د.مسعود ناجي إدريس ||
• سؤال: ما المقصود من حوض الکوثر ؟
• جواب: الكوثر في لغة العرب وصف يدل على المبالغة في الكثرة وأنه حوض عظيم ـ والحوض هو : مجمع الماء ـ يوضع في أرض المحشر يوم القيامة ترد عليه أمة محمد صلى الله عليه واله وسلم . وهذا الحوض يأتيه ماؤه من نهر الكوثر الذي في الجنة ، ولذا يسمى حوض الكوثر .
قال اللّه تعالى : {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ } [الكوثر: 1]. المشهور بين المفسرين ان المراد به النهر المعروف في الجنة. قال الطبرسي رحمه اللّه في تفسيره: اختلفوا في تفسير الكوثر، فقيل هو نهر في الجنة. قال ابن عباس لما نزلت {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ } صعد رسول اللّه المنبر فقرأها على الناس، فلما نزل قالوا يا رسول اللّه ما هذا الذي أعطاكه اللّه، قال نهر في الجنة أشد بياضا من اللبن، وأشد استقامة من القدح، حافتاه قباب الدر و الياقوت، ترده الطير الخضر لها اعناق كأعناق البخاتي. قالوا يا رسول اللّه ما أنعم تلك الطير. قال أفلا أخبركم بأنعم منها. قالوا بلى قال من أكل الطائر وشرب الماء وفاز برضوان اللّه تعالى.
وروي عن أبي عبد اللّه أنه قال: الكوثر نهر في الجنة أعطاه اللّه نبيه عوضا من امته وقيل هو حوض النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم الذي يكثر الناس عليه يوم القيامة ، عن عطاء.
وروى السيد ابن طاوس وغيره عن أبي ذر رحمه اللّه انه اجتمع هو وعلي والمقداد وقال: ألستم تشهدون أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلم قال أمتي ترد علي الحوض على خمسرايات، أولها راية العجل، فأقوم فآخذ بيده فإذا أخذت بيده اسود وجهه ورجفت قدماه وخفقت أحشاؤه و من فعل ذلك تبعه، فأقول ماذا خلفتموني في الثقلين من بعدي، فيقولون كذبنا الأكبر ومزقناه و اضطهدنا الأصغر وابتززناه حقه. فأقول اسلكوا ذات الشمال فيصرفون ظماء مظمئين مسودة وجوههم لا يطعمون منه قطرة واحدة، ثم ترد علي راية فرعون أمتي فيهم أكثر الناس وهم المبهرجون.
قلت يا رسول اللّه وما المبهرجون ابهرجوا الطريق، قال لا ولكنهم بهرجوا دينهم أي محقوه وأبطلوه وعدلوا عن الجادة الحقة، وهم الذين يغضبون للدنيا ولها يرضون ولها يسخطون ولها ينصبون، فآخذ بيد صاحبهم فإذا أخذت بيده اسود وجهه ورجفت قدماه وخفقت أحشاؤه ومن فعل ذلك تبعه فأقول ما خلفتموني في الثقلين بعدي، فيقول كذبنا الأكبر ومزقناه وقاتلنا الأصغر و قتلناه، فأقول اسلكوا طريق أصحابكم فينصرفون ظماء مظمئين مسودة وجوههم لا يطعمون منه قطرة. ثم ترد علي راية فلان وهو إمام خمسين ألفا من أمتي، فأقوم فآخذ بيده فإذا أخذت بيده اسود وجهه ورجفت قدماه وخفقت أحشاؤه و من فعل ذلك تبعه، فأقول ما خلفتموني في الثقلين بعدي، فيقولون كذبنا الأكبر وعصيناه وخذلنا الأصغر وخذلنا عنه، فأقول اسلكوا سبيل أصحابكم فينصرفون ظماء مظمئين مسودة وجوههم لا يطعمون منه قطرة. ثم يردعلي المخدج أي ذو الثدية رئيس الخوارج برايته وهو إمام سبعين ألفا من أمتي، فإذا أخذت بيده اسود وجهه ورجفت قدماه وخفقت أحشاؤه ومن فعل ذلك تبعه، فأقول ماذا خلفتموني في الثقلين بعدي، فيقولون كذبنا الأكبر وعصيناه وقاتلنا الأصغر فقتلناه، فأقول اسلكوا سبيل أصحابكم، فينصرفون ظماء مظمئين مسودة وجوههم لا يطعمون منه قطرة. ثم يرد علي أمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين، فأقوم فآخذ بيده فيبيض وجهه و وجوه أصحابه فأقول ماذا خلفتموني في الثقلين بعدي، فيقولون اتبعنا الأكبر وصدقناه ووازرنا الأصغر ونصرناه وقتلنا معه، فأقول ردوا فيشربون شربة لا يظمئون بعدها أبدا،إمامهمكالشمس الطالعة و وجوههم كالقمر ليلة البدر أو كانوا كأضواء نجم في السماء،قال أ لستمتشهدون على ذلك ، قالوا بلى، قال وأنا على ذلكم من الشاهدين.
وفي مجالس المفيد و أمالي الشيخ و بشارة المصطفى عن ابن عباس قال: لما نزل على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ } [الكوثر: 1] قال له علي بن أبي طالب ما هذا الكوثر يارسول اللّه قال نهر أكرمني اللّه به، قال علي إن هذا النهر شريف فانعته لنا يا رسول اللّه، قال نعم يا علي الكوثر نهر يجري تحت عرش اللّه ماؤه أشد بياضا من اللبن واحلى من العسل، وألين من الزبد حصاه من الزبرجد و الياقوت و المرجان، حشيشه الزعفران، ترابه المسك الاذفر، قواعده تحت عرش اللّه عز و جل، ثم ضرب رسول اللّه يده في جنب علي أميرالمؤمنين وقال يا علي إن هذا النهر لي ولك ولمحبيك من بعدي.
وعن ابن عباس قال: قال النبي صلّى اللّه عليه و آله وسلم إن اللّه عز وجل أعطاني نهرا في السماء مجراه تحت العرش عليه ألف ألف قصر، لبنة من ذهب، ولبنة من فضة، و حشيشها الزعفران، ورضراضها الدر والياقوت، وأرضها المسك الأبيض وذلك خير لي ولأمتي وذلك قوله تعالى: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ } [الكوثر: 1] .
وروى الصدوق في الأمالي و العيون بإسناده عن الرضا عليه السّلام عن آبائه عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم قال: من لم يؤمن بحوضي فلا أورده اللّه حوضي، ومن لم يؤمن بشفاعتي فلا أناله اللّه شفاعتي.
وفي الخصال عن أمير المؤمنين عليه السّلام قال: أنا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلم و معي عترتي على الحوض فمن أرادنا فليأخذ بقولنا وليعمل بعملنا فإن لكل أهل بيت نجيب ولنا شفاعة ولأهل مودتنا شفاعة، فتنافسوا في لقائنا على الحوض فإنا نذود عنه أعداءنا ونسقي منه أحباءنا وأولياءنا ومن شرب شربة لم يظمأ بعدها أبدا. حوضنا مترع أي مملوء، فيه مثغبان أي ميزابان من الجنة ، أحدهما من تسنيم والآخر من معين على حافتيه الزعفران وحصاها للؤلؤ والياقوت وهو الكوثر.
وفي مجالس المفيد عن أمير المؤمنين قال: واللّه لأذودن بيديّ هاتين القصيرتين عن حوض رسول اللّه أعدائنا، وليردنه أحباؤنا. وعن أبي أيوب الأنصاري عن النبي صلّى اللّه عليه و آله وسلم في حديث قال فيه بعد وصف الحوض : لا يرده أحد من أمتي إلا النقية قلوبهم الصحيحة نياتهم المسلمون للوصي من بعدي، الذين يعطون ما عليهم في يسر ولا يأخذون ما عليهم في عسر، يذود عنه يوم القيامة من ليس من شيعته كما يذود الرجل البعير الأجرب عن إبله ، من شرب منه لم يظمأ أبدا.
وفي مناقب ابن شهرآشوب عن الحافظ أبي نعيم وهو من مشاهير المخالفين بإسناده إلى عطية عن انس قال: دخلت على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلم فقال قد أعطيت الكوثر. فقلت يا رسول اللّه وما الكوثر، قال نهر في الجنة عرضه وطوله ما بين المشرق و المغرب، لا يشرب منه أحد فيظمأ، ولا يتوضأ أحد منه فيشعث ، لا يشربه من أخفر ذمتي ولا من قتل أهل بيتي. وعنه صلّى اللّه عليه وآله وسلم: يذود علي عنه يوم القيامة من ليس من شيعته، ومن شرب منه لم يظمأ أبدا.
وقال الصدوق في العقائد، اعتقادنا في الحوض أنه حق، وأن عرضه ما بين أيلة وصنعاء، وهو حوض النبي وإن فيه من الأباريق عدد نجوم السماء، وإن الوالي عليه يوم القيامة أمير المؤمنين يسقي منه أولياءه ويذود عنه أعداءه، من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدا.
ــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha