دراسات

التدين ظاهرة سياسية ام دينية ؟؟..بقلم:جاسم الصافي

3949 03:17:00 2013-04-07

 

 

{وكذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا }[1]

 

العقل هو أساس الإيمان وحين يتحول هذا الإيمان من الاعتقاد إلى السلوك يكون تعصب وتقليد أعمى يعطل الإبداع ، لذا يرجع عقل الإنسان بكل الحوادث من حوله الى ما هو خارج المألوف بسبب ذلك التعصب ، مما يجيش ( العقل الغيبي ) أدوات التجهيل من وهم ، دجل، خيال ممنطق بسفسطة الاعتقادات الغيبية الى ان تصل الحال إلى الأسطورة التي تنمي الخوف والرجاء والتوسل وتبقى الإنسان متأرجح ما بين الرغبة والرهبة وطلب العون ممن يعتقد ان عندهم المقدرة على تغير الحوادث فيظهر الكهنة والعرافين والسحرة واشكال الدجل العديدة . في حين أن الدين جاء لحرية البشر ليتخلصوا من النقص والجهل والخرافة .

ان هذه الحرية التي يمنحها الدين للإنسان  إن لم تحاط بتحذيرات وتحصينات تحافظ عليها وترعاها فإنها سرعان ما تستغل وتستخدم للهدم والقتل والدمار فتكون مذهب للإرهاب. وهذا هو ما دعاني للبحث عن ظاهرة التدين وخصوصا بعد أن ظهر في مجتمعنا جماعات عديدة تلبست شكل الدين ودينت الاسلام بمفاهيم خاصة وغريبة اقتطعت من مصادرخامتها الأولى بانتقائيةمقصودة ، وقد جوبهت بعض تلك الجماعات بالقمع والقتل والتشريد من قبل السلطة ، و اغلب هذه الضحايا هم من الشباب الصاعد ، وما اثار استغرابي الى الان هو وبعد انقضاء تلك الإحداث بفترة طويلة لم اجد من المختصين وبالذات رجال الدين قد تحدث عنهماو فسر ظاهرتهم ، وكل ما سمعناه هو اتهامات بانحرافهم وتكفيرهم وهذه التهم كانت جاهزة ولازالت فهي أسهل من البحث والتقصي عن العلل والأسباب ومعالجة ما يكون سلبيا في مجتمعنا ، لهذا لا نستبعد من رجوع هذه الجماعات في المستقبل ما دام الفكر نفسه موجود ووسائل استثمار هذا الفكر متاحة مع الحافز الذي يحرك بسهول سواء من الداخل أو ما يورد ألينا من الخارج فحواضن هذا الفكر موجودة بشكل خلايا نائمة ، والحقيقة أن ما حدث في منطقة ( الزركه ) أدرج في لائحة المسكوت عنه ، كون ما حدث هو خطا الموروث في مؤسساتنا الدينية والاجتماعية وكان من السهل أن تأتي حفريات هذا الموروث بخامة شاذة بقصد أو بغير قصد ، والأمر الأخر الذي شجعني على هذا البحث هو أن هذه الجماعات النائمة او المستفيقة بقناع الديمقراطية لها التأثير في الساحة السياسية  والاجتماعية وهي في الحقيقة من يعرقل مسيرة الديمقراطية الجديدة التي ارتهنت بمشروعها النهضوي الى ما تقرره تلك الجماعات وهذا ما جعلها تغذينوع من الإرهاب الجديد وهو الفساد الإداري والمالي الذي بيئة التخلف الأخلاقي وأنتج منابع متعددة للفساد في جميع مؤسسات الدولة وربط مصير التنمية البشرية والاقتصادية بقوى خارجية بفضل أفكار هجينة على مجتمعنا ولا ابالغ في هذا الامر لان الواقع سيفرض نفسه خصوصا وان تلك الجماعات قريبة من الجمهور وهم الاغلبية الساحقة بل لصيقة بمتخيلهم واحلامهم ومسيطرة على مخاوفهم ، أن اغلب هذه الجماعات ورائها أجندات مموله من خارج البلد تحركها لتنفذ مصالح ومخططان إقليمية ودولية ولا اقول بانها عميلة بل انها ادوات متمكن منها ومن تصورها لهذا تمتزج الازدواجية في منهجة البسيط . فضلا عن المنظمات المتطرفة دينيا في دول العالم التي تعولم العداء بين الحضارات كما حدث في أزمة الرسوم المسيئة للرسول صلى الله عليه وعلى اله وسلم، وأخرها فلم الأقباط أن اعتبر بمقاييس الفن فلما قد تمكنت من استفزاز هذه الجماهير العريضة فكانت نشاط يفوق التصور لدعم تطرف تلك الجماعات ، مما يعني أن التدين يمكن أن يكون مصدر للإرهاب والتطرف ( العقائدي والسياسي والعرقي ) وإذا لم يدرس هذا الأمر من قبل مختصين فلن نجد له علاج  أو طريقة  للحد منه على الأقل وخصوصا إننا مجتمع تجتمع فيه الروحانية والعاطفية وآليات الدين والمذهب وقد اكتشف من يريد بنا سوء هذا الأمر لذا كان من السهولة عليهم تحريك خيوط افكرنا الانفعالي ليتحول ( ربيع الحريات والثورات العربية ) الى خريف السلفيات عبر أضخم مؤسسات إعلامية موجه الى العالم الشرقي لتدعم مهزلة الصراع الحضاري وبعبع الإرهاب العالمي الذي كان ولا يزال همهم الاول هو حفظ أنظم ةالعالم الغربي السياسية والاقتصادية لا اكثر ، وقد يكون هذا البحث هو مصدر استفزاز لتحريك بعض الأقلام ذات الاختصاص في معالجة هذه الظواهر الخطرة والمستشري في مجتمعاتنا. وكي لا اقع في خطأ بعض الباحثين ممن ركزت دراستهم على حالة التدين الرسمي للدولة أو على جماعة بعينها دون اخرى لسبب مذهبي او قومي مما تجعل تفسير الظاهرة فيه نقص وخلخلة في توازن البحث وهذا من اهم مشاكلنا التاريخية الى يومنا هذا، بعد ان نجحت السياسات القديمة في اظاهر تدين رسمي او صبغة مذهبي على الدولة التي صنعتها وسائل إعلام هذه الحكومات لتمتلك بذلك حق التدخل والسيطرة على الفهم الديني وتجد تبريرا لها للتدخل في شؤون بعض تلك الجماعات كما حدث في بداية السبعينيات مع جماعة الإخوان المسلمين في مصر وحزب الدعوة الإسلامي في العراق أو مع جماعة  ( جند السماء ) وان استبعدنا ميل الباحثين لهذا أو تلك وهو امر صعب في الحقيقة ولكن ان فرضنا ذلك ، فأنهم سيلجأون الى الخطاب الجماعي عند شريحة ما قد تكون هي في الأصل منفصلة عن المجتمع استنادا لقانون المحاكاة الطبقية وبهذا تكون الدراسة ذات مفهوم فوقي لا يهبط الى تحليل الوقائع ، كما تجدر الإشارة هنا الى امر ضرورية تحري الدقة لتواريخ الحوادث ومعرفة ما هي ادلجة تلك الجماعات وفهم الحجم الحقيقي لتلك الظاهرة بشكلها العام ولهذا أقول

أن العالم العربي والعراق بالأخص غني بالثروة البشرية فهو يمتلك أكثر من  60 % من السكان ممن هم دون سن الثلاثين عاما بحسب إحصائية للأمم المتحدة أي أننا حين نتعامل مع هكذا ظاهرة في المجتمع العراقي فهذا يعني اننا نتعامل مع ظاهرة تعني الشباب الممتلئ بالأفكار المختلفة والغير متناغمة وهي تمثل إنتاجهم الثقافة كما يعني أن من أهم أسباب هذه الظاهرة يتحمله الجانب التربوي الذي يدار اليوم بشكل متخلف من جميع الجوانب فهو قادر على زرع الثقافة الدينية المعتدل في نفوس الشباب ولا اقصد التدين الرسمي للدولة بل التدين الأخلاقي والإنساني وقبول الغير والحقيقة ان الدولة والمؤسسات الدينية تتعامل كما تتعامل كوادر التربية اذ انها تنجذب الى الطالب المجتهد في حين ان هذا الاجتهاد في ما املي عليه فقط اي ( درخي ) كما يقال في حين يهمل الطالب الغير مجتهد ويتهم بالغباء والتخلف ويبتعد المعلم عن متابعته على الرغم ان اغلب مبدعي العلوم بكل اشكالها لم يبدعوا بدراستهم الاكاديمية الا حين جاورت وتر وعيهم.

قبل البدء في البحث عن معنى التدين كظاهرة يجب أن نميز بين معنيين مهمين وهما الدين كوضع الهي(تشريعي ) والتدين باعتباره امرا كسبي او ما يعبر عنه ( فقهي) اذا أن امر مهم ان نفرق بين الشرع والفقه، فالشرع هو ألأصول الثابتة للدين ومصدرها النص اليقيني والقطعي والمتفق عليه بانه من المولى، أما التدين فهو معرفتا والتزاما بشري الهذه الأصول، يضاف لها الفروع الظنية الورود والدلالية الفقه، وهذا ما يؤكده عبد المجيد النجار في قوله (إن حقيقة الدين تختلف عن حقيقة التدين، إذ الدين هو ذات التعاليم التي هي شرع إلهي، والتدين هو التشريع بتلك التعاليم، فهو كسب إنساني. وهذا الفارق الحقيقة بينهما يفضي إلى فارق في الخصائص، واختلاف في الأحكام بالنسبة لكل منهما) ان مفردة التدين مأخوذة من ( الدين ) ومن معانيها اللغوية : الشرع والقانون والطريق والمذهب والملة والعادة والتقليد ، او من دان به ، ويقال دان بالشيء أي اتخذه دينا ومذهبا ، أي اعتقاده ، أو اعتاده ، ودان بالإسلام دينا أي تعبد به وتدين ، فالتدين هو الطريقة أو المذهب الذي يسير عليه المرء نظريا وعمليا، وهو المنهج الذي يتبعه في حياته ، وفي علاقته مع غيره ، وفي عبادة لربه ، وفي خضوعه لله تعالى )[2] و( تدين يتدين ، تدينا ، فهو متدين . تدين الشخص : اتخذ دينا " تدين بالإسلام " تشدد في أمر دينه وعقيدته " عالم متدين " اقترض فصار مدينا " تدين مبلغا لم يسدده )[3] ولعل المعنى الظاهر من هذه المفردة فضفاضة كونه قد تجاوز الحد الظاهر منه الى الإفراط والتفريط في الدلالة ، اذ يمكن أن يكون معناه سيء وهو الغلو والتشدد أو أن يكون حسن وهو الانقطاع الى الله كما هو حال الرهبنة مثلا التي تأتي من الانقطاع للعبادة والطاعة ، والانعزال عن الناس والحياة ، والزهد في الدنيا والتخلي عن الطيبات والملذات ، وحرمان النفس من الشهوات والغرائز ، وهذا ما يعنيه ترهب الراهب أي أنقطعه للعبادة ، وهو ما رفضه الدين الإسلام كما جاء في قوله تعالى {وابتغ فيما أتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك ولا تبغ الفساد في الأرض أن الله لا يحب المفسدين } [4]  وقال رسول الله صلى الله علية وعلى اله وسلم في نفس المعنى : " ليس بخيركم من ترك دنياه لأخرته ، ولا أخرته لدنياه ، حتى يصيب منهما جميعا ، فان الدنيا بلاغ  إلى الآخرة ، ولا تكونوا كلا على الناس "  وكذلك قال الحبيب المصطفى " لا رهبانية في الإسلام " [5] كما قال أمير المؤمنين علي عليه السلام " اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا واعمل لأخرتك كأنك تموت غدا " لهذا يمكن القول ان التدين عمل فقهي من عمل الإنسان لا امرا أصولي يعني في أصول الدين بل هو محصلة لعوامل نفسية واجتماعية وتربوية وسياسية واقتصادية وثقافية ربطتها اولا الذاتية بالموروث من تقليد وأعراف وبدع وابتداع و الثانية موضوعية قدمت مع الاستبداد و الاستعمار والتبعية التي عانى ويعاني منه مجتمعنا العربي الى اليوم ، ولهذا السبب أخذا التدين عند الكثير من الكتاب أشكالا وألوانا متعددة مثل التدين المعرفي التدين النفعي التدين السلوكي التدين التفاعلي ... وغيرها من التسميات التي لا يسع ذكرها في هذا البحث ، اما عن معنى التدين عند العامة فهو يأخذ بالأعم الأغلب منه معناهالمذموم  وذلك كونه ارتبط في تصنيف المجتمع بمذهب أو دين وحسب درجة تمسكهم بنوع التعاليم الفقهي ، فكلما كانت درجة التمسك بالدين كبيرا ً أصبح هذا المجتمع في عرف العامة مجتمعا متدينا لهذا تناولت هذه الأبيات لتبيان شكل نوع الذم في التدين .

فلا تأمنوا المــرء التـــقي عـــلى التي               تسوء وان زار المساجـــد او حجا

ولا تقــــــبلوا من كـــــاذب متــسوق                تحيل في نصــرة المـــذاهب واحتجا

سواء على النفس الخبيث ضميرها               امـــــكة زارت للناســــك أو وجــا

 

خـــاف الهـــك واحــــذري من امة                  لم يلبسوا في الـــدين ثوب مجــــاهد

أكــــلوا فأفنــوا ثـــم غــــنوا وانتشوا                  في رقــــصهم وتـــــمتعوا بالــــشهد

 

فـــــــــلا يغرنك مـــن قــرائنا زمـــن        يتلـــــون في الظــــلم الفرقان والزمرا

يقـــامرون بـــــما اوتو من حـــــكم        وصـــــاحب الظلم مقمور اذا قمرا

يبدي التديــن محتــــالا ضمائــــره        غـــير الجميل اذا مــا جسمه ضمرا

يــشدو مــــزامير داود ويــفضلــــه        في النســك نافخ مـــزمـــار لــه زمرا

يـــوفي عـــلى المنبر العالي خطيبهم        واتمـــا يــــعــض الآســــاد والــــنمرا

ومــــا التـــقي بـــأهــــل أن تــسميه        بـــرا ولــو حــج بيت الله واعـتمرا[6]

ومما تقدم يمكن القوال أن التدين ظاهرة اجتماعية ترافق الدين فهي اذا في كل المجتمع بدون استثناء، اذ لا توجد حضارة على وجه الأرض الا وكانت احد اركان قيامها الدين لهذا فهي ظاهر اجتماعية يمكن لها الظهور مع انتشار الجهل وانحسار الامن والامان وتردي وضع الفرد الاقتصادي اذ هذه العوامل تمتد حتى الى المختص الذي يحمل جهلا اكثر خطورة وهو الجهل المركب ، وحتى المجتمعات اللادينية أو ما يسمونها اليوم بالمجتمعات المدنية توجد فيها ظاهرة التدين ( اللاديني ) فما دام مفهوم الدين يرتبط بدرجة الإيمان فالعلمانية والماركسية لها أيضا إيمان خاص بفكرها وكذلك النظم القائمة اليوم على نظم اقتصادية ومدنية ، اذا فهي لها تدين من نوع خاص وهذا ما نجد عند البعض من تلك المجتمعات التي تتشدد لسياسة ما ، تصل الى حد الغلو كما هو حال الحزب الشيوعي العمالي العراقي وما أطلق من شعارات عنصرية ومتطرفة في بداية تغير النظام فهو هاجم الكل ونسي أو تناس أنه هو ايضا يكرس الآخرين لرأيه الشمولي . وقديما كان الخلاف في ان التدين قائم على العلاقة ما بين الإيمان والعمل، هل هي علاقة وحدة ام علاقة خلط فذهب فئة الى أنها علاقة فصل كما عند المرجئة مما اخرج التدين من الذاتية الى الموضوعية وجعل له جدلا تعدد الاعتقاد فيه وتنصب بعد ذلك النص على هذا الجدل وبنية منه هيكلية تصورية في اللفظ والشكل والنصي الى ان صارت له مدارس ومذاهب وصلت بالدين الى ( الظاهر التديني ) اي ما يهتم بالشكل من خلال اطالة اللحى وتقصير ( الدشاديش) والتختم باليمين وحمل المسابح وظهور علامات الصيام والقيام في الجسم وارتداء النساء للحجاب المبالغ به, لهذا يقاس المسلم والعابد والمؤمن والمتدين بهذه الظواهر بل وصل الأمر الى جعل من بدت عليه هذه الظواهر الجوفاء أن يفتي ويحكم ويحي ويميت  .

والتدين إما أن يقوم على التطرف في التوحيد بين الإيمان والعمل او التطرف في الفصل بين الإيمان والعمل وفي الحالتين يتحول التدين الى تطرف لانه لا يقصد الشرع ومعرفة الله بل اختار المسلك ألعبادي أي الفقة وهذا ايضا ما كان يخص الديانات الوحيانية بشكل عام ( ـ ألإسلامية ـ المسيحية ـ اليهودية ) لأنها في محورها التيولوجي والمعرفي الديني ـ الإيمان ـ لا ـ الله ـ  أي ان  هذه الديانات لا تبحث او تتحدث عن الله بل هي تتحدث عن صفاته لذلك يكون محور ها ـ ألإيمان ـ وليس الإيمان الفطري او الطبيعي او العقلي الاستدلالي بالله بل الإيمان في تلك الأديان نفسها ـ كما يعكسه ظهور هذه الأديان وامتدادها ـ حيث يمثل حقيقة تاريخية بمعنى أن المؤسسين لهذه الأديان الثلاث بعثوا في تاريخ معين ومرحلة تاريخية وادعوا النبوة والرسالة ـ باستثناء عيسى الذي يعتقد المسيحيون بأنه أعلى من نبي ـ ودعوة الناس لإيجاد رابطة خاصة بينهم وبين الله تعالى ) [7]

وهذا ما نجده في رواية ذعلب اليماني مع أمير المؤمنين علي ابن ابي طالب عليهما السلام اذ سأله ذعلب: هل رأيت ربك يا أمير المؤمنين ؟

فقال عليه السلام : أفأ عبد ما لا أرى ؟

فقال ذعلب : وكيف تراه ؟

فقال عليه السلام : " لا تدركه العيون بمشاهدة العيان ، ولكن تدركه القلوب بحقائق الإيمان "

أن الإيمان حين يتحول من الباطن الى الظاهر يجد له مسلك شكلاني وهذا المسلك أحيط لقرون عديدة بتعاليم وتقاليد حتى أصبح عرف دارج وهذا ما ترك الدين لعبة بيد العوام والجهال والعيارين والسياسيين الذين توهموا شكل للرب الخامل عن واجباته تجاه خلقة والمشغل بذاته كما يقولون ( جل ذكر المولى عن هذا القول ) 

ان التدين يدخل في صميم حياتنا كونه سلوك ديني يعتقد به الفرد بعد ان يتعدى دائرة العبادات والواجبات ليتحول الى نظرية ( الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ) مما يعني ان الأمر يتعلق بالمسلك والدراية الروحية التي يبحث عنها الإنسان ولاستسهال الامر يميل الى التقليد واستنساخاقرب تجربة له في المجتمع لذا تبدو ظاهرة التدين جماعية تخندق العبادات  في الوعي والسلوك الظاهر ولنقرأ هذه الرباعية لعمر الخيام

ليكون طاعة عمياء تخدم تلك النخبة المقلدة .

الا يمكن أيها الحب أن نتعاون مع القدر أو نصارعه

ونقتلع هذه الصورة الحزينة لطبيعة الأشياء ؟

الا تستطيع تقطيعها الى أجزاء صغيرة

ندفنها في قلوبنا ؟ "

هذا ما عبر عنه " عمر الخيام " وهو شكل ومسلك ديني يختلف عن ما جاء به الحلاج مثلا وذلك لان صورة العبادة ومسلكها الديني يختلف من شخص إلى أخر  لكنه يمتلك نفس الأجواء والتساؤلات لهذا نجد هذه المسالك المختلفة تحمل مشتركات نتوهم أن زيدا اخذ مسلك عمر في حين أن من يتعمق ويبحث يجد أن المسلك طريق حصري لسلكه ولا يمكن للاخرين أن يقلدونه إلا في الشكل والظاهر. لهذا بدأ " نيتشة " افتتاحية كتابه " زرادشت " قائلا ( أن ساعة الاحتقار العظيم هي الساعة التي تحتقر فيها كل القيم التقليدية ، وقواعد الأخلاق التافهة أن الدين صار تقليديا وراسخا ومحترما إلا انه فقد قيمته وأصبح تافها )هذا هو ما يوقع الإنسان في الخلط لأفكار الفلاسفة لصياغتها وفق اعتقادهمالمسند بادله عقلية ايمانية ، فالتدين حين يصب في بعض من إفراد المجتمع فهو لأسباب نفسية أو اجتماعية كما ذكرنا وقد يتطور الى حالة من التبصر الديني او التدين الذاتي لكن حين يصيب جماعيا وفي مكان معين فمن المؤكد أن ورائه هذا التبشير أسباب أخرى من اهمها ، تحصين الموروث الديني أو الثقافي او الذات ، اذ ما تعرضت هذه المواريث الى حالة من القمع أو التهميش من قبل قوة ( استعمارية أو سلطة استبدادية ).

او أنها تأتي لأجل التبشير في تجديد الدعوة حين تصاب بالانحراف ، لهذا يتجه علماء الأمة الى النص الديني الذي يستطيع أن ينمو بسهول في نفوس الموالين لدرجة التمسك والتشدد به حد الغلو  كما هو في حالة ابن حمبل والكثير من الامثلة اليوم على من يدعون بالمتدينين الجدد او الدعاة الجدد حيث تتلبس في سلوكياتهم الفهم السياسي المتطرف وهي من الاجتهادات المعاصرة والتي ظهرت تاريخيا بعد غزو المغولي للأمة الإسلامية ، ونجد ان اغلب تلك الحالات التدينيقد تحول الى اضطهاد سياسي وصراع اجتماعي دائم اذ سيستلك الجماعات ( بايديولجية فقهي ) ان صح التعبير ، وهذا ما خلطة الحاضر بالماضي وجيش تلك المفاهيم وحملها على اكتاف الفكر الإسلام المعاصر بشكل ساذج ، والبسها علينا فهم تلك الازدواجية الى ان اعطى انعكاسا متأصل لتلك الازدواجية ومتوارث مع توافد الاجيال اللاحقة ، ولنعطي مثال لذلك ما يتداول اليوم رجال الفكر والدين معا لما يسمى ( الإسلام السياسي ) والذي يراد منه سلب حقيقة ( سياسة الإسلام ) والفرق بين الاثنين فرق كبير. اذ أن المعنى يختلف عن قوليان زيد سياسي اذ زيد له وجه جديد أو جانب منه صار سياسي في حين أن قلت سياسة زيد فهي تعني انه منهاجه الذي اعتدناه من سياسته القديمة والحديثة اي منذ الزمن الأول لوجود زيد وهذا الخلط بني على أسس أن الإسلام دين وليس سياسة أو نظرية ولو كان كذلك لكان الإسلام ترهب كما في المسيحية أو تطرف كما في اليهودية أو تادلج كما في الإسلام السياسي المعاصر ، أن الإسلام احتوى جميع الفضاءات المعرفية لعصر الدعوة وما بعدها حتى أسس على ذلك دولة وحكومة ودستورا عاش بها ولها سنين طويلة وجعلت آنذاك من ارضه قبلة لشعوب العالم والى اليوم لا تزال حضارتهم تشغل حيزا كبير في ربط حضارات العالم القديم بالعالم المعاصر ، ومن الغبن أن نتنكر لكل هذا اذ يعد نكران لهوية الثقافة العربية والإسلامية بل هو نكران للتاريخ الإنساني اجمعه ، ومن ينسلخ عنهويته فهو إنسان نكرة مجوف ومنقوص العقل ، ويمكن أن نذكر هنا أن مفهوم الإسلام السياسي جاء من الغرب مع الفهم السائد لديهم في عصر التنوير حيث استغل ولاء الناس للكنيسة ، فكونوا رجال الكنيسة سلطة عليا تهيمن على الملوك ، وكانت آلية النقل عند مثقفينا على أساس التجربة الغربية فقلدت أو نسخة الأصل البيئي لمفهوم الدين السياسي الغربي فشاع لدينا الإسلام السياسي لهذا تنكرنا لسياسة الإسلام على انه إسلام سياسي بحسب المفهوم الغربي .

ويرى بعض من المفكرين ان طبيعة التفكير الديني تحتاج الى التفسير والتأويل معا لترسخ رؤية واضحة عن ( الله ) المثل الأعلى كما يسميه وليم جيمس ومثل هذا التفكير تقترحه التقاليد الاجتماعية ودرجة نضج الفرد ، ومهما كانت تلك الدرجة الكسبية لا يمكن لها أن تعرفنا بإرادة الله ( المطلق ) او الحقيقة التي تمنحنا الخلاص والطمأنينة من قلق الوجود ، لهذا يمتلك الانسان معرفة اخرى وهيالفطرة والبصيرة التي تكون مرافقة للحافز الديني وبها يتم فهم الحوادث ويمكن ان نسميها ( التدين الذاتي ) وهو مسلك الرهبانة والتصوفوقد لا يتعرف الانسان على ادراك تلك الفطرة الا بمحفز خارجي مثل الخوف من المجهول او الياس من القادم  وهذا مايمكن ان نسميه ( التدين الخارجي ) وهذا النوع هو تدين كسبي مؤدلج نحو توجه خاص غير المسلك العرفاني الاول وقد ذكر الامام علي(ع ) ثلاث انواع للأيمان، الاول ايمان العبيد وهو الخوف من الاخرة ومن القادم والثاني هو ايمان التجار وهو الطمع في مغانم الاخرة واخيرا ايمان الاحرار وهو اليقين بالله حق اليقين ، والتدين الاول والثاني ( العبيد والتجار ) هي تدين منقوص او تدين فاقد للإرادة اذ يكون ينقصه الشجاعة الطبيعية التي يتعامل بها الإنسان السوي يوميا اي المواجه باستمرارللصعود نحو قمة تحقيق الاماني ، ومثل هذا المسلك يزيح عن الفرد المستقبل المنطقي أي الأمل ويحل محلها المجهول المقلق الذي يشغل الفراغ النفسي والفكري والعاطفي الذي يعانيه بعض الافراد لذا يتدين ويتعصب ويتحصن بالغيبيات الدينية فتكون بمثابة تخدير لاي فكرا مقلق ويتبرعم هذا بشكل خفي ليتشجر الىتعصب اعمىومثل هذا المسلك يتصرف أصحابه بالشكل او بالموضوعات الدينية دون جوهر الايمان لدرجة أن اغلبهم مراؤون ينتظرون من الاخرين المدح والثناء على تصرفهم المتعمد وهذا ما ينعش عاطفتهم ويعطيهم الطمأنينة اللحظية أو الشعور بأنهم متدينون و أنهم جند الله وهو شعور يعوضهم عن النقص الفكري والديني الحقيقي ، لذا يحملون إمراض عديدة مثل الكراهية والتعصب والذلة والغرور فأكثر الناس إيمانا هم المشهورين بقوة غضبهم وحقدهم وتعصبهم الذي يحتقر العقل وجعله يتوسط مابين ترهب او ارهاب ديني .

والغلوهو التدين حد التشدد والتصلب في مجاوزة الحد المطلوب للعبادات ، لذا جاء النص الفقهي ليوقف هذا الزيادة التي في نظره هي كالنقصان وقد قال تعالى { يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق ...}[8]  فالغلو كما يذكره كتاب الله يصل بالإنسان الى الشرك { لقد كفر الذين قالوا أن الله ثالث ثلاث وما من اله الا اله واحد ...} [9]

ام التدين ذا الوجه العاطفي من الدين الذي يجعل من سالكيه يتقوقعون على المعتقدات الدينية النصية وكما ذكرنا انه مسلك يظهر مع الاضطهاد الطائفة والسياسي، لذا فهو قد يصيب الإفراد او يصيب المجتمع بأكمله، ولكن ان كانت هذه الظاهرة استشرت بشكل جماعي فمؤكد أن من ورائها ظاهرة تسيس لان التدين الجماعي يعني افرغ الدين من محتواه وقصده وهو تحرر الانسان من عبودية اخية ، ومن هذا يمكن اعتبار التدين ظاهرة تتناغم طردينا مع ما ينتجه الواقع في أوقات وظروف القهر فتصيب افردا من المجتمع بعدها يتوسع ليكون ظاهرة اجتماعية اذ ينتقل مع أحاسيس العجز والخيبة المشترك في جيل ما ليكون بعدها المعبر عن اماني وامال تلك الجماعة من حالات التهميش والإقصاء الذي تعانيه داخل المجتمع ، وبحسب تصنيف العصر الإسلامي القديم الذي اعتبر ان التدين على نوعين (تدين سلفي وتدين عادي) ..الأول نجده في طائفة معينة أو في أماكن دون غيرها حيث يكون مؤيدوها تحت تأثير رجال دين اوما يسمون اليوم ( بالدعاة ) واغلبهم متعصبين تقودهم فتاوى التطرف الديني والتعصب الفكري ، ويشكل تجمع الجماهير من حولهم حافزا لارتفاع نسبة الغرور وهو ما قوي حماستهم العاطفية وحرك اجتهادهم ليسد الفراغ الذي وجد يبين التشريع السماوي والفقيه الارضي وبالتالي يخدم طاعتهم المقدسة وهي الطاعة السياسية لا الدينية ، ومثل هذا التدين ينقطع مع زوال الظروف المؤثرة بهم ، وهذه الجماعات تتنامى مع الظروف السيئ الاجتماعية و السياسية و الاقتصادية والتي تحاصرهم وترسلهم الى ممر ضيق واظلم ولا توجد خلفه الا بقعة ضوء واحده تتحكم بالمشهد أنها بقعة النص الفقهي وهذا ما يؤدي الى القطيعة مع المجتمع ومن الملاحظ ان التدين المعاصر لا يعرف ظاهرة الانعزال عن المجتمع كما كان في السابق كون المكان لا يتيح للمتأمل وقتا لسفر الروح بعيدا عن الجسد . وكذلك ابتعادنا عن أدبيات التصوف وحاجز الاغتراب لم يعد له معنى بين المتديناذا ان الاغتراب ذاتيا لا يشترط العزلة في عالمنا الحديث وخصوصا بعد ان تعددت وسائل التواصل الاجتماعي وهذا من اهم الاسباب التي تجعلنا نقول ان اغلب الدعاة اليوم هم مسيسون يستثمرون عاطفة الدين لأجل التعبئة لقضايا سياسية ، لهذا اختلط الفهم السياسي بالفهم الديني وصار قتل النفس التي حرم الله قتلها جائز في الدين قبل السياسة وهذا ما تسلكه سلفيات العصر كون واقعها المتشددة جاء من تأصيل النص وإنزاله الى الواقع بحيثياته ودلالته الظاهرية والتاريخية ليتحول الى نص مقدس ثانوي أو ضلا للنص الأول وهو استسهال سياسي في التدخل بالدين وهو ما قرب صفة المخلوق من صفة الخالق كما في فكر المسيحيين { لقد كفر الذين قالوا أن الله هو المسيح ابن مريم ...}[10] أو من عظم صفات البشرمن خلال القدح  بالصفات النبوية والإلهي أو تمرير نص طاعة الحاكم الظالم أو الكافر اذ ما امتلك القوى وغيرها

أما الصنف الثاني من المتدينون الاعتيادي فهم يهتمون بالبناء الروحي كما هو حال الصوفية وبعض من ألمسلك الشيعة حيث ترتفع ظاهرة التشدد عندهم والنابعة من إسقاطات النص بمحتواه اللفظي والشكلي على الواقع دون مراعاة ديناميكية الزمان والمكان على النص. اذ يعطلانه في أوقات المحن والانغلاق الاجتماعي والسياسي فيشيع الشكل اللفظي لقصور الفهم التاويلي والتفسيري ولذا تنشر الأفكار السلفية التي تبرر للكثيرين الانقياد والتبعية وهذا ما يحصل مع الجماعات الحديثة مثل اليمانيين و... والمسلكيين الذين يروجون الى الأسطورة المهدوية المنحرفة عن نهج أهل البيت عليهم السلام ويستلون من بواطن الكتب النصوص لتكون حججا لهم أمام العامة وقد أسهم وسائل النشر السريع والدعم المخابراتي الدولية ( من دون أن تعلم تلك الجماعات ) في رواج هذه الأفكار بل ذهب من شبابنا الكثيرين ممن تدينو بالجهل المركب الذي شابك الدراية الدينية مع الموضوعية السياسية الحديثة وجعلها واقع موهوم يفرض على الجميع الطاعةلقادة الفكر المهدوي اصحاب النص البديل عن النص الاول وهو ( القران ) وعلى العموم ان مسلك ألتديني يظهر بشكل فردي نتيجة لحالة معينة ينقطع بها الإنسان عن عالمه الواقعي لينال مرتبة علوية يتطهر بها من ماضيه وحاضره ويصل بهذا المسلك الى المعرفة اللاهي وربما الى مرتبة من التصوف ، وقد يتسبب هذا النوع من التدين في إيهام العقل وخداع لدرجة أن يوقفه عند ضوابط معينة كان يؤمن بها الفرد سابقا وأصبح بعد خديعة التشدد يصاب بالذعر والنكران لها فيموت احدهم عطشانا وفي يده قدح من الماء الذي يحتاط في شربه والإسلام لا يشترط التدين على المسلم بل يطالب المسلم بالأيمان بأصول الدين أولا وأخرا وهذا الخلط روج له رجال الدين المسيسون على مر التاريخ حتى أصبح سنة ومذاهب لا يمكن فصلها عن الإسلام او تخلي المسلم عنها ، بل انها حجة لتمزيق البلاد والعباد بالإرهاب الطائفية ، فالتدين حالة أو مسلك بينما الأيمان صفة تبصم على من أردهم الخالق الى جواره وألا لم جعل الله في الحياة أسرة وتكوين اجتماعي وطالب منا أن نقوم بواجبنا الإنساني تجاههم أليس من الأجدى أن نكون كلنا رهبان نتيه في البيداء بحثا عن مسلك الى الله أو مهربا من امتحانه وانتظار المخلص ، لقد اوجب الله علينا أن يكون امتحاننا بين ومع الناس وليس بين الأفكار التي تحجبناعن حقيقة الوجود .

[1]. سورة البقرة  ــ 143

[2]. الاعتدال في التدين / الدكتور محمد مصطفى الزحيلي / طرابلس ـ كلية الدعوة الإسلامية / ص 5

[3]. معجم اللغة العربية / الأستاذ الدكتور  احمد مختار عمر  /  القاهرة ـ  عالم الكتاب ـ  2008 / ص 796

[4]. القصص ـ 77

[5]. رواها الديلمي وابن عساكر عن انس

[6]. نقد الدولة والدين ـ أو العلاء المعري / هادي العلوي

[7] . قراءة بشرية للدين / د . الشيخ محمد مجتهد الشبستري ـ ترجمة احمد القابنجي / النجف  ـ دار الفكر الجديد / ص 123

[8]. النساء ـ 171

[9] ـ المائدة ـ  73

[10]ـ المائدة ـ  72   

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك