حسين جلوب الساعدي ||
تبدأ ظاهرة الانبهار االاستسلام عند احتلال العالم الاسلامي وتقسيمه الى دول ودويلات صغيره ومن ثم اقتسامه بين دول الاحتلال ليكون مسرحاً لعملها والسيطرة ونهب ثرواته وخيراته والسعي لتغيير المفاهيم والافكار والعادات والتقاليد والسلوك في المجتمع وذلك بالعمل على تغيير المحتوى الفكري والسلوكي .
فقد بدأت مظاهر العلمانية واستقبال وسائل الحياة الجديدة والنظم والقوانين وسبل الإدارة والتطوير والتنمية وبداية الحداثة التي تشمل التغيرات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وبالرغم ان الحداثة كانت ترتبط بالتقدم الصناعي والتكنولوجي الا ان التغيرات الفكرية والثقافية كانت أكثر تأثيراً في المجتمع لتمتد الى النظم والقوانين والحياة والدين التي الهبت قريحة المفكرين والتنويريين في البحث عن العدالة الاجتماعي ورفض الاقطاع والطبقية واهمية الدين في الحياة من عدمها .
ولما جاءت النزعة الحداثوية وما تحمل معها من ظروف نشأتها وقضاياها في اوروبا وفي مقدمتها الحد من نفوذ الكنيسة والنزوع لمعاداة الدين والنظم الاجتماعية القديمة تلاقها أبناء البلاد الاسلامية بحماس في اجواء تسيطر عليها مظاهر كانت ولا زالت لها الأثر في سلوك المفكرين والسياسيين الذين مثلوا الغراة في تنفيذ مشاريعهم في اتجاهات عدة :
1- السيطرة على الانسان المسلم وتغيير حركته وتفكيره وسلوكه فـي دعـم وحمايـة وترويج لكل مظاهر الفسق والفجور والخمور والسفور وكانت الانظمة القائمة في العالم الاسلامي من تقوم بهذه المهمة .
2- العمل على تغيير الانسان المسلم بالتربية والتعليم والتثقيـف مـن خـلال المدارس والجامعات والسينما والمسرح والفن والادب لتكون مجالاً واسعاً في تنشأة الأجيال بما يخالف تعاليم الدين .
3- نهب الثروات واستغلالها والسيطرة عليها وجعل البلاد الاسلامية مستهلكة غير منتجة تعتمد على ما يرد اليها من الدول الصناعية .
4- تشكيل الاحزاب والتجمعات والجمعيات والنوادي والملاهـي العلمانية والقومية المعادية للدين وتعمل على اشاعة الافكار العلمانية وترويج لمظاهر الفسق والفجور.
5- تأسيس الشركات للاستيراد والتصدير وتوفير كل الوسائل والادوات التي تنتجها المصانع الكبرى لتسهل نقل البضائع الى السوق الاستهلاكي فـي بـلاد المسلمين نتيجة اقامة انظمة مواليه للغرب تمهد كل السبل في نشر الثقافة الغربية وأحزاب علمانية وحركة ثقافية تروج لمعاداة الدين والقيم الاجتماعية.
وسار المستعمرون اشواطاً كبيرة من بيئة الانكسار والخذلان بعد ان حطموا قوى المقاومة في الاقاليم الاسلامية وحاصروها واعدموا قيادتها ورموزها ورموا بالسجون خيرة شبابها وتعاون والتحق بهذا الاتجاه مجموعة من الكتاب والمثقفين والفنانين والكتاب الذين ضعفت نفوسهم وانبهروا بالحضارة المادية والغربية وانجذبوا اليها وركضوا وراءها فاحتضنهم المستعمر ليحولهم الى ادوات وعملاء وجلادين مجرمين بحق الشعوب الاسلامية .
حتـى تعاقبـت اجيـال العملاء فـي ضـرب القيادات الاسلامية ليسيروا بـالأطر السياسية والفكريـة بالأشكال التـي يرسموها فهـذا علمـانـي وذلـك اشـتراكي واخـر قـومي ورابـع ديمقراطي وخامس اسلامي يتعايش مع الاستعمار ومصالحة .
حتى اضحى العالم الاسلامي يعاني من الاستسلام والاستلاب والانهيار امام الغزو الثقافي .
يتبع..
ـــــــــــ
https://telegram.me/buratha