المقالات

المنهج المدرسي..هل هو كتاب يدرس فقط ؟ أم هو برنامج تربوي وتعليمي واداري وفني ؟

1167 20:30:00 2011-09-30

حكمت مهدي جبار

يعتقد الغالب الأعم من الناس من ان المناهج الدراسية انما هي مجموعة من المقررات تطبع على شكل مواضيع في كتب توزع على طلبة المدارس.وأن الأساس في المدرسة هو ما موجود في بطون الكتب وأن حياة المدرسة وحقيقة وجودها كمؤسسة تعليمية تعتمد فقط على الكتاب (المنهج).ويعتبرون ان كل ماهو خارج حدود الكتاب المدرسي انما هو لهوا ولعبا ومضيعة للوقت..بينما ان المنهج المدرسي هو منهج حياتي عام وشامل لكل ما يرتبط بالمدرسة والكتاب المدرسي هو جزء من ذلك المنهج العام.. أن المنهج المدرسي بمفهومه الحديث والمعاصر لم ينحصر بفصول ومواد ومواضيع الكتاب المتكون من رزمة من الاوراق.بل هو مجموعة من الخبرات وأوجه النشاط التي توفرها المدرسة لتلاميذها داخل جدرانها وخارجها لكي تحقق للتلاميذ أقصى نموهم وتحقق للمجتمع اقصى فائدة مستطاعة طالما ان هذه الخبرات خاضعة لتوجيه المدرسة.فهو ليس مجرد معلومات او موادة دراسية نظرية فهو اوسع من ذلك بكثير فهو الى جانب المعلومات والمواد الدراسية والمهارات والتطبيقات والاتجاهات وطرق التفكير واساليب التصرف داخل الصف وخارجه فهو منهاج تخطط له المدرسة كمؤسسة مهمة وفعالة في المجتمع . وعندما نقول منهاج فأننا نقصد ان تقوم المدرسة بترجمة هذا المنهاج الى ممارسات عملية يبدأ من الادارة االتي تتمثل في مدير المدرسة ومعاونيه والموظفين العاملين مع الهيئة الادارية والكادر التدريسي لتنفيذ خطة مبرجمة يجب ان تطبق بشعور عال من المسؤولية . أن المهمة مشتركة بين جميع اطراف العملية التربوية ولكل حسب واجبه ومهمته.غير ان المهمة تلك تحتاج الى توجيه ورعاية وقيادة وحرص على ضرورة ان تسير العملية حسب توافق واتزان قائم على الانسجام والانسيابية في توزيع الواجبات.وأن انسيابية تنفيذ الواجبات في المدرسة لاتتم مالم يكن هناك تقدير وتقييم مع مراقبة ورصد لكل الحالات والظواهر .. ان كل عمل في المدرسة انما واحد يكمل الآخر.فلا أفضلية لجزء من عمل على الآخر.فليس سجل الغيابات أهم من جدول الدروس الاسبوعي ,ولا جدول توزيع الحصص أهم من وضع الدرجات, ولا توقيتات الدروس أهم من مراسيم رفع العلم.ولا الحانوت اهم من توزيع واجبات عمال الخدمة . وليس درس قواعد اللغة العربية اهم من درس التربية الفنية ,وليس درس الرياضيات اهم من درس التاريخ . ولا درس الكيمياء اهم من درس التربية الرياضية.وليس المواد التي نعلمها للتلميذ داخل الصف اهم مما يتعلمه التلميذ خارجه او منفصلة عنهما.وحتى اثناء الفرص بين الدروس قد تظهر من التلميذ مواهب وابداعات بل تلقائية في التعامل مع المعلومات اسرع منه امام المعلم والمدرس داخل الصف. ومن ان مدير المدرسة المهمل او المتماهل يشكل عائقا كبيرا امام تنفيذ المنهج مهما كان حديثا ومعاصرا وجديدا.فهما كان شكل المنهج فهو لاينفذ بالطريقة المنشودة ولا يجري منسابا كما يجري الماء في سواقيه ليروي النباتات اذا ما كان مدير المدرسة او هيئته الادارية تعاني من محدودية النظر وضعف في الثقافة الادارية فضلا عن رتابة الضمير وضعف الالتزام والضبط.ثم ان المنهج يبقى جامدا ولم يفعل ما لم تصاحبه اساليب التعاون والتفاهم وحسن العلاقات وتبادل الثقة ور وح الأخوة الصادقة الى جانب العلمية والمعرفية في اداء الواجب الرسمي وليس التخبط والاجتهاد الفردي . صحيح ان الحماس في العمل مطلوب والحيوية مؤشر ايجابي . غير انها تحتاج الى تأني وتدبر وحسن تصرف وكياسة ورشاقة وأناقة .أننا ومن خلال خبرة سنوات عمل في المؤسسة التربوية وجدنا ان المنهج لايتحدد بآلية التنفيذ التعليمية فقط ,ولايتحدد كونه مجرد خبرات ومهارات انما هو ترجمة للغايات الاساسية للتربية والتعليم منظمة بشكل خاص ووفق خصائص مجتمعنا كعراقيين . أن المنهج المدرسي ليس هو كتاب يتلقى منه الطالب المواضيع الدراسية فقط .انما هو برنامج عام وشامل لكل مكونات وعناصر المدرسة كمؤسسة تربوية تعليمية من ادارة وهيئة تعليمية وتدريسية وكادر وظيفي وعمال وملحقات اخرى ليمثل صورة المجتمع بكل مقوماته الاجتماعية والثقافية والسياسية .وكل منهج مدرسي هو وسيلة لتحقيق فلسفة المجتمع والتي هي فلسفة الحكومة لاسيما عندما تكون وطنية وقريبة من شعبها .وفلسفة المجتمع التعليمية تستمد مقوماتها من النظام الاجتماعي الذي تنشأفيه المدرسة .أذن فأن اعداد المناهج المدرسية في العراق يجب ان تستمد خصائصها من خصائص الحياة اليومية المعاصرة للمجتمع العراقي والتي وضع المنهج بالتأكيد لخدمته..حكمت مهدي جبار

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك