ بتحول ديكتاتورية واحدة إلى ديكتاتوريات وسارق واحد إلى سراق ومتهتك واحد إلى عصابات، وفي ظل هكذا أجواء فالمجرمون لا يحاكمون والمفسدون لا يتم استئصالهم، إذا لم يتم تهريبهم من داخل السجون إلى الخارج ليمتعوا هناك من خيرات اقتطعوها من بلعوم شعب بأسره، بل إنه وقع ضحية التماهي والفساد والترهل التي تعاني منه ماكنة المسؤولين في الدولة العراقية التي بحاجة فعلية إلى إعادة نظر في برامجها وأولياتها ومساعيها الجادة في القضاء على الفساد والمفسدين تمهيدا لانطلاقة الخير في الحكومة الديمقراطية العادلة التي هي مبتغى لكل الأحرار في العالم ولاسيما ذوي الشأن الذين يتأثرون بها سلبا وإيجابا.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك