وجهت فتيحة المجاطي، أرملة عبد الكريم المجاطي، الذي قتل في مواجهات مع قوات الأمن السعودية في أحداث الرس في السعودية، بداية أبريل 2005، بمعية ابنه آدم المجاطي، البالغ 11 سنة، رسالة شديدة الإحراج لرموز السلفية "الجهادية" المتهمين بتحريض الشباب المغربي على السفر إلى سوريا للقتال ضد الحكومة السورية.
ووضعت رسالة المجاطي رموز السلفية في قفص الاتهام، وحملتهم من الناحية الأخلاقية المسؤولية عن تداعيات هذا الشحن الذي يلقي بعشرات الشباب والمغرر بهم في جحيم وأتون حروب لا دخل لهم بها.
كما ذكرت المجاطي فقهاء وشيوخ السلفية، بأن توجيه الشباب إلى القتال، يفترض في هؤلاء الشيوخ أنفسهم أن يكونوا لهم بمثابة القدوة الحسنة، والدفع بأبنائهم وأقاربهم بدورهم للسفر إلى البؤر المشتعلة للحرب في عدد من مناطق العالم.
وتمثل رسالة المجاطي أحد أوجه التناقض بين ما يدعو إليه شيوخ السلفية، وما يقومون به، مما يعني عدم توافق الفعل والقول . وبمعنى آخر، فإن تجريح رسالة المجاطي لن يتحقق إلا بخروج أحد شيوخ السلفية ليخبر المغاربة بأنه أرسل ابنه أو قريبه للقتال في سوريا، أو أفغانستان، أو أي بقعة أخرى في العالم.
وتصيب رسالة المجاطي كبد الحقيقة في موضوع، أي كشف القناع عن ظاهرة تغرير عدد من شيوخ السلفية بالشباب، وتحريضهم على القتال في كل أصقاع المعمور، دون أن يوجه شيوخ السلفية، أبناءهم وفلذات كبدهم للقتال.
وفتحت الرسالة أعين الناس على أن شيوخ السلفية يفتون للناس نهارا لترغيبهم في فضيلة "الجهاد"، ويوجهون أبناءهم ليلا للتخطيط للدراسة بأرقى المعاهد والجامعات الأوربية، مما يفضح ازدواجية الخطاب لدى شيوخ السلفية.
https://telegram.me/buratha