دراسات

طريق الحق ثمنه الروح..حقيقة ثابتة بثبوت استشهاد وصى هذه الأمة

1475 2021-05-02

 

✍🏻رجاء اليمني ||

 

استشهاد الإمام علي عليه السلام

استشهاد الإمام علي عليه السلام، هي إحدى أهم الأحداث في التاريخ الإسلامي، حيث كان عليه السلام الإمام الأول للشيعة والخليفة الرابع عند عامة المسلمين إضافة لكونه صهر الرسول صلی الله عليه وآله وسلم وكاتب وحيه، وقد ثبت التاريخ عشرات المواقف البطولية والمهمة لهذه الشخصية البارزة.

وكانت آخر وقعة خاضها الإمام علي عليه السلام هي معركة النهروان، حيث جابه فيها مجموعة من أنصاره الذين فرضوا التحكيم عليه في حرب صفين آنفاً، لكنهم ندموا بعدة أيام، فنكثوا عهدهم وخرجوا من بيعة الإمام، وقد عُرفوا هؤلاء فيما بعد باسم الخوارج أو المارقين، فانتصر عليهم الإمام عليه السلام، وكان يتهيأ لقتال المتمردين في الشام - بعد أن فشل التحكيم عند اللقاء بين الحَكَمَين - بيد أنه في صبيحة اليوم التاسع عشر من رمضان سنة أربعين للهجرة عند صلاة الفجر، قام عبد الرحمن بن ملجم المرادي - وهو من الخوارج - بشجّ الإمام في مسجد الكوفة، وذلك بعد حوالي خمسة أعوام من الحُكم.

قبل أن يفارق الإمام الحياة، بقي يعاني الجُرح ثلاثة أيام، وعَهِد خلالها بالإمامة إلى ولده الإمام الحسن السبط عليه السلام بأمر الله تعالى ليقوم بعده بمهامه في قبال الأمة

وعند محاربة القاسطين لأمير المؤمنين   زيدت في مناوئي عليّ فرقة ثالثة وهم المارقون الخوارج.

وهؤلاء أكثرهم كانوا من عبّاد أهل الكوفة والبصرة ومن قرّاء القرآن ولكن لم يكونوا على بصيرة في علم القرآن وكان غاية جهدهم الإكثار من تلاوة القرآن والمداومة على الأذكار والأوراد وكانوا مع عليّ   مجدّين في قتال أعدائه ولكن عند ما رفع معاوية وجنده المصاحف على الرماح-مكرا وخديعة-في صباح ليلة الهرير ودعوا عليّاً وعسكره إلى تحكيم القرآن والرضا والتسليم لحكم القرآن وأبى عليهم عليّ   لعلمه بأنّ القوم لا يريدون حكم القرآن بحسب الواقع وإنمّا لجؤوا إلى ذلك لينجوا من المهلكة.

فعند ذلك أصرّ هؤلاء الحمقى على عليّ كي يقبل هذه الدعوى ويصالح معاوية على تحكيم القرآن وهدّدوا عليّاً على رفضه ذلك بالقتل أو تسليمه إلى معاوية أو الانفراج عنه كي يقتله أهل الشام.

ومن أجل إصرار هؤلاء الجهّال على نزعتهم حدث اختلاف شديد وتضارب في الرأي في جند الإمام أمير المؤمنين   حتّى كادوا أن يتقاتلوا.

فاضطرّ الإمام أمير المؤمنين   إلى قبول الصلح وتحكيم القرآن تحت شروط وقيود تبطل خديعة معاوية ومكره، فكتبوا كتاب الصلح وأمضاه رؤساء الفريقين ووقّعوا عليه، فعند ذلك انتبه المغفّلون من القرّاء بأنّهم خدعوا فيما أصرّوا عليه أوّلا فجاؤوا إلى عليّ وألحّوا عليه أن يعود إلى محاربة معاوية فأبى عليهم عليّ   وقال لهم: ويلكم إنّ اللّه أمر بالوفاء بالعهد مع المشركين فكيف ينقض عهده مع هؤلاء وهم مسلمون؟! وقال لهم جهاراً: إنّه لا يرجع عن عهده مع الناكثين إلاّ أن يخونوا هم العهد أو تنتهي مدّة المعاهدة من غير وفاق على حكم القرآن.

فحينئذ كفّره الخوارج وكفّروا كلّ من رضي بتحكيم القرآن ولم يتب منه وفارقه بعضهم في نفس المعركة.

ولمّا انفصل أمير المؤمنين من معركة صفّين راجعاً إلى الكوفة لم يدخلوا معه الكوفة وعسكروا بموضع يقال له: الحروراء وعزموا على أن يدعوا عليّاً مجدّداً إلى الرجوع عن العهد ونقضه كي يذهبوا معه ثانياً إلى حرب معاوية وإلاّ سيحاربونه ويقتلونه.

·        معركة نهروان

مؤامرة ابن ملجم على اغتيال أمير المؤمنين عليه السلام

أحداث الليلة التي استشهد فيها أمير المؤمنين عليه السلام

اشتراك بني أمية في قتل الإمام عليه السلام

لم تكن مؤامرة قتل الإمام صلوات الله وسلامه عليه مقتصرة على الخوارج فحسب بل أن بني أمية كان لهم الأثر الفاعل في التخطيط والتمويل والتأسيس لهذه الحادثة الرزية التي أصيب بها الإسلام واستفاد منها أهل النفاق والكفر، وعلى هذه المشاركة الأموية في قتل الإمام أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه توجد

·        شواهد عديدة منها:

أولاً: اتفقت الروايات على أنّ ابن ملجم من بني مراد، وكان عداده في كندة، أي تسجيل نفوسه ومسؤوليته الحقوقية والجنائية في كندة ورئيسها الأشعث بن قيس!

وأنّ ابن ملجم دخل الكوفة قبل شهر من اغتياله لأمير المؤمنين   ونزل ضيفاً عند الأشعث! واتفقت الروايات على أنّ الأشعث كان رجل معاوية الأول في العراق، وأنّه عمل بكل قدرته لإنجاح مؤامرة ابن ملجم في قتل أمير المؤمنين   وأشرك عدداً من رجاله فيها! فهل يعقل أن لا يكون معاوية وراءها أو في مجراها ؟! قال أبي الفرج الأصفهاني : "وللأشعث بن قيس في انحرافه عن أمير المؤمنين أخبار يطول شرحها...". انتهى

وقال البلاذري: وبعث الأشعث ابنه قيس بن الأشعث صبيحة ضرب علي فقال: أيْ بنيَّ انظر كيف أصبح الرجل وكيف تره؟ فذهب فنظر إليه ثم رجع فقال: رأيت عينيه داخلتين في رأسه، فقال الأشعث: عينيْ دميغ ورب الكعبة. انتهى.

ولم يهنأ الأشعث بقتل أمير المؤمنين  ، فقد هلك بعده بأيّام يسيرة تاركاً فرخيه جعدة ومحمد بن الأشعث، ليواصلا تآمر أبيهما على العترة النبوية، ويشتركا في قتل الإمامين الحسن والحسين عليهما السلام.

ثانياً:إن أبا الأسود الدؤلي صاحب أمير المؤمنين ألقى تبعة مقتل الإمام علي بني أمية، وذلك في مقطوعته التي رثى بها الإمام والتي جاء فيها:

ألا أبلغ معاويـة بـن حـرب                 فلا قرت عيون الشامتـينا

أفي شهر الصلاة فجعـتمونا               بخير الناس طرا أجمعينا

قتلتم خير من ركب المطايا                 ورحلها ومن ركب السـفينا

ومعنى هذه الأبيات أنّ معاوية هو الذي فجع المسلمين بقتل الإمام الذي هو خير الناس، فهو مسؤول عن إراقة دمه، ومن الطبيعي أنّ أبا الأسود لم ينسب هذه الجريمة لمعاوية إلا بعد التأكد منها، فقد كان الرجل متحرجا أشد التحرج فيما يقول.

ثالثاً: افتخار بعض الأمويين عندما أدخلوا السبايا في مجلس يزيد بن معاوية لعنه الله بقوله

نحن قتلنا عليا وبني علي                   بسيوف هنـدية ورماح

وسبينا نساءهـم سبي ترك                 ونطحناهم فأي نطاح

فهو أوضح دليل على أنّ للأمويين يداً طولى في قتل سيد الوصيين صلوات الله وسلامه عليه.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك