حسن المياح ||
· الفهم الإكليروسي الكنسي المسيحي الصليبي للتضحية
· 《 الإمام الحسين عليه السلام النموذج الحر المؤمن الواعي الثائر 》
قلنا أن قبول وإقدام السيد المسيح عليه السلام --- وفقآ لما تراه الكنيسة --- على الموت صلبآ ، وتحمل كل الآلام ، وشتى المتاعب ، وأنواع اللوعة ، هو من أجل غفران ذنوب أفراد الأمة المسيحية ، والبشر عامة ، بما للفرد الإنسان من مسؤولية في إرتكاب الذنوب وإقتراف السيئات التي يقدم عليها في عالم الدنيا ، وأن السيد المسيح عليه السلام ، بما أنه هو البطل الفرد في عقيدتهم وتفكيرهم ووعيهم وإحساسهم وشعورهم ، فهو المضحي بنفسه ووجوده وحياته من أجل سلامتهم وتبرئتهم وإسعادهم دنيويآ وتحقيق سعادة حياتهم الأخروية ، وذلك برفع مسؤولية الحساب الأخروي عنهم بما تحمله هو نفسه كل ذنوبهم بديلآ ونيابة عنهم تضحية في سبيلهم ، الذي يؤدي بهم الى العقاب عما أرتكبوه من إنحراف عقيدي وسلوكي عملي تطبيقي وذنوب وسيئات ومخالفات ، وما الى ذلك من جرائم وموبقات .. ولذلك ، وعلى أساس هذا الفهم المنحرف الكاذب الظالم المزيف ، أن الدول الكبرى العظمى من مثل أميركا ، وبريطانيا ، وفرنسا ، وغيرها من الدول الأوربية المسيحية ، قد تشجعت جرأة وإقدامآ وبسالة على على فعل الذنوب من الظلم والقتل والسلب والنهب والإرهاب والإحتلال والإستعمار والتسلط الغاصب الناقم الحاكم لما هي الدول الضعيفة ، وشعوب العالم المستضعفة ، وخصوصآ هي الدول العربية والإسلامية ودول العالم الثالث ، لمحاربة عقيدتها الرسالية الإلهية الرافضة للظلم ، ولفردانية السيد المسيح بتحمل الآلام وأنه القربان لمغفرة الذنوب التي ترتكب من قبل الفرد المسيحي سواءآ كان حاكمآ ، أو غير حاكم ، ظالمآ متسلطآ محتلآ مستعمرآ ، ولبث روح الرعب والتسلط الظالم الناقم ، ونشر الحاكمية الدكتاتورية المستبدة التي تصادر حريات الشعوب المستضعفة ونهب ثرواتها وسلب خيراتها والإستيلاء على مواقعها الجغرافية الإستراتيجية وخزائنها المودعة نعمآ إلاهية في باطن الأرض من معادن ، ووجودات ثروات وكنوز وذخائر ومواقع أثرية قديمة عديدة متنوعة كثيرة .
فالفهم الإكليروسي الكنسي المسيحي الصليبي لما هي التضحية بإعتقادهم في صلب السيد المسيح --- وهو لم يصلب حقآ وواقعآ ؛ وإنما شبه لهم ذلك ، وفقآ لما يقوله القرآن الكريم ، ويتحدث عنه فيما يخص صلب النبي عيسى بن مريم عليه السلام ، كما يعتقدون هم ويؤمنون ، ويقولون ويصرحون ويؤكدون --- هو ليكون القربان الفردي المضحي ، الذي يغفر ذنوب الجمع المسيحي من أفراد الناس الذين يؤمنون بالديانة المسيحية كعبادة إلوهية تتمثل بالسيد المسيح بما هو أقنوم واحد ، أو أكثر الى الثلاثة ، وأنه القربان الذي قدم نفسه طوعآ وإختيارآ ، تضحية وفداءآ لإنقاذ كل فرد مسيحي يرتكب أي ذنب ، وكل إنسان مذنب فرد بشر ، فإنه ( أي السيد المسيح ) يتحمله بديلآ ونيابة عنه ، وأن الفرد المسيحي ، وكل البشر ، مغفور ذنبه ، مهما كان نوعه ودرجته الإجرامية الذنوبية وعدد مرات إرتكاب الذنوب والسيئات والجرائم والموبقات ، لأن القربان الفردي للسيد المسيح المقدم هو أعظم درجة قبول تسامح وغفران وإلغاء لكل ذنب يرتكبه الفرد الإنسان المسيحي .... وعلى أساس هذا الفهم الإكليروسي الكنسي المنحرف المزيف الكاذب المصطنع ، فأن الفرد المسيحي لما يقبل يوم قيام الساعة على المحكمة الإلهية ليحاسب ، فإنه يجد صحيفته بيضاء تبرق نصاعة ونظافة ونقاوة وخلاءآ من كل ذنب ، بما هو حامله من صك غفران ، لما فداه السيد المسيح غفران ذنوبه ، وتحمل كل الإلام من أجله ..... وبمثل هذه الأسطورة الخرافية المتشيطنة ، توهم الكنيسة المسيحية الصليبية أتباعها ، وتبيعهم صكوك غفرانها ، ليشعروا بالنجاة والسلامة ، والأمن والأمان ، والسعادة التي ما بعدها سعادة ، وهم البياض الناصع كما هي أثواب رجال إكليروس الكنيسة المسيحية الصليبية الشديدة النصوع وبريق البياض التي يرتدونها ... ليغشون المسيحيين ، ويخدعون النصاري ، ويوهمون كل الناس البشر .
الفهم الإكليروسي الكنسي المسيحي الصليبي يعتقد ويؤمن بأن السيد المسيح هو عاشق لله ، وأن هذا العشق هو سبب محنته وعذابه وإقدامه على تضحيته بقبول الصلب ربطآ على الأعواد التي يصورونها على شكل هندسي حسابي رياضي ( + ) بعمود طويل نازل ، وأنه أوجب تقديم نفسه فداء تضحية فردية المهم على تحقيق نجاة وسلامة كل المسيحيين الأهم من العقاب الإلهي الأخروي يوم يقوم الحساب ، بتحمله كل ذنوبهم ، وتبييض وتنقية ساحتهم ، وإبراء ذممهم من كل ذنب وخطيئة وسيئة وموبقة وإجرام ، وأن المسيحيين النصارى على أساس ترجمة السيد المسيح عشقه لله الى شفقة عليهم ، وخصهم وآثرهم بها على نفسه ، وتحمل كل ذنوبهم بغفرانها من خلال إقدامه الشجاع الجسور كما هم يصوروه على تقبل الموت صلبآ تضحية وفداءآ من أجلهم ، فإنهم قد عشقوه .... ولا يخفى على القاريء إعتقاد الفهم الآكليروسي الكنسي المسيحي الصليبي الذي يقرر ويؤمن بأن عشق الله هو سابق على الإيمان به ، وأن العشق عندهم هو منشأ جميع الفضائل ، لما هو السيد المسيح الذي أوجب تقديم نفسه المهم قربانآ وغفرانآ وإلغاءآ ومسحآ لكل ذنب مسيحي نصراني وهو الأهم ، فعشقوه ، وآمنوا به لهم ربآ إلاهآ .
وقد جاء في كتاب أشعيا ، حينما يتحدث الفرد المسيحي عن تضحية عيسى اليسوع ، وما تحمله من آلام نيابة عنهم ، فإنهم يألمون ،《 تقبل آلامنا ، وتحمل عذابنا ؛ بينما كانت أخطاؤنا سبب جراحاته ، وشرنا سبب عذابه ، وتحمل مسؤولية ذنوب كثيرة ، وشفع لنا في ذنوبنا 》، فهذا النص يوضح أن السيد المسيح إنما جاء ليحمل خطاياهم --- وما هو بحاملها حقآ وواقعآ --- ، ويتحمل ذنوبهم --- وما هو بمتحملها صدقآ وعدلآ وعملآ صالحآ --- ، ويعاني آلامهم --- وما هو بمعانيها ولا مقاسيها ألمآ ذاتيآ بديلآ ونيابة عنهم ..... وأنه لم يأت ليضيف مشقة وألمآ على مشقاتهم وآلامهم ؛ وإنما جاء ليغفرها ويمسحها ويلغيها ، ويعفوهم من العقاب عليها بتحملها كلها هو عنهم ، وأنه هو المسؤول الوحيد عن أوزارها ؛ وبهذا الفهم الإكليروسي الكنسي المزيف ، فإن السيد المسيح هو المشجع ، أو قل أنه جاء تشجيعآ لهم على إرتكاب الذنوب وإقتراف السيئات وسلوك فعل الإجرام ، وهو الذي يغفرها لهم ..... ، وأنه لم يأت لمحاربة الذنوب وإجتثاثها وقلعها من تفكيرهم وسلوكاتهم العملية .... ؟؟؟ وكل هذا الإنحراف عن خط إستقامة العدل الإلهي ، إنما جاء بسبب الفهم الإكليروسي الكنسي المسيحي الصليبي الخاطيء الكاذب المزيف المقصود لمفهوم 《 التضحية
فالخلود المسيحي الذي عنه النصارى يتحدثون ، ومن خلال الفهم الإكليروسي الكنسي للتضحية ، هو في الذنوب التي تحملها السيد المسيح ، والآلام التي عاناها ، والعذاب الذي قاساه ، بديلآ عنهم وغفرانآ لهم ، وعوضآ ونيابة عنهم ، وأنه الفداء عنهم ، والضحية والقربان لهم .
هذا هو الفهم الإكليروسي الكنسي المسيحي الصليبي لما هي التضحية مفهومآ عقائديآ وسلوكآ عمليآ ، جاء به رجال إكليروس الديانة المسيحية الكنسية ، عقيدة نصرانية وسلوكآ عمليآ مسيحيآ يقتفى أثره ، ويسلك طريقه تقليدآ إجتهاديآ بشريآ ، المسيحيون النصارى ...... وأن السيد المسيح الإنسان الفرد قد تحمل مسؤولية ذنوب البشر .
ـــــــــــــ
https://telegram.me/buratha