حسين جلوب الساعدي ||
أولا. المحور الأمريكي وحلفائه
منذ أول أيام دخول أمريكا للعراق عملت على أعداد بديل للثقافة السائدة التي تتصف بالإسلامية وبديل عن الأحزاب والقوى السياسية من خلال برامج ثقافية وتغطية إعلامية وعملية ترويض وإرهاق إدارة الدولة وذلك باتباع الخطوات التالية :
1- تأسيس مؤسسات المجتمع المدني : كبديل عن القوى السياسية والثقافية الإسلامية وذلك من خلال برامج مؤسسات المجتمع المدني الذي اتبعت فيه الخطوات التالية ليبدا بالتأسيس وينتهي بالتيار المدني والدولة المدنية التي قامت الإدارة المدنية للاحتلال في المحافظات على تأسيسها ورعايتها وتطويرها ثم ربطها بالمنظمات العالمية للحصول على المنهج وأعداد البرامج والمحتوى الفكري والنشاط الثقافي وقد سارت وفق برنامج دقيق لتمكينها من النفوذ والامتداد كالاتي :
أ- بداء التشجيع لتأسيس مؤسسات المجتمع المدني عام 2003 وإعطاء منحة قدرها خمسة الأف دولار لكل من يقدم طلب لدائرة الاحتلال المدني في المحافظة على ان يذكر موجز عن الجمعية وأهدافها ومؤسسيها للحصول على هذه المنحة .
ب- إعطاء منح مالية لمؤسسات المجتمع المدني لأعداد برامج ثقافية وخدمية وترفيهية بعد تدريب أعضاءها على كتابة المشاريع وتنفيذها وجدولة الحسابات لها فأصبحت المنظمة ظاهرة لكسب المال من الجهات الخارجية وفي مقدمتها أمريكا وبريطانيا .
ت- المطالبة بتشريع قانوناً لها فقامت المؤسسات بتنظيم الندوات واللقاءات والورش حول طبيعة القانون حتى صدر قانون فأصبحت الحماية القانونية لها وتشكلت دائرة المنظمات غير الحكومية وفي بعض الدورات أصبحت وزارة لها .
ث- إعطاء منح مالية مع دورات أعداد لأعضاء المنظمات في كردستان وبغداد وبيروت والأردن وأمريكا وبريطانيا وهولندا وغيرها .
اشترطت الجهات المانحة ان تكون المنظمة مسجلة حتى تستفيد من هذه البرامج وأغدقت الأموال على المنظمات حتى اصبح أفرادها من الأغنياء والذين لهم رأي في القضايا السياسية في البلد .
ج- انتقل البرنامج الى خطوة متقدمة في أجراء عملية تعاون بين المنظمات وذلك بعد ان فرضت الجهات المانحة ان تشكل شبكات من المنظمات وتعطي المنحة للشبكة ويفضل اذا كانت في اكثر من محافظة مع مضاعفة المبالغ الممنوحة حتى تصل لأكثر من مليون دولار فندفع أعضاء لأجراء عمليات تشبيك واسعة .
ح- نقلها الى مستوى أخر وهو التحرك القضايا السياسية عام 2014 فدخلت منظمة المجتمع المدني لتحسم جدل الجلسة المفتوحة في مجلس النواب وأبطالها وأحراج القوى السياسية لحسم تشكيل الحكومة ثم الأعداد والتخطيط لإخراج مظاهرات بدعم وتوجيه من السفارة الأمريكية والتقت مع التيار الصدري في إخراج المظاهرة الكبيرة التي أسقطت هيبة الدولة بدخول البرلمان والأمانة العامة لمجلس النواب وابرز ظاهرة في تلك المظاهرات طبقت مؤسسات المجتمع المدني (50) خمسون أسلوب من الاحتجاج من المسيرة والتعري في ساحة التحرير وهي أساليب تعلمها الشباب في الدورات والورش المعدة من المنظمات الدولية.
خ- استمرار المظاهرات في اكثر المحافظات من التنسيق التام بين المنظمات وفق برامج الشراكة والتشبيك وظهور شخصيات في وسائل الأعلام والتواصل والحراك الميداني تحمل عنوان (الناشط المدني) لإبرازهم كشخصيات قيادية للحراك علماً ان مؤسسات المجتمع المدني في كل مراحلها تلك أخذت تنفذ داخل القوى السياسية وشكلت رأياً في الوسط الشبابي واستطاعت ان تعبئه ضد العملية السياسية من داخل مكاتب الأحزاب الإسلامية وأصبحت تمثل اختراقاً ثقافياً كبيراً ظهرت نتائج في الحراك الأخير الذي برز فيه الناشطون المدنيون منسقون وموجهون ومحركون لمسيرة المظاهرات وبياناتها وتحديد المطالب وأعداد الشعارات فظهور التيار المدني من خلال مؤسسات المجتمع المدني اكثر تنظيماً وإعداداً في إدارة وتوجيه الأحداث فظاءً واسعاً لحرة المظاهرات في جنوب العراق .
وقد عملت البرامج لتكوين منظومة فكرية جديدة قائمة على أفكار الحرية والتسامح والتعايش والحوار واحترام الأخر والتعددية الثقافية وبرامج فن القيادة وفن التفاوض والنجاح والتطوير، والتأكيد على تمكين المرأة ورعاية الطفل وحقوق الأقليات وحقوق الأنسان ونبذ العنف والكراهية وطرح قراءة جديدة للدين باسم (إسلام القرن الواحد والعشرين) الذي يدعو الى القطيعة مع التراث ورفض التقليد وفهم الدين بأسلوب غربي في الرجوع للقران فقط من دون واسطة العلماء وغيرها من البرامج الخطرة أما في مجال الخدمات فقد قامت المنظمات بالعديد من المبادرات الخدمية والمهنية والإنتاجية برعاية ذوي الاحتياجات الخاصة والمعوقين والأرامل والمطلقات والعوانس وغيرها وجعلت لكل واحدة منها جمعية .
وتعليم المهن كالخياطة والحدادة وتأسيس الماء والكهرباء وصيانة التبريد وغيرها وإدخال الطلاب والتلاميذ دورات تقوية فقد نشطت المنظمات بشكل واسع وكبير ومركز طيلة السنوات الماضية ولم تتفطن الحركات والأحزاب والقوى الإسلامية لخطورتها وتأثيرها .
٢٠٢١/٧/٢٩
https://telegram.me/buratha