سميرة الموسوي ||
· المدخل
الكيان الصهيوني معسكر أمريكي بثياب دولة،وبؤرة عديمة الانسانية مجندة لإعاقة تقدم الشعب العربي ، وإيران الاسلامية جمهورية تحررية إقليمية عالمية إنسانية لخير البشرية ..لذلك ؛ لن يتعايش الخير الايراني مع التوحش الصهيوني في مكان واحد مطلقا .
إيران بالغة الغور في عمق التاريخ، وأثرها له التميز على مسارات الحياة منذ ما قبل التاريخ ، ولها الاثر الواسع في إنتشار الاسلام والدعوة اليه ،ومنه برز الفقهاءةالذين حفظواةالفكر الاسلامي وشكلت جهودهم تراثه ،فأسسوا مذاهبه الفاعلة حتى يومنا هذا
لوجود إيران الكثير من الابعاد الحضارية في مختلف الاصعدة والتي سبقت قيام بعض الدول في المنطقة ،فكانت من منارات البناء الحضاري وما زالت .
إيران بعد ثورة الامام الخميني رحمه الله ركزت مبادءها في مجمل علاقاتها الداخلية والخارجية والعالمية ، ومباديء علاقاتها نابعة من فهم وتدبر للقرآن الكريم ولسيرة حياة النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم ولمنهج إمام المتقين عليه السلام في الحق والحرية والعدل والكرامة الانسانية .
أصبح من أهداف إيران الاسلامية السامية تحرير الشعب الفلسطيني من المحتل الصهيوني إبتداء من تحرير القدس الشريف بعد أن قرر الامام الخميني رحمه الله عام 1989 أن تكون الجمعة الاخيرة من كل شهر رمضان سنويا يوما عالميا للقدس ، وبذلك ، ومنذئذ يقوم إحتفال وطني إقليمي عالمي للتوعية بوجوب تحرير القدس من براثن الغاصب الصهيوني ،وإن على كل إنسان أن يعتبر تحرير القدس رمزا لتحرير أية دولة أو أرض من الاستعمار والهيمنة
خلال رحلة التوعية والتضحيات الايرانية من أجل تحرير القدس تمخضت تضحياتها المستمرة بلا هوادة عن تبلور محور عربي إقليمي عالمي إنساني للمقاومة ، ليس مقاومة الغاصب الصهيوني فحسب وإنما مقاومة كل قوى الشر والاعتداء في العالم ( إن الله لا يحب المعتدين).
تمخض الموقف التحرري الايراني الاسلامي هذه السنة وفي يوم القدس العالمي عن ثورة فلسطينية عارمة وغير مسبوقة .
هذه الثورة المباركة المسددة المباركة ربانيا تضامنت دول العالم بصورة علنية وبأساليب مختلفة مع حقوق الشعب الفلسطيني ،وظهر الانقسام الصهيوني على السطح كما تعالت أصوات الرافضين للإحتلال سواء من اليهود في العالم أو من السياسيين والمفكرين المنصفين ، كما تعالى عويل المستوطنين بأنهم لا يشعرون بالامن والامان إطلاقا وإن دولتهم ليست سوى دروع وخناجر أمريكية مربوطة بخيوط توجهها المصالح الامريكية مع ماكنة إعلامية مهمتها إبقاء اليهود في المستوطنات على أساس هرطقات وخرافات فكرة الارض الموعودة .
اليوم الكيان الصهيوني تلقى الزلزال الذي كان يخشاه كل الخشية منذ أن خلق الاعلام الصهيوأمريكي واعلام الاذلاء والمرتجفين والمحتمين تحت الجنح الامريكي أسطورة جيش الدولة الذي لا يقهر ، وإن حلم التوسع الصهيوني يمتد من النيل الى الفرات، الزلزال المرعب هو إهتزاز القناعات ( الشعبية اليهودية والصهيونية ) في المستوطنات خصوصا ،عودة فكرة مغادرة الارض الموعودة الواهية والعودة الى الدول التي أتوا أو جلبوا منها وما زالوا يحتفظون بجوازات سفرها .
تحررت الحقائق لدى المستوطنين من الخرافات ومن الدجل والاوهام الاستيطانية ، فلقد حررتها حرارة صواريخ المقاومة الفلسطينية ودعم الاحرار في محور المقاومة وهم لم يتدخلوا حتى الان .
إن الحقيقة والواقع يؤكدان أن الوجود المبدئي الاسلامي الانساني الايراني لا يمكن أن يتعايش مع وجود مجموعات ترتدي رداء دولة وهي مجردة إنسانيا ومدججة بأنواع أسلحة القتل والدمار ولا رادع دينيا لديها أو إنسانيا أو عرفيا .
من أجل سلامة وأمن وإستقرار وتقدم شعوب المنطقة ومباديء التحرر الانسانية ينبغي أن يعود الوضع الانساني الفلسطيني كما كان قبل سبعين عاما ، وإن إيران وبحكم نوعية ومستوى عملها بمبادئها ستستمر بجهادها المقاوم لأي وجود منافي للتعايش الانساني ، وبذلك لا أمان لمستعمر ومهيمن ومستوطن ، ولكن حين يتعاون العالم _ دولا ومنظمات _ وتتحرر فلسطين فيمكن عندئذ أن يسمح ليهود ما قبل 1948 أن يقيموا كيانا محددا بإرادة فلسطينية ، تعبيرا عن مباديء محور المقاومة الانسانية .
هذه هي الحقيقة التي ستزدهر عاجلا أم آجلا ،فإيران لن تسمح بإستمرار وجود مشعلي حرائق ضد الانسانية .
ولينصرن الله من ينصره ان الله لقوي عزيز .
... أُذِنَ للذين يُقاتَلون بأنَّهم ظُلِموا وإنَّ الله على نصرهم لقدير .
https://telegram.me/buratha