دراسات

العقل الغربي وخرافة الصراع الحضاري... بقلم : جاسم الصافي

3159 07:57:00 2012-10-25

 

القسم الثاني :كي تصبح الفرضية كتاب مقدس ودينا كونيا

 

 " أن السياسة الخارجية ليست الا صراع من اجل امتلاك القوة"

                                                                         هانس مورغنتو

          تعرف الحضارات على أنها ثمرة جهد الإنسان الذي يبذل في سبيل تحسين ظروفه سواء كان هذ الجهد مقصود أو غير مقصود أو كانت هذه الثمرة مادية أو معنوية ، واغلب الحضارات البشرية لها عمق تراكمي يمررها مع الزمن لتتجانس الى خصوصية حضارية ، وفق تفاعلها مع الطبيعة الفكرية والطبيعة المناخية لهذه او تلك الحضارة، أي انها مرتبط بالتاريخ وبالتراكم الكمي للمعرفة الانسانية وهذا ما يناقض أطروحة صموئيل هنتينغتون التي لا يركز فيها على تحدد أبعادا كلمة { صراع  ←  حضارات} بقدر ما يركز على التنجيم المستقبل المقلق للعالم الغربي، فالمفردة الأولى تحتاج في فعلها الى تحديد نوع ومكان هذا الصراع، كون أن الصراع قائم على تواجد قوتين متساويتين أو متغالبتين أو متنافستين تتوترعلاقتهما الوجودية فتتحول حينها الى صراع من اجل الهيمنة أو صراع تزاحمي، اما المفردة الثاني فهي تحتاج الى ان تميز بلاحق وصفي لحالة تلك الحضارات ، بمعنى هل أن هذه الحضارات التي يقع فيها فعل الصراع هي حضارات زمانية مرتبطة بــ (التاريخ) ام حضارات عمرانية مرتبطة بــ (المكان) ام هي تصنيعية توظف ما بين توازن الايديولوجية والعمران الحضاري معا، ولنأخذ مثلا الماركيسية التي هي منتوج حضاري اوربي ومع هذا فهي لم تتجذر عند الغرب بل طوعت لتخدم الحضارات الاخرة مثل الصين حيث استطاع ماو من تطوير العقل القومي الى ما هو ابعد من الإيديولوجي بل وجاور فضاء العقل ( الحداثوي ) بها حتى اندمج المجتمع الصيني ليكون على ما هو علية الان, كما أن الماركيسية استخدمت في تحديها للعقل الغربي المتسلط على الكثير من بلدان العالم الثالث (بحسب تصنيف الاستعماري القديم ) رغم انها حضارة غربية وهذا يعني أن العقل بالمفهوم الفردي أو الجمعي هو سبب لكل صراع يحدث اذا ما ارتكن الى ادلجة أو انمذجة نظاما ما ، كما سنلاحظ لاحقا .

فالصراع الثقافي لايمكن أن يكون وليد مكان أو حضارة معين كون أن الثقافة هي ملك للانسانية اجمع ولا تحد بحدود العرق أو القوانين اوالادلجة حتى تصبح كما في اطروحة صموئيل هنتينغتون خاضعة للفرضيات السياسية والاجتهادات الايديولوجية ، أي انه لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تكون موضع للصراع ، الا اذ هبطت نحو حضيض السياسة أو إلادلجة ، فالثقافة هي موجود معنوي يسكن في نفوس الأفراد وتوكل لهم مهمة حملها وتمازجها وتناقلها بل وتطويرها لتتلاقح وتنتج ما هو جديد ليتناغم ويتوافق مع متطلبات تلك المجتمعات وكمثل حال الصين واليابان وماليزيا اليوم او حالة الثقافة الرشدية قديما والتي أنتجت العقل (اليونوسلامي ) وايضا ما اوجدته النظم الاوربية حين عانت ما عانت من توافد المهاجرين عليها فلجأت الى أعدادهم من خلال مجاورة ثقافة الضيف والمضيف .

اذا الحضارة هي واقع تاريخي وليست فرضية فكرية يعيش بها الانسان وحضارة الصين واليابان المعاصرة لم تؤورب أو تؤمرك كما يدعون بل جاورت الجديد مع حضارتها الأصيلة ( ذات المعيار الروحي ) لتجد لها بذلك مخرج من مازق ازدواجية العصر الذي تعاني منه دول كثيرة مثل الدول الإسلامية والهند بسبب عدم قدرتها على التاقلم والسيطره على ادوات العصر من ( ضخامة في رؤوس الأموال وتدفق التكنولوجيا المتنوعة والأفكار المتناقضة بما فيها الصتاعية او المزيفة وكذلك تسليع البشر ) لتبقى على حالها هذا مرتبطة اومخترقة دوما في مجالاتها الثقافية والاقتصادية والسياسية ، مما ولد عندها عقل استهلاكي وأفكارا مشتة ومسطحة تبقيها في فوضى الخضوع الاقليمي والدولي ، وامرا اخر مهم وهو بما أن الحضارة هي جمع من القيم الثقافية ومنتج للمجهود الإنساني في زمن ما ، ندرك منها أن مفهوم الحضارة مرتبطة بالفكر اولا ثم ياتي العمران كناتج يضاف الى الاول وبالتالي تكون الحقيقة ليس في تحضر المكان الذي يرتبط بالعمران وما شابه ذلك من مظاهر المدنية كما في امريكا أو ليس بالحضارة الممنهجة كما في أوربا وليس بالثقافة كما هو حال الثقافة اليهود التي جمعها هذا المنظر لتكون حضارة العرب بينما ان الثقافة اليهودية لم ولن تنفصل عن الحضارة الشرقية الا أذا تعمدنا هذه الغاية، كما فعل صموئيل هنتينغتون وهو يهودي الأصل، أو كما يصف توينبى ( بان اليهود ليسوا بحضارة رئيسية بل هم حضارة متعلقة نشأت من الحضارة السريانية وتنتسب تاريخيا بكل من المسيحية والإسلامية ) وهذا الامر غير صحيح في أجزئه اذا أن اليهودية لها هوية وثقافية منفصلة عن الغرب كونهم يمتلكون ( دين ـ لغة ـ عادات ) منفصل رغم عيشهم في تلك الثقافات الجغرافية المتعددة الا انهم من النوع المحافظ على مكتسباتهم الفكرية والتقليدية او لنقل ذوي عقل اصولي وهو ما اكسبهم صفة التجاور الثقافي فيما بعد كما هي حال اليابان اليوم ، لكن اليهود منهجوا هذا العقل في الساحة السياسة العالمية الى (الصهيونية العالمية ) مما دعاهم لان يشكلوا مشروعا ارتبط بالعقل الغربي أو الحضارة التكنتروني أو ماتسمى الاوربة أو الامركة الكونية والتي كانت تدعو في القديم الى التمايز العنصر في تقسيم البشر حيث وضعوهم في خانات ( اللون والعرق والدم حتى صنفو كفصائل ـ أـ ب ـ ج ) لهذا كانت نظرية دارون وسيغموند فريود والافكار الفاشية والنازية وفي مقدمتها فلسفة نتشه هي بداية للعقل الغربي الصناعي أو التكنلوجي أو التكنتروني الذي يتعالى بطبيعته التسلطية ، مما يوضح لم ارتبطة حضارة العمران الامريكي والثقافة اليهود بالحضارة الاوربية ، لتظهر اليوم ما يسمى في السياسة الدولية محور الخير الذي يتجانس مع المنتج المصلحي لتاسيس ( الامم المتحدة ذات التشريع الحربي ) بينما محور الشر يمثل الحضارة الكونفوشية ( حضارة الشرق الاقصى ) أو ما يمكن تسميته ( العقل الماوي ) وحضارة الاسلام التي تجمع الحضارة العربية والفارسية والتركية والملايو وجنوب شرق اسيا وشبة القارة الهندية وهو ما يمكن تسميته ( بالعقل الاركوني الاسلامي ) وهذا المحور يمتلك رصيدا معرفيا يبقيه في صيرورة ودوام ليكون عاصيا على أي حضارة تحاول ان تخترقه مهم كانت إمكانياتها العسكرية والاستعمارية أو مهما كانت مستوياتها المعرفية كما اثبتت التجربة تاريخيا لأنها ستكون اما اضافية لها أو مبني على اسسها الثقافية والتاريخية وهذا يعني أن أمريكا بلد متطفل على الحضارات الاخرى وهو بهذا يحاول بامكانياته التي حصدها من زمن الحرب العالمية الثانية أن يتجاور مع الاخر ( الاوربية اليهودية ) في سبيل تحقيق أهدافها التوسعية للسيطرة والهيمنة على العالم ( ان اردنا انموذجا لهذا العقل العسكري فاسرائيل خير مثال فهي تجند الثقافة والاعلام ليكون العقل الشعبي في عسكرة دائمة) لذا كانت المصلحة الاقتصادية والامنية هي السبيل الوحيد لامريكا لاستيلائها على العقل الاوربي اوامركته وقد حذّر وزير خارجية فرنسا قديما جاك فوبو ( من ترك الأبواب الفرنسية مشرعة أمام فيضان الثقافة الأمريكية وخاصة الأفلام الأمريكية كما حذّر من غزو الثقافة الجماهيرية لشرائح المجتمع الفرنسي ونبّه إلى مخاطر النتاج السمعي والبصري مقابل زيادة الإنتاج الهوليودي الذي غطى العالم وراكم الأرباح الطائلة دون أن تدخل أوروبا إلى ميزانياتها أي ربح يساوي جزءاً من الأرباح الأمريكية)

وهذا يوضح تحول فرضية فوكوياما وفرضية هنتينغتون الى صيغة تفسيرية للصراع القرن الواحد والعشرين لتكون الثقافة هي محور صراع العصر، وهما بهذا يروجان للثقافة الغربية أو الامركة العالمية من اجل تعميمها على المجتمعات الأخرى بأدوات وقواعد عصر التكنتروني المفروضة على واقع تلك المجتمعات اليوم وهم يهيؤون بهذا لاختراق الاسس العقلية لتلك المجتمعات لترتبط مصيريا بمخاطر ومخاوف العقل التكنتروني وهذا الامر بداء تنفيذه منذ زمن تاتشر وريكن ليتحول الى تشريع اممي على اوربا اولا ثم حكما مفترضا على عموم العالم ومما زاد  نفاذه شرعية هذه الهيمنة الاستعمارية هو انهيار الاتحاد السوفيتي وتمحور العالم حول القطب الواحد الاوحد الامريكي .

ان هذين المنظران التابعان للبنتاغون اوجدا مسارا يتنبئ به العقل التكنتروني بل ويجعلانه يسعى لايجاد الاسباب الواقعية لتحقق اهدفه وهي أن ينتهي التاريخ لصالح أمريكا أو للحضارة الاوربية كما يدعيان وهو ما جاء في صميم أطروحتيهما ، ففكرة التصادم في القرن الواحد والعشرين وما سيكون بين الغرب من جهة والإسلام والكونفوشية من جهة أخرى باعتبارهما ثقافتين أو حضارتين تؤكدان على هويتهما الثقافية بما لديهما من ارث فيرافضان الانصياع الى ثقافة الغرب وهو امرا بديهي لا يحتاج الى فرضيات فأي هجوم يقابل بالدفاع عن النفس غير أن ما بني علية في هذه الفرضية هو للغاية الاستعمارية الجدبدة أولنقل بلغة عصرية لينفذ الفكر التكنتروني المتآمرك والمتعالي الى العقلية الشرقية باكملها .

وهذا كله لأن هذه البلدان الإسلامية والكونفوشي تمثل للغرب سوقا مستهلكا للمنتوج كما انها تشكل منافس خطير للاقتصاد الغربي لما تتوفر فيها من موارد بشرية وأولية لاستمرار أي صناعة وخصوصا أن النفط وهو منتوجها الرأيسي والذي يشكل سلاح خالدا في يدها ، بمعنى أنهما خصما خطرا على الرأسمالية العالمية وإذا ما توحد الوعي الثقافي ( الجماهيري ) والوعي العاطفي عند الافراد ( ايمان ) ينتج عقل جماعي مستقلا ذو قوة حقيقية لمواجهة الحرب الامريكية الباردة المعلنة عليه اليوم ، بعد أن استسلم كل الغرب ( الاوربي ) لمخاوف تلك الفرضيات والاستنتاجات لتكون خطوط كاشفة لمستقبلها المجهول وهو ما يمثل اليوم العقل الجماعي لمجتمعات اوربا، نتج بعد تزاوج القومية بالايدولوجية وفقس فلسفة تعبر عن حجم النكبات التي ستلاحق المجمع الاوربي على المستوى الفردي اولا ( تفكك اسري ) والمستقبل الاقتصادي ( ركود ) ثانيا حتى ان بعض من الشركات الاوربية العملاقة وجدت نفسها تنتقل بمعداتها الى اماكن الاستهلاك، وهي ظاهر لم يعلن عنها الى اليوم ، لذا فهذا العقل يريد من الاخرين تصديق فرضياته بكل السبل الممكن ليبني بذلك له ثقافة طوباوية متكلة على الأيمان الصناعي دون أن يعي أن مأزق عقل الفرد الغربي اليوم هو نفسه مأزق مستقبله الصناعة الغربية في الغد والتي ستشهد في القريب عزلة ركودية مع واقعه على المستوى الفكري وعلى المستوى السلعي بسبب تلك الفرضيات والاستنتاجات المغرورة ، لقد قادة هذه الثقافة المغرورة الى اغتراب الإنسان بصورة عامة بسبب طريقة تقسيم العمل وفائض المنتوج الذي خلق ثقافة الاستهلاك أو ما يمكن أن تسمى الثقافة الصناعية وهي ثقافة تثقب الوعي ليتسرب منه المنطق وبذلك يكون التفكير بغير طائل اذ يصبح السعي نحوى ما يحرك العواطف ويهيج الغرائز فقط ، انها ثقافة تركن الى الكذب الصناعي او الخداع الخرافي وتطمح دوماً إلى إنتاج الغرائزية والتسلوية . وهو ما تنتهجة هذه المجتمعات بل وتصدرة الى ازمات من خلال تسليع ثقافة التصادم والتعقيد والفوضى المسيطر عليها ، كما هو حاصل في بلداننا العربية بعد احداث الربيع الثوري حيث توجهه نظرية الفوضى الغربية الى ما يوافق المرحله حيث تساند امريكا الفكر السلفي الاسلامي المتشدق بالنص دون العقل والمخصب بأموال قطرية حيث بقي هكذا اقتصادي في المعرفة الاجتهادية وهو مايمكن أن نقول عنه ( استبدال الدكتاتوريات الفردية بدكتاتورية شعبية وهي دكتاتورية النص المقدس ) والذي لن يتمكن من أن يزيح عروش وكروش صنعتها كلاسيكيات الاستعمار بل هو فوضى تعثر المشهد السياسي وهذا ما يصب في مصلحة العقل التكنتروني الذي يؤمن بان اي فوضى هي حليفة له كونها مسيطر عليها بكل المقايس والاعتبارات التي اوجدتها نظرية الفوضى ، لهذا نجد أن مسالة سورية وايران وما يجري لهما اليوم سيبقى بهذه الحدود الفوضويه ، لان المصلحة تحتم على الغرب ان لا يتدخل بشكل مباشر بل يجب ان يكون بعيد لانه في حال تدخله بصورة مباشر سيكون مصدر مهم لتوحد العالم الشرقي الإسلامي والكونفوشي ( الماوي والاركوني ) حسب فرضيتهم ، اضافة الى تجربة التدخل المباشر في العراق وافغانستان والتي لاتزال مرارتها في بلعوم العالم الغربي ، ثم أن روسي لاتزال تحن لمجد الماركيسي خصوصا بعد أن عاشت ضياع بدونها وهو القاسم المشترك فيما بينها وبين الصين من جهة ( الماركسية ) والعالم العربي من جهة اخرى ( ضياع الهوية ) لهذا ستلعب تركيا وقطر دور امركي متمثلا بحصان طروادة الذي يتدخل في سورية كما لعبة بريطانية من قبل في اختراق اوربا لامركتها وعممت فيها العقل التكنتروني كما ستتحرك امريكا نحو كورية الشمالية لتكون مصدر تهديد موازي لحالة التشنج السوري الايراني .

ولنرجع الى هذا العقل الذي يعتمد على مفهوم الحرب والصراع السائد على توجهاته فهو لم يأتي من فراغ أو من صراع حضاري (كما يدعي منظروها ) بل من لعبة قواعدها تتحرك بالعلاقات الدولية عبر مؤسسات امريكيا ــ صهيونية وهي وريثة الاتجاهات الفكرية التي سادت عبر حروب طويلة رسمت من خلالها طرقا للحرب والمؤامرة وتبنة العقيده البراجماتية التي لا يهمها الا ما يتعلق بسياسة الأمر الواقع وما هي السبل الكفيلة في توظيف هذه الفرضيات داخل شعوب العالم وان كانت بقناعات متفاوتة ، حيث يتم تنفيذها بفضل إشاعة الثقافة الأعلامية الكونية أوما تسمى (بالعولمة) فمثلا احداث سبتمبر بكل فظاعتها وغموض شانها والتفسيرات المتضاربة حولها والتي لم تحل حتى اليوم هي في نهايتها خدمت مخططات العقل التكنتروني اواصحاب التوجه الهنتنتوني في البيت الابيض حيث استطاع هؤلاء أن يثبتوا للعالم بان ثمة صراع حقيقي بين الحضارات وان الحضارة الغربية عليها أن تبادر الى حروب استباقية أو وقائية تدمر فيها كل من يهدد مخططاتها ولو بالشبهة وهي التهمة المطاطية الجاهزة ( الارهاب ) الذي وكما يدعون انه يهدد الامن العالمي وهو في حقيقته لايعني الا امن العالم الغرب طبعا فالعراق بعد أن سقط نظامه عانى الويلات من الحرب التي جرتها امريكا الى ارضيه وقتل منه ماقتل فهل الامن العراقي يعنيها بقدر الامن الاوربي أو الاسرائيلي أو الامريكي ، المهم أن امريكا بعد احداث سبتمبر اصبحت اقوالها تحول الى قانون دولي يعطيها الحق في فرض رقابتها على كل شي المال ، القانون الدولي ، التشريعات الوطنية للدول ، وكذلك القيم والادب والتعليم بل وخصوصيات الافراد وعلى الجميع أن ينسجم مع هذه المعايير وأن تقدم دول العالم التنازل تلو التنازلات لامريكا لاسيما في مجال الاقتصاد والمال والعلاقات الدولية والمصالح الجيوستراتيجية .

لهذا تضع امريكا في أذهانهم شعوب العالم اجمع تصورات تاتي مع تدرج الاحداث التي تتسبب بها تلك الفرضيات بادوات ومنطق تلك الدول واهم ادواته هي اشاعة الفوضى التي لاتترك مجال للمراجعة فهي تتحول مع الزمن الى أمر واقع يقبل بنصف حلوله المرفوضة سابقا ، انه عمل متقن يشبه خرافة سبتمبر او ما يهدد الارض من نيازك او انفلاونزا الحيوانات المختلفة او فجوة الاوزون ، بمعنى انها تميل الى الصورة الكوزمولوجية التي تهتم في استدعاء ما هو مقلق ومخيف ليبقى الجميع في مستعمرة الرعب ومثلا التصريحات عن الحرب الصليبي وشبح بلادن والظواهري والزرقاوي والكثير من المخاوف القادمة والتي لن تنقطع ابدا ، فهذه الصور تستميل الجانب الوجداني الموجود في الثقافات الشعبية عند الشعوب وهو ما يمكن أن يخترق من خلال شراء موجهات تلك الثقافة الشعبية وهي ( الفضائيات ومؤسسات المجتمع المدني والمنظمات العالمية ) التي يمكنها أن تستهوي هكذا خرافة في نفوس المجمعات لتحقيق اهداف مدروسة كما هو الاعلام الكاذ المسلط على سورية وهو بمثابة دعاية مدفوعة الثمن ، وهي الثقافة الاختراقية التي تنتزع من العقل الشعبي الإبداع وتحل محله ثقافة صناعية تهتم في تقزّم الذوق واستنزاف المعرفة العامة لتكون عقولهم رخوه مهيأ إمام الاجتياح التكنترونية الغربية التي تبنى له صورة مستقبلية مقلقة وفرضيات أعدت لصالح هذا العقل ، لهذا نحن نشعر من تعرضنا لثقافة العصر التكنتروني من ( افلام وتحقيقات وثائقية وانواع من النقد التفكيكي الغير هادف) بدفء غريزي مقارب إلى لذة بل شعور روحيه يغرقنا في التفاصيل الخيالية لتلك المواضيع لنكون بذلك مضطرين لموازات قيم لحظة العرض مع خرافة الممكن المهيئ لنا والتي اسستها مخاوف العقل التكنتروني مسبقا وبالنهاية تتشكل عندنا صورة ذات قدسية خاصة ورمز موحد ( ماتركس، باتمان، رامبو ) وخصوصا وانه يعزز بمعلومات علمية تبثه وكالة ناسا وغيرها عن مخاطر قريبة ( مثل اقتراب كواكب أو نجم من الارض)

لقد اصبح الاعلام عاملا تربويا يعمل على اعداد وتهيئة وعي المتلقي وفق الحاجة الاستهلاكية او المتطلبات النفعية للعقل الغربي الذي تعود على تسليع الاعلام لغاياته سواء اكانت الثقافي او السلعي في سبيل ديمومة هذا العقل وبقائيه متسلطا، لهذا نجد التوافق والتقبل لفرضيات الصراع الثقافي اوالحضاري والتي تبنى على انها صراع ذو بعد واحد (مصير عالمي) رغم أن الثقافات لم ولن تكون ذات بعد وصراع مستقبلي واحد لان قلقها المستقبلي لن يكون مرتبط بثقافة أو خوف واحد .

Alsafe_71@yahooo.com

151025

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك