المقالات

فيلي بلا أكفان

555 09:57:00 2011-10-10

علي حسين غلام

يوقظني غيابك دون موعدٍ إيها المسافر الفيلي بلا إستئذانٍ أو وداعٍ الى عالم الملتقى الأبدي، يوقظني طول مشوار رحيلك الذي أنهك الصبر وأتعب الإنتظار وأنهى جدل عودتك الى الديار، بسفرك تركت خلفك أعاصير رزايا الأحزان تضرب قلوباً وبيوتاً وتقتل آمالاً وتنهي أحلاماً وتحبس أنفاساً، تركت عرساً مات عند الباب ليغادر الفرح الدار، تركت أماً وأباً مجنونين يهيمان في المقابر يبحثان ولو عن اسمك دون رسمك وما زالا يوقدان الشموع والبخور كل خميس، تركت آثاراً تعانق كل مكان تنقصها البسمة والضحكة وخيالاً تكسرت على الآثاث والجدران بعد أن أغتسلت بعبق عطرك الفواح، تركت روحاً في ريعان شبابها وقد تقمصت الصور والذكريات تحوم حول الدار تأن من آلامٍ ومازالت تداعب وتحاور كل شيء وترسم رحاب الماضي بلا ألوان وتحكي خواطر وحكايات لغريبٍ مكسور الجناح... لأسيرٍ حرم من شربة ماء.. لشهيدٍ مسافرٍ من دون شهادة وفاة، هذه عناوينك وتضاف عليها عناوين تعذبني ويقشعر منها بدني..مثروم تأكلك الأسماك في النهر.. مذاب لا أثر لك في حوض (التيزاب).. مسموم أو محروق بالتجارب الكيمياوية أو جسداً مزقته الألغام، أين أنت ايها المسافر دلني على مكانك الذي أخفاه الجلادون بمؤازرة القدر دلني على مثواك الذي نمت فيه بثيابك أوعرياناً بلا كفناً ، حدثني بصمت لكي لاتسمع أمك في أي وقت توقفت ساعة الحياة ونهاية رحلة السفر، أريد أن أسافر خلفك في أغوار الأرض القاتمة باحثاً عن جسدٍ أو بقايا عظامٍ أو رائحة أمتزجت في التراب لأقيم محراب بكائي وألبس سواد أحزاني في سراديق العزاء، وأستجدي الصبر والسلوان بعد أن نفذ صبري وقلة حيلتي، رفقاً بأمك لا توقظها وقد نامت في فراش ثيابك العتيق ودع ذاكرتها المشحونة بذكراك تأخذ قسطاً من الراحة قبل أن تستيقظ فتغرقها الدموع ، لقد أحنى سفرك ظهرها بحملك الثقيل.. الثقيل وأبيض عينها من البكاء وأصبحت بالية الجسد خائرة القوى وبقلب عليل تحبو كالطفل حين تسمع أسمك و تحضن وتشم كل من له ملامح رسمك ولم تزل تلبس ذلك الثوب الأسود وتفترش الأرض تحاكيها أين ولدي أين نور عيني ومهجة قلبي اين عريسي الذي لم يرى عروسته وفرحة لم تكتمل وأين ... وأين وأسئلة لاجواب لها، لا توقظ الجميع ولا توقظني من غفلتي عنك وأنا أتحدى الدنيا والأشرار من أجل أن أثبت وجودي وهويتي وأكافح من أجل وطني الذي أغتصبته الخفافيش التي قتلت الشرفاء وأحييت الأذلاء لتمتص الدماء بعد أن عثوا في البلاد الفساد وجعلوا الشعب في سجن حديد كبير، أرادوا قتل أسمنا ومحو أثارنا وتغير تاريخينا المجيد ورفعه من سجل تاريخ الوطن أرادوا أن يجعلونا غرباء الوطن ونحن من أٌصَلائِها وبُناتِها وأطلقوا علينا أسماء ومسميات وعناوين واتهمونا بتهم ما أنزل الله بها من سلطان، الذي أرعبهم في حصونهم هو وطنيتنا وصدقنا وأمانتنا التي لايزايد فيها أحد علينا والتي أغضبت جلادهم ليطلق كلابه المسعورة وضباعه الجائعة ليقتادوا من يقع ضحية بأيديهم الى جهات مجهولة تقام فيها طقوس الدكتاتورية الشوفينية، أيقظتني ورأينا معاً كيف هربت الخفافيش الى كهوفها المظلمة وكيف كان مصير القائد المهان وهو يقف خلف القضبان ليحاكم وفق العدالة الوضعية والألهية وينال نصيبه على ما أقترف من جرائم يلعنه التاريخ والعالم وتكون النهاية الأبدية لجمهررية الحقد والدم... أن الله يمهل ولا يهمل والعاقبة للشهداء.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
زهراء محمد
2011-10-10
ياأخ علي غلام مقالتكفتحت جروجي وآلامي.. في نهاية شهر 21 أكتوبر المشؤوم هو ذكرى تهجيرنا وتبدا احزاننا اتذكر اخي زهير كان يقبل رأس، امي لاتتركيني ابدا..والدتي رحمة اللّه عليها.. تقول لزهير أمي عمري قبل عمرك.. وفي نهاية ديسمبر او بداية جنيوري رحلنا على الحدود... فقدنا احبتنا.. وفقدنا حتى صورهم .... حيث منعنا ان نأخذ صورهم.............
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك