الاستاذ الدكتور وليد سعيد البياتي
تنويه:كان يفترض نشر هذه الدراسة قبل اكثر من شهرين ولكنني وككثير من بني آدم يبتلينا الله عزوجل ببعض الابتلاءات (ليجدنا أنصبر أم نكفر) وقد إبتلاني عزوجل بالمرض خلال الاربعة اشهر الماضية قضيتها بين المستشفى والمنزل، وكنت احمد الله ان يكون هذا البلاء في الدنيا ليرفع به خطايانا، حتى من علينا بالشفاء برحمته ومنه وبفضل اهل بيت النبوة والطهاره ودعوات الاحبة والاخيار من هذه الامة. وكنت خلال هذه الفترة قد جمعت مواد لبعض بحوثي ودراساتي ستظهر تدريجيا انشاء الله.
توطئة:نتابع في هذه الجزء من دراساتنا في فلسفة التاريخ نظرية نهاية الراسمالية الغربية وإنهيار منظومة الليبرالية الرأسمالية والتي تمثل الولايات المتحدة احد اكبر دعائمها بل انها المثال الرمزي للراسمالية العالمية وللشكل الليبرالي المزعوم.
وهنا أسجل رؤيتي فيما اسميته بنظرية الانهيار التسلسلي للحضارات الوضعية بإعتبار التداعي المنطقي لمكونات النشوء الحضاري من جانب ولكون كل هذه الحضارات قد حملت معها جرثومة الفناء، فنشوء الفكرة الراسمالية بشكلها الليبرالي المعاصر قد تأسس على أنقاض حركة الاقطاع وتنامي ما عرف بعد ذلك باسم (النهضة الصناعية)، وبالتالي فان غياب أو تراجع مقوماتها الاساسية سيضعف عملية الاستمرار ومما يعني حدوث تراكم سلبي سيكون عاملا اساسيا في ايقاف التقدم.
عوامل انهيار الحضارة الغربية:لا شك ان إنهيار اي بناء حضاري هو نتاج لتراكم العوامل السلبية وتداعي معايير المثل العليا بعد ان قرر القائمون على تلك الحضارات إحلال مثل دنيا محلها واعتمادها كمثل عليا، كأحلال الانسان محل الله في التاسيس للنظام التشريعي وتحديد المعايير الاجتماعية والاقتصادية والاخلاقية وتنظيم العلاقات الاممية، وقد لاحضنا على الدوام جملة من العوامل التي ادى انحدارها الى التسريع في سقوط الحضارات وإنهيارها، بل وفناء أمم وجدت في مرحلة تاريخية محددة وانتهت حتى صارت أثرا بعد عين.العامل الديني: لفترة طويلة شهدت اوربا صراعا بين الدين والفلسفات المادية حتى جاءت الثورة الصناعية لتزيح الكنيسة عن مواقعها في اوربا ولتساعد في تنامي النزعة الفردية والتسلط العسكري لتشهد اوربا حربين عالميتين مدمرتين كان لما يعرف بالتطور الصناعي سببا في استمراركل منهما لسنوات طويلة انتهت الثانية منهما بكارثة انسانية هي نتاج للتطور الصناعي (القنبلة الذرية).
وقد لاحظنا أن الحضارة الغربية اعتمدت على عنصرين أساسيين:أولا: التخلي عن الدين والشريعة السماوية مقابل القانون الوضعي، مما اوجد ما تسمى بنزعة فصل الدين عن الدولة تحت حجة الثورة الصناعية وتنامي الفلسفة المادية. وهذا ما ادى بالتالي الى تخلي المجتمع الاوربي عن تعاليم الكنيسة وأدى الى تراجع دورها في الرقابة الاجتماعية وضمان حدود معينة من الاخلاقيات الاجتماعية.ثانيأ: إعتبار حرية الانسان مطلقة وغير محدودة وبالتالي فلا مجال لتقييد تطلعاته ليحل محل الخالق، وهذه الفكرة بالذات عملت على ظهور الكثير من الكتابات التي تتعمد مناقضة الفكر الالهي دون الاستناد الى أسس علمية أو اصول فكرية معتمدة.
فعلى الرغم من إدعاء الولايات المتحدة انها تعتمد حرية الاديان إلا ان التمايز بين مختلف الجماعات الدينية واضح وخاصة بوجود مراكز الدعم اليهودية والصهيونية (مركز إيباك مثلا) التي تحدد المسارات السياسية للولايات المتحدة على أساس دعم اسرائيل (وهي دولة تقوم على اساسين ديني وقومي) وحلفائها مقابل المراكز الاسلامية او المسيحية التي تتخذ موقفا آخر من هذه العلاقات، فالسياسة الدينية للادارة الامريكية منحازة لاسرائيل بل انها تتبنى المواقف التوراتية (اليهودية) والتفسيرات التلمودية لها اكثر من تبنيها المواقف المسيحية، فمع ادعائها بكونها دولة علمانية إلا ان سلوكها ومناهجها يخالفان هذا الادعاء، غير ان الجانب الديني المائع اصبح عبئا على الادارة الامريكية فهي لاتستطيع تن تسمي نفسها ادارة مسيحية باعتبار ان الولايات المتحدة دولة علمانية، كما لاتستطيع ان تدعي انها لاتهتم بالديانات وهي تخضع للتأثيرات اليهودية الواضحة، حيث ان كل من ريغن وبوش الابن قد صرحا اكثر من مرة انهما سيخوضان معركة (الهرمجودن) وهي المعركة التي يعتبرها اليهود معركتهم الاخيرة في السيطرة على العالم وفق رواياتهم التوراتية وتفسيراتهم التلمودية.
ومن هنا صار من السهل على بعض الكنائس التحرش بالمسلمين ومحاولة الاعتداء على رموزهم وتراثهم بشكل لم تقدر معه إدارة اوباما الحالية على منعه أو التصدي له وكل الذي عرضته هو الطلب من هؤلاء بعدم التعرض للمسلمين (قدر الامكان)!
العامل الاجتماعي:في البدء قدمت الولايات المتحدة نفسها باعتبارها ارضا ذات بناء اجتماعي منفتح ومتعدد الاعراق والالوان أو ما سمته (فسيفساء اجتماعية)، غير ان هذه الفكرة قد تم دحضها من قبل فلاسفة علم الاجتماع الامريكيين انفسهم فقد اشارت دورية (ويلسون) الى أمكانية فشل المجتمع الامريكي في الاستمرار حيث جاء حينها: " إن الخطر الاكبر الذي يواجه المجتمع الامريكي حاليا هو عدم إدراكه لامكانية الفشل ". إذ ان المجتمع الامريكي يؤمن ايمانا راسخا بان بنائهم البنيوي يعتمد على ثقافة المسؤولية الفردية بدلا من ثقافة الاستحقاق السائدة في المجتمع الاوربي وخاصة المانيا. وبالتالي هم لا يدركون كيف ان إشكاليات السلوك الفردي والخصوصية المطلقة قد قوضت البناء الاجتماعي بدلا من ان تكون عاملا مساعدا على النمو.
من جانب آخر فان الحريات الاجتماعية غير المحدودة دعت على الدوام الى البحث عن تشريعات قانونية تبرر وتفسر السلوك الفردي تحت منظمومة الحريات المطلقة، وبالتالي شكلت عبئا على المجتمع والنظام التشريعي الذي لم يتمكن من لجم هذه الحريات وهذا ادى الى انهيار معايير القيم الاخلاقية وتفتت البناء الاسري الذي هو قوام المجتمعات، كما نبين في محاولات القانونيين ايجاد تشريعات تسمح للشواذ جنسيا من الرجال والنساء بتنبي الاطفال واعطاء صفة قانونية لهذا الطفل داخل ما تسمى جزافا اسرة (مكونة من رجلين شاذين او امرأتين شاذتين) وقد عانت الدول من هذه الاجراءات التي تخالف البناء الاجتماعي الاصيل (رجل وامرأة).
هذا اضافة للقوانين والصياغات الاجتماعية التي تحاول تقديم تطابق كامل بين الرجل والمرأة في الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والذي ادى بدوره الى ضعف الحلقة الاجتماعية بين الرجل والمرأة (من نواحي اخلاقية وخلقية) وضعف الترابط الاجتماعي للأسرة وتفتيت بنيتها التكوينية.
يقول الفيلسوف الالماني (أوزوالد شبنجلر ت 1936) أنه ثمة عامل مشترك لانهيار الحضارات، وهو يحدد هذا العامل من موقف اجتماعي واخلاقي واقتصادي في آن فنراه يقول:" إذا خرجت المرأه من البيت، إذا تركت المرأة دورها كأم لتعمل وخالطت الرجال ونافستهم فيما خلقوا له، فان ذلك من عوامل انهيار الحضارات حيث وجد ذلك في الحضارة اليونانية، والحضارة الرومانية، والحضارة المجوسية، وهو متحقق الان في الحضارة الغربية ".
مع ملاحظة ان (شبلنجر) قد تبنى هذا الموقف في مطلع القرن العشرين ولم تكون المرأة منغمسة في منافسة الرجال كما هي الان في المجتمعات الغربية. (1)قد يقال ان موقف (شبلنجر) هو نتاج للتأثيرات الكنسية أو للطبيعة الاجتماعية في تلك المرحلة من حركة التاريخ، في حين انه يبقى موقفا انسانيا واجتماعيا يدعو لصيانة المرأة والحفاظ على عفافها.
في المقابل ثمة عدد كبير من من الحركات النسائية في اوربا تدعو لعودة المرأة للمنزل والاهتمام بالبيت وتربية الاطفال بعد اشكالات التفكك الاسري التي افرزتها قوانين الحرية والاباحية في اوربا.
العامل الاقتصادي:قد اظهرت الدراسات المعاصر فشل كل من النظريتين الماركسية والرأسمالية في إيجاد معايير اقتصادية مستمرة تحفظ الكيان الاقتصادي للامم من الانهيار، فبعد انهيار الشيوعية وتفكيك الاتحاد السوفياتي خللا فترة قصيرة بين عامي (1989-1991) فان النظرية الراسمالية قد الغربية قد تعرضت بعد اقل من عقدين لمنحدر اقتصادي خطير اطاح بالكثير من المؤسسات والبنوك العملاقة واوجد تراجعا بالاقتصادات الغربية وخاصة (الولايات المتحدة واوربا) قدر بين (800- 1000) بليون (مليار) دولار في حين قدرت تقارير غربية ان التراجع في الدخل العامل يقدر باكثر من (بضعة مليارات) دولار، في حين كانت ميزانية الولايات المتحدة لعام (2008) تقدر بانها ولاول مرة تزيد قليلا عن ثلاثة (ترليونات) دولار علما ان (الترليون يساوي الف مليار)، ولا تنفك التقارير الصادرة عن مراكز البحوث تؤكد استمرار عمليات الانهيار وضعف محاولات ترميم الموقف وهي في ذات الوقت تؤكد على دور الولايات المتحدة في التسبب بالانهيار الاقتصادي العالمي. وفي هذا المجال كان وزير خارجية المانيا (شتاينبروك) قد اتهم الولايات المتحدة في التسبب بالانهيار الاقتصادي قائلا:" إن الولايات المتحدة الامريكية تتحمل مسؤولية الازمة المالية العالمية وإنها (الازمة) ستخلف آثارا عميقة وستحدث تحولا بالنظام المالي العالمي ". ويضيف ايضا: " العالم بعد الازمة لن يكون كما كان قبلها " وفي ذلك اشارات واضحة الى تراجع الدور الامريكي في السياسة الدولية وعدم قدرتها على فرض نظرياتها المستقبلية. وهذا ما يؤكده ايضا السياسي والاقتصادي (لاروش). (2)
ومما يؤكد ذلك تراجع الولايات المتحدة في كل من افغانستان والعراق وضعف قدراتها في الاستمرار بحماية حلفائها، وهي تحاول تخفيف اخفاقاتها المالية والسياسية بالاستمرار بالقاء اللوم على ايران وحلفائها، ومحاولة ترميم اقتصادها المنهار بعقد صفقات لبيع الاسلحة لبعض حلفائها وخاصة السعودية كما في محاولات اوباما الحالية لاستحصال موافقة الكونغرس على صفقة الاسلحة (طائرات اف 15) للسعودية وانواع اخرى من الطائرات والمعدات العسكرية التي تقدر بحوالي (ستين مليار دولار امريكي) فهي من جانب تحاول سد احتياجاتها المالية وتدعم حلفائها ضد ايران في اي حرب مقبلة وإلا فما حاجة السعودية لهذا الكم من السلاح وسنفرد بحثا خاصا لذلك.
من جانب آخر يؤكد الاقتصادي " نورييل روبيني" (3) في المنتدى الاقتصادي: " إن الولايات المتحدة استنفذت كل ذخيرتها وأي صدمة صغيرة خلال هذه الفترة ستدفعها للانكماش ". وهو نفس ما قاله الاستاذ في جامعة بوسطن " فلورنس كوتيلكوف " الذي حذر منذ ثمانينات القرن الماضي من حدوث انهيار اقتصادي سيؤدي الى انكماش الولايات المتحدة وتراجعها دوليا.
في المقابل يذكر تقرير لمعهد الدراسات الاستراتيجية " ستراتيجي وان ": " أن الولايات المتحدة في حالة انهيار راسخة وان 65% من المجتمع الامريكي يؤكد ذلك ". فالولايات المتحدة فقدت زخمها الاقتصادي حسب تقارير (وول ستريت) وأن الدين الامريكي الذي تجاوز الناتج المحلي ادى الى تراجع الاقتصاد الامريكي الامريكي امام الاقتصادي الصيني وفي اقل من ثلاث سنوات لن تستطيع الولايات المتحدة ان تفرض برنامجه الاقتصادي حتى على حلفائها في اوربا، وفي ذات الوقت فان بعض دول الاتحاد الاوربي بدأت فعلا في تبني برنامج اقتصادي مستقل عن السياسات الاقتصادية للولايات المتحدة الامريكية.
العامل العسكري:لعل من اكثر الاشكالات التي عانت منها الولايات المتحدة منذ تاسيسها هو عنصر الخوف من الانهيار، فالصراعات والحروب الداخلية وخاصة الحرب الاهلية (4) قد كشفت عن هذا الخوف الداخلي مما ادى الى لجوء الفكر السياسي الامريكي الى نظرية (العسكرة والاعتماد على القوة) حتى صارت الطبيعة العسكرية للولايات المتحدة احد اهم عناصر البقاء. بل تم تسخير الدراسات العلمية والبحوث الصناعية المتقدمة لتكون في صالح خدمة عسكرة الدولة، مما انعكس على شكل وطبيعة الميزانية الامريكية السنوية حيث تحتل وزارة الدفاع (البنتاكون) والمؤسسات المخابراتية بكل اصنافها المرتبة الاولى في استهلاك موارد الميزانية العامة، حيث بلغت حصة العسكرة والدفاع الامني اكثر من 52%-55% من الميزانية التي كانت بحدود (ثلاثة تريليون).
استطاعت الولايات المتحدة ان تخلق عددا كبيرا من الانظمة التابعة لها والتي لاتخرج في سياساتها العامة عن القرار الامريكي، وهي بذلك توجد لها حاضنات داخل المنظومة الدولية (هذا اذا جازل لنا تسميتها كذلك) حيث يتم تسليحها إذ تقوم سنويا ببيع اعداد كبيرة من الاسلحة بميارات الدولارات لهذه الدول لتستعملها هي او هذه السلطات ضد الشعوب والامم والمنظمات او الاحزاب التي ترفض القرار الامريكي، كما في من اسمتهم بدول الاعتدال (السعودية مصر والاردن) وهي الدول التي ربطت مصيرها وقرارها بقرارات واشنطن.
من جآنب آخر فقد استعملت الولايات الامريكية المتحدة جيشها وقواتها المسلحة في اكثر من (240) حربا محلية ودولية، هذا غير انها الدولة الوحيدة التي استعملت السلاح الذري في حرب عالمية ضربها لمدينتي (لهيروشيما وناغازاكي في آب 1945)، إضافة لانتاجها واستعمالها لكل انواع الاسلحة (الذرية والجرثومية والكيمياوية) بدون إستثناء هذا غير استعمالها لعملائها ومنظومتها الاستخباراتية في اغتيال رؤساء وملوك وقيادات حزبية ووطنية وشخصيات اكاديمية وعلمية في كل انحاء العالم وبشكل منهجي.
لا شك ان التكلفة العالية لانتاج السلاح ولتراكمه المستمر ادى الى ايجاد مبررات لاستعماله، حيث ان الاستخبارات الامريكية قد خصصت لها فرعا خاصا في احد اقسامها يقوم على تمهيد الاسباب وصنع المبررات لقيام حرب هنا وهناك يكون احد اهدافها استهلاك السلاح المتراكم.
الانهيار:ذكرنا في أكثر من دراسة سابقة ان انهيار الولايات المتحدة ونهاية (النظام الليبرالي الديمقراطي) سيمر بعدد من المراحل تستغرق وقتا أطول من ذلك الذي استغرقه انهيار الاتحاد السوفياتي السابق، غير ان الانهيار ذاته قد بدأ في الفكر الامريكي مبكرا كما صرح بذلك الكثير من علماء الاجتماع والاقتصاد إضافة الى انه ايضا بدأ مبكرا في البيت الابيض حيث شاهدنا وصول عدد من السياسين كان السبب الوحيد لوصولهم هو تنفيذ الرؤى التي يرسمها مركز ايباك والحركة الصهيونية اضافة لعنصر الثروة، وقد يكون الرئيس الحالي احد اكثر حلقات الضعف تأثيبرا.ووفقا لما تقدم فان اطوار الانهيار ستكون على الشكل التالي:أولا: الانكماش الاقتصادي وذلك التراجع في الدخل القومي اضافة لتراكم الدين العام.ثانيا: التراجع العسكري وفقدان الهيمنة وتفكيك عدد من القواعد العسكرية.ثالثا: التراجع في الاداء السياسي وهو نتاج للففقرتين السابقتين.رابعا: تخلي بعض الحلفاء الاوربيين عن القرارا الامريكي والتفرد بالقرار الاوربي وخاصة في فرنسا والمانيا.خامسا: تخلي بعض الحلفاء في الشرق وخاصة باكستان.سادسا: خروج بعض الحلفاء في الخليج من المعادلة السياسية بسبب نهاية العمر الافتراضي لعدد من الدول (كما اشرنا الى ذلك في بحوثنا السابقة).سابعا: فشل مشروع الشرق الاوسط الجديد بوجود المعادلة (الايرانية - السورية - حزب الله) اضافة لتحول بعض الدول التي كانت محسوبة على امريكا لتقف في الخندق الايراني.ثامنا: تنامي دعوات داخل المجتمع الامريكي من قبل بعض المفكرين يدعون فيها لابتعاد الوولايات المتحدة عن المشاكل الدولية والتركيز على السياسات الداخلية والاقتصاد وبناء المجتمع المدني وفق رؤى جديدة.
وفي النهاية فان الانكماش مستمر والولايات المتحدة تفقد الكثير من مواقعها الدولية وهي بدأت اقرب الى شكل الدولة العثمانية قبل انهيارها حيث دب المرض في كثير من مفاصل القوة العسكرية والبنتاغون يحاول اخفاء اعداد جنودة المقتولين في الحروب الاخيرة وخاصة العراق وافغانستان اضافة الى انتحار جندي امريكي كل نصف ساعة تقريبا كما تقول التقارير الاخيرة، فالانهيار قادم وقد نستيقض صباح احد الايام لنرى ان الولايات المتحدة عادت مجرد جزيرة كبيرة في المحيط........................1- هذا الموقف قريب من كثير من الروايات بشان نهاية التاريخ وتنامي الفساد والظلم والجور الذي يسبق ظهور الامام المهدي عليه السلام. وفي ذلك ايضا يقول (ارنولد توينبي) حيث يقول ان اوربا كانت اكثرية في القرن التاسع عشر لكن نسبة التوالد بدأت بالانخفاض في حين ان نسبة التوالد لدى المسلمين هي ضعف التي عند الاوربيين وسيصبح العالم الغربي بعد اجيال اقلية بالنسبة للعالم الاسلامي.2- يقول لينون لاروش وهو احد كبار المفكرين السياسيين و الاقتصاديين الامريكيين وكان مرشحا لرئاسة الولايات المتحدة لعام (2004): " إن النظام المالي العالمي وخاصة في الغرب قد دخل مرحلة الافلاس بسبب فك الارتباط كليا ما بين الاقتصاد الفعلي المتمثل بانتاج واستهلاك السلع والخدمات وبين الاوراق المالية المتبادلة في الاسواق العالمية، إذ ان كمية النقد المتابدل في الاسواق اكبر من كميات اجمال الناتج المحلي لجميع امم الارض بمئات المرات ".3- روبيني، نورييل: مولود في 9 مارس 1959 وهو امريكي ايراني تركي الجنسية مؤسس (غلوبل ايكونوميست مونيتور)، احد اشهر الاقتصاديين المعاصرين بل انه اكثرهم قدرة على التحليل العميق.4- الحرب الاهلية الامريكية: (1861-1865): بدأت حين اعلنت احدى عشرة ولاية من ولايات الجنوب بقيادة (جيفرسون ديفيس) الانفصال عن الولايات المتحدة وتشكيل ما عرف باسم (الولايات الكونفدرالية الامريكية) وقد بدأت الحرب في (12 نيسان 1861). وقد ادت الى مقتل اكثر من (620.000) في حين لم يسجل عدد الجرحى.
الاستاذ الدكتور وليد سعيد البياتيdr-albayati50@hotmail.co.ukالمملكة المتحدة - لندن2 / تشرين الاول / 2010
https://telegram.me/buratha