حسن المياح ||
وكيفية التعامل معه ومعها ...
《 الإمام الحسين عليه السلام النموذج الحر المؤمن الواعي الثائر 》
الأعم الأغلب الذين يتناولون دراسة وبحث مفهوم التضحية الحسينية الجليلة المباركة ؛ إنما هي تناولات جزئية التي هي بعض من كل ، ولذلك لم يكن التفسير الذي يتناول الجزء ويربطه بالسبب الواحد ، ويجعله هو السبب الجوهري والأساس ، وربما هو وحده ، أو هناك من توالي أسباب ثانوية ، يمكن أن يشار اليها ، وتضاف اليه ، والتي لا ترقى مستوى لما هو السبب الأساس .... وعلى هذا الأساس هم يجنحون مبالغة في حصر دراسة وبحث وتحليل التضحية الحسينية إرتكازآ على سبب جزء ، وإعتباره كلآ جوهريآ قامت على أساسه النهضة والثورة الحسينية التي أدت الى موت الإمام ، وهم يلطفون الموت بزركشة تعبير ولفظ جاذب ، ويذكرون أنه《 إستشهاد الإمام الحسين 》بدلآ من إطلاق كلمة موت الإمام الحسين ليكسبوا جمال البرقع الذي يستر إرتكاز جزئية الإقتصار على سبب واحد ، على أن يكون هو السبب الأساس ، وأنه هو الأوحد ، الذي يفسر نهضة وثورة وتضحية الإمام الحسين .... والسبب في ذلك --- إن كانوا يعلمون ولذلك هم يتعمدون ذكر الإستشهاد ، أو أنهم لا يعلمون ، لأنهم غافلون --- أنهم يؤمنون أن هذا السبب الواحد الأوحد --- وربما يتبعه بعض الأسباب الثانوية التي لا يركزون عليها لعدم ترتيب أهميتها درجة قريبة من السبب الأوحد --- لا يمكنه أن يكون مبررآ قويآ يصمد أمام البرهان والمحاججة والتدليل ، الذي يستحق أن يكون سببآ أساسأ جوهريآ أعمقآ للتضحية ، بإعتبار أن الأهمية الأكبر هي لبقاء ووجود الإمام الحسين من قتله وموته وعدمه .... ، وينعتون إقدام الإمام الحسين عليه السلام على التضحية ، إنه مغامرة تهور وسطحية وعي تفكير وأنها سوء تقدير للأمور ، وأنها الهلكة التي ورط فيها الإمام الحسين نفسه فناءآ عبثآ ، وعرض حياته ووجوده تضييعآ سفيهآ ، وربما يضيفون --- وهم يؤكدون ذلك --- أن الغفلة أوهمت الإمام الحسين من أن يتخذ حسن صنع القرار في محاربة يزيد بن معاوية وجيشه الكثير الكبير العرمرم المدجج بالسلاح والعتاد والمؤن وما الى ذلك من مستلزمات وإعدادات وتجهيزات وتهييئات الحرب ، والإمام الحسين هو فاقدها ، ولا وجود لها عنده ؛ بحيث أن عزم كثرة رسائل أهالي الكوفة ( التي بلغت كما يذكر في كتب التاريخ إثنتي عشرة ألف رسالة وكتاب ) هي --- في تقديرهم وظنهم --- التي إستغفلته ( وحاشاه من الغفلة لأن المعصوم واع منتبه مدرك لا يغفل ) ، فورطته ، وأوهمته ، وجرته الى حرب ليس هو كفؤها ، ولا هو بقدرها وحجمها ومقدارها ، ولا هو القبيل لها ، ولا هو المشائنها المساوي لها ، أو على الأقل القريب الى محاربتها ، ومقاتلتها والسبب في خطأ وضعف وهوان هذا التفسير ، وغلط إستنتاجاته ، هو إعتبار الجزء كلآ وما دروا أن الكل هو المتعدد الأجزاء ، ولا يرقى الجزء أن يكون كلآ ، أو مساويه ، أو مقاربه ، أو أنه تعبير عنه .
ولذلك مثل هذه التفاسير لا تعبر عن حقيقة الدراسة والبحث والتحليل الموضوعي لمعرفة سبب وأسباب ودوافع الحدث والواقعة المراد الوقوف على أسبابها ، وصولآ الى حقيقة نتائجها ..
وهم حتى السبب الواحد الأحد الذي يعينون ، ويستنتجون ، ويركزون ، ويخصون ، ويعممون ، لم يكن هو السبب الأساس العميق الحقيقي ؛ وإنما هي أسباب قريبة مباشرة مؤدية مؤثرة ، لها فاعليتها وتأثيرها ، وما الى ذلك .... ؛ ولكنها لم تكن كلها بإجتماعها ، أو تفرقها وإنفرادها لوحدها ، أن تكون السبب الأساس الجوهري الأعمق لما هو سبب ثورة وتضحية الإمام الحسين --- الذي من أجله ينهض ويثور ويضحي بوجوده الثري المعطاء المهم الكريم الشريف --- الذي هو《 إنقاذ دين الإسلام من كل وأي إنحراف بجعل عقيدة لا إله إلا الله هي العقيدة العليا الحاكمة بما فيها من تشريعات وأحكام وقوانين ومفاهيم وقيم خلقية وسلوكية وتعاملية مع الناس ، وبين الناس ( الرعية ) أنفسهم 》، وعلى أساس هذا السبب ، تعمل الأسباب الأخرى ، وتكون لها فاعلية وتأثير فهي المعلولة وإن كانت أسبابآ ، لأن للأسباب تسللآ عللآ متراتبة ، وأن السبب الأساس الجوهري الأعمق لا سبب له ، لأنه هو الذي يسبب الأسباب .. وليس هناك من سبب أعمق ، وأطهر ، وأنقى ، وأجل ، وأكبر ، وأكثر علة وسببية من تقديم الفداء والتضحية له ، مثلما يقدم ل《 عقيدة لا إله إلا الله 》لأجل أن تكون حية مستقيمة ، محفوظة مصونة ، حاكمة عاملة ، فاعلة تشريعاتها وما ينبثق منها من أحكام وقوانين ومفاهيم وقيم خلقية ، وما فيها من حسن صنع سلوك وتصرف ومعاملة .
وتكون هي الشجرة الكريمة الطيبة الأساس الثابتة التي أصلها في السماء تؤتي أكلها كل حدث وواقعة فروع أسباب ، تستخلص منها نتائج مؤمنة كريمة شجاعة واعية مدركة ، والنتيجة الصحيحة في الإستدلال المنطقي تتبع صدق مقدماتها، وعلى أساس صحة وصدق المقدمة ، تكون النتيجة صحيحة صادقة موثوقة يقينية أمينةولذلك فإن نتيجة أي بحث ودراسة وإستقصاء ، تتبع السبب الأساس الذي إعتمدت عليه وركزت ، وهو الذي حركها ، ويحركها ، ويستمر في تحريكها وما الخطل والخطأ والغلط والزلل ، إلا من السبب الذي يعتمد ، والذي عليه يرتكز وقس على هذا، الإتجاه المقابل الذي هو الصحة والصحيح والصدق والمطابقة ، والقياس هنا صحيح لأنه منصوص العلة .... فيكون فيه السواء والتماثل ، والتلاقي --- فيما هو بين الأسباب والنتائج --- والتشابه .. وعليه يكون السبب الصحيح ، مؤديآ الى نتيجة صحيحة ..... ، وتمامها وكمالها ، من تمام وكمال السبب .. وليس هناك من وضوح أكثر وأبهى وأبزغ وأدل ، مما بسطنا فيه القول من الشرح والتفصيل .. وبمثل هذا ، فليعمل العاملون .. وبارك الله في عملهم ، وفي كل ما يعملوه من عمل صالح مفيد مثمر .. وعلى أساسه ، فليتنافس المتنافسون ..
وكل الدراسات والبحوث والتحاليل والإستنتاجات التي خرج بها من كتب ودرس وبحث وحلل وإستنتج ، هي دراسات وبحوث وتحاليل وتناولات لسبب جزئي ثانوي ، وبعض من كل ، وحتى أن هذا البعض ، أو الكل إذا إجتمع وتعدد وحسب ، لا يرقى أن يكون السبب الأساس الجوهري الأعمق ، لما هي نهضة وثورة وتضحية الإمام الحسين عليه السلام ، والذي اليه الأسباب الجزئية الثانوية تنحو وتنشد ..ولذلك قلنا فيما سبق ، أن السبب الأعمق الأساس الجوهري الذي توصلنا اليه إكتشافآ ، ووصلنا اليه دقة وعي وتمحيص وتفتيش ، وهو حفظ وصيانة وتحكيم《 عقيدة لا إله إلا الله 》هذا ، هو الذي يدفع ، ويلغي ، وينسف ، وينفي ... ما هو غيره من الأسباب الثانوية الفرعية ، أن تكون هي السبب الأساس الأوحد الأعمق ، الذي على أساسه تفسر نهضة وثورة وتضحية الإمام الحسين .. وما التضحية إلا نتيجة لسبب .. وما أدراك ما هو هذا السبب ..ولبطل عندهم وغيرهم العجب، وأن هذا السبب لو وفقت اليه ، وحصل لك إن إكتشفته ، أو عرفته .... فإنه هو مدعاة علم اليقين ، وأنه هو سبب عين اليقين ، وأنه هو علة حق اليقين ...... لما هي تضحية الإمام المعصوم الحسين.
فبأي حديث ، ومناقشة ، وحوار ، ومجادلة ، بعد كل هذا ..... ، أنتم تدهنون ، وتجادلون ، وتخطئون ، ولا تؤمنون ..كبرت كلمة تخرج من أفواههم ، إن يقولون إلا كذبآ .
وسنعضد ، وندعم القول ، بأمثلة متعددة متنوعة من التفسيرات الجزئية لنهضة وثورة وتضحية الإمام الحسين عليه السلام ، ونتوفر على قدر ما ، من مناقشتها ، وتفنيدها ، وإبطالها ، وإظهار عقمها البسير الذي لا ينتج ثمرة كاملة ناضجة يانعة مثمرة صحية طيبة..
ـــــــــ
https://telegram.me/buratha