1- الإرهاب وأثره على المجتمع العراقي:
الإرهـاب فكر بلا دين خالي من الإنسانية أعاث في الأرض فساداً منذ نشأته الأولى ومنذ ظهوره الأول لم يترك الإرهاب حرمة الا واستباحها وجذب الى صفوفه ثلة من القتلـــــة والمجرمين وضـــــــــــعاف النفوس والمنبوذون في المجتمع او أشخاص يعـــــانون من أمراض نفسية مثل الإفراط في الدين وفهم الدين بصورة خاطئة على يد أشخاص غــــير مؤهلين لتدريس الدين او الخطابة.
عانى العالم اجمع من الإرهاب ليس اليوم بل منذ زمن فلا توجد دولة الا ومسها الإرهاب والتطرف والعنف والإرهاب في العراق حديث عهد حــــيث ظـــهرت بوادر نشأتــــــه إبان حرب عام( 2003) ودخول القوات الأمريكية الى العراق والتي هــــــيئت الأرض الخصبة للإرهاب في العراق من ما عرض العراق وأهله الى هجمة شـــــــرسة من قبل تنظيمــــات إرهابية ما انــــزل الله بها من سلطان وبتسميات مختلفة وكثيرة دمرت البنـى التحتية للبلد وأهلكت الشعب وخلفت مئات الآلاف من الضحايا.
تعريف الإرهاب في العراق لحد ألان غير متفق عليه بصيغته الكاملة من قبل المختصين في هذا المجال نتيجة الاختلاف المــــلموس في طبيعة الإرهــــاب من مــــــكان الى أخر واختلاف الإرهاب في العــــــراق عن الإرهاب في بـــــاقي الدول الإقليميــــــة مما جعل تعريف الإرهــــــــــاب يختلف من دولة الى أخرى ومن إقليم الى أخر وحتى التــــعريف الذي ورد في قانون مكافحة الإرهاب عام (2007 ) غير وافـــي وغيــر جامع للإرهاب ولكن يمكن حصــــر الإرهــاب في العراق بالتعريف التالي (هو فعل عمدي عنيف منظم يرتكب بقصــــد نشر الرعب والخــوف والهلع والفوضى في المجتمع كوسيلة من وسائل التهديد والضغط على الحكومة او الحزب لتـــحقيق غايات معينة او هدف معين ) ويمكن الإضافة الى التعريف ويمكن أيضا تعريف الإرهاب بتـــعبير أخر كما جاء في التعارف الدولية.
ولـــــلإرهاب اثر كبير على المجتمع الـــعراقي منذ عام( 2003 ) وأثره لا يقتصر على التخريب وضرب البنى التحتية وتدمير الاقتصـاد الوطني وزرع الطائفية بيــــــن أفراد الشعب العراقي ولــــــكن اخذ الإرهاب يتجـــه فكريا لينشئ جيل مؤمن بأفكاره التخريبية الهادمة .
1-1 سعي التنظيمات الإرهابية في العراق الى كسب المعركة فكرياً:
في الأعوام الخــــمس الأولى من حقبة التسعينات للقرن الماضي جرت حملات اعتقالات وإعدامات واسعة طالت مــناطق عدة من العراق استهدفت الحركة الوهابية التي انتشرت بـــشكل ملفت للنظر آنذاك برغم من ان انتشارها كان تحت أنظار الطاغيـــــــــة وحزبه الحاكم ولكنه و بلحظة اكتشف بأنه موضــــــوع الحركة الوهابية اخذ اكثر مـــن الحجم الطبيعي ويجب ان يعاد الى حجمه الطبيعي .
لم تكن الحركة الوهابية آنذاك تفجـــر او تقتـــــل او تـذبح او تحارب طائفة معينة بل كان عملها يـــــقتصر على الندوات الـــتثقيفية في الجوامع والمــــساجد التي كانت متوفــــــرة وبكثرة , مستغلين ما يسمى بالحملة اللا إيمانية التي اطلقــــــها الطاغيــــــة لفسح المجال للحركة الوهابية بشكل قانوني وغير مثير للشك والريبة .
اذا لم تكن الـــحركة الوهابية في العـــــراق تقوم بأي أعمال عنــف فما هو سبب وجودها في العــــــــراق ؟
كانت الـــــحركة الوهابية تهدف الى زرع الفــكر التكفيري وثقافـــــة الـعنف بين أوساط المجتمع العراقي مــــــستغلين الأطفال والشباب الـــــذي تم استقطابهــــــم من قبل الحملة اللا إيمانية التي كانت تقدم لـــهم الشهرة والـــحوافز والــــــــجوائز وحتى الأموال ايضـاً
بعد العام( 2003 ) وقـــــيام الولايات المتحدة الأمريكية بــفتح باب الوطــــــــــــن عــلى مصراعيه لــــيدخل كل من هب ودب الى العراق ومــــن ضــــمن الداخلين الى الوطـــن مجموعة ليست بالقليلة من حملة الفكر الإرهـــــــابي التكفيري الذي وجدوا ضــالتهم في العراق مستغلين حالـــة الفوضى والــدمار التي خلفتها الحرب وقرار حل الجيش العراقي الذي ولدَ كم هائل من البطالـــــة في مـناطق لا تحتمل البــــطالة مثل مــــحافظات الانبار ونينوى وصلاح الدين وديالى وبـــغداد , ومن مساجد عمتها الفوضى وعدم وجود وزارة أوقاف او وقـــف معين انطلقوا حملت الفكر التكفيري ومنظري العنف في العراق وبدئوا يدعون الناس الى القــــتل والــــــخراب والدمار مستخدمين مصطلحات تشحن الهمم مثل الاحتلال الصليبي والاحــــتلال الصفوي والــــجهاد وضرورة القتال في سبيل الله وهذا الكلام اخذ طريقه في قــــلوب عدد لــيس بالقليل من أبناء الشعب وبالأخــــــــص بالطبقة الغير مثقفة والـــغير واعية من ما أدى الى بناء فـــــكر العــــنف والتكفير والإرهـاب في غضون عامين تقريبا ً.
https://telegram.me/buratha