دراسات

بَوَّابَات اَلْعَالَمِ اَلدِّينِيِّ وَالْعَالَمِ اَلْغَرْبِيِّ !

1021 2023-03-31

كندي الزهيري||

 

إن بوابة الدخول إلى العالم الديني، هي العبودية،  وبوابة الدخول إلى العالم الغربي هي الأنانية . ومن غير الممكن الخروج من العالم الغربي،  إلا إذا خرج المهاجر إلى الله من بوابة إنكار الذات.  في الحقيقة فإن قمقم عمر هذا الغول،  هو إنكار الذات شريطة أن يحدث إنكار الذات هذا،  في الحال لا في هيئة اللفظ.

إن الشهادة اللسانية،  لا تعني أبدا الشاهد على عالم الايماني.  وليس عجيبا ان تحدث الهيمنة التدريجية للثقافة الغربية على البلدان الإسلامية،  في وقت كان يسمع صوت الأذان من جميع مكبرات الصوت لديهم؟ .

إن جملة رينية ديكارت المعروفة(انا أفكر.  إذن أنا موجود ) مبنية على المراجعة وتسليم الإنسان إلى ذاته،  وما أدرى إلى ظهور عالم  نطلق  عليه أسم ( العالم الغربي ). إن هذه الجملة القصيرة مؤشر على التطور في داخله.  فقد ولج ديكارت عالما جديدا.  إن هذه المراجعة،  أسهمت في كشف معرفة جديدة بشأن العالم والإنسان،  والمعرفة التي كانت تستند بالكامل إلى الانطباع الكمي،  عن الزمان والمكان،  وقلصت من مكانة الإنسان إلى درجة  حولته إلى سلعة استهلاكية،  وأضيف عليه هيئة الكمية الهابطة البحتة، أن هذا الحادثة لم تكن مسبوقة قبل هذا،  في  اي حقبة من حياة البشرية.

وبذلك أفرغ العالم والإنسان من الإعتبار(القدسي ) ،وأضيف الجزمية على التجربة الحسي ،  لدرجة أن  الإنسان رأى أنه في غنى عن الرجوع،  إلى أي معرفة أخرى لدرك العالم ومعرفته.

إن التغير الكبير في  عقلية ودرك الإنسان الغربي عن العالم،  أدى إلى  انبثاق مفاهيم جديدة لكل شيء،  فالإنسان الغربي،  وبهذا الدرك الجديد،  والمفاهيم ومستمدا من تلك القوانين الجديدة،  أقدم على اختلاق أدب جديد وادبيات  جديدة لكي  يوسع نطاق  عالمه الجديد.

إن الذاتية التي شكلت أساس ذلك، اي الأنانية؛ اعتبرت قاعدة جديدة للمعرفة،  وتركت على مدى أربعة قرون أثرا معمقا على الحياة الثقافية والمادية لشعوب العالم، بحيث أن العالم التجريبي أصبح رافع راية العلم بحقيقة الأشياء ، وأن جميع أبناء البشر،  في أرجاء العالم يسيرون في هذا العلم،  ويتنفسون في هوائه، ويضحون على عتبته بجميع انطباعاتهم ومواريثهم وتقاليدهم الدينية،  وهم عاقدو العزم على حفظه وديمومته والسير فيه،  وقد بدت اليوم آثار اتصدع على جدران هذا العالم،  لكن ما زالت معارضة هذا الصرح ، لا يحبذها الكثير.

من غير الممكن اعتماد استراتيجية إنكار الذات،   فعندما  لا نعرف شيئا ما ، كيف يمكن لنا أن  ننبذه؟ ، وقرابه أربع قرون حملت جماعة من الناس،  فأسا تضرب به وجه ورأس الغرب،  لكن لا حدث كبير يحدث،  حتى في الرقعة الصغيرة للمدينة والقرية .

ومن يوجه هذه الضربات؟ وكيف يضربون؟ وأي نقطة يستهدفون؟ وحتى إن انهال الجميع في ظل السلام والصلوات والتحلي بالأنماط  الدينية، بالضرب بواسطة هذا الفأس،  لكنهم لا يعرفون أي كائن وبأي  أبعاد وأوجه يواجهون،  فإنهم لن ينالوا النتيجة المرجوه التي ينشدونها.

فقد تلقى الشرق،  خلال القرون الأخيرة أكبر قدر من الأضرار،  القادمة من الغرب،  . إن هرطقات التاريخ الجديد هاجمت جميع التقاليد الشرقية وجعلتها عرضة للزوال،  وانتزعت منها بذلك كل فرصة للظهور  والبروز،  ففي الظروف التاريخية الجديدة التي طرأت،  فإن الإسلام يجعل  سكان هذا الجزء  اشاسع من الكرة الارضية ، جاهزون للتحقيق في  الوضع الطارئ،  لان المسلمين وبسبب امتلاكهم انصع واطهر التقاليد الانطباعات عن العالم،  اكثرهم من باقي سكان الشرق جهوزية لطرح السؤال،  فيما توفر الانطباعات الأصلية للمسلمين والنابعة من الساحة المقدسة،  لحقيقة كتاب الله وسنة النبي الأكرم(ص) ، إمكانية الرجوع إلى باطن العالم وبداية الوجود وحقيقتهما،  وبما أن آيات كتاب  الله  وسنة آل الله عز وجل،  تحوي وتحمل حقائق،  نازلة في هيئة الكلام والكلمة من الساحة القدسية،  وتشرف على ذلك العالم،  فإنها توفر إمكانية الرجوع إلى باطن وحقيقة العالم وبداية الوجود.

وليس ثمة كلام لدى أي من أمم الشرق،  اكثر قربا من مكمن الغيب،  لأن مجمل هذه الأعمال وحسب والوقائع غير الروحانية والحرفة،  مدنسة بالانتقائية والخرافة،  بحيث أنه في تقاليد الشرق الأقصى مثل  (اليابان ) ينطوي مذهب  ( شنتو) " وتعني طريقة الآلهة وتعتبر هذه الديانة الشمس بوصفها الإله اماتراسو حارس الأرض الأجداد،  وأن الأسرة الملكية هي سليلة هذا الإله وتجسده" ، على الجهوزية لتقبل الغرب الانطباعات الدنيوية والعلمانية ، الجهوزية التي تجعل من الممكن تحويل اليابان إلى بلاد غربية  بسهولة،  كما أن التقليد الديني للمسلمين،  يحتوي أكمل جزء من الرؤية الدينية واوجهها المختلفة،  وأن علماء هذه الديانة يسهمون أكبر إسهام في تبيان وتفسير ونقل هذا التقليد،  لذلك فإن التزام مثقفي هذه الديانة، يبدو أكثر من  الآخرين،  لكن يجب معرفة أن هذا التعهد إلا يتحقق  فقط في ميدان التتبع البحوث الدينية،  وأن كان بالاستعانة

بالميثودولوجيا الغربية،  التي هي مدينة بالكامل للمذهب العقلي  والوضعية  البرغماتية .

إن الدخول  إلى قلعة  الإسلام  المحمدي الأصيل،  هو النجاة  من الغول  الثقافة  الغربية  المبنية  على حب الأنانية والزيف  الوجودي.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك