عبدالرضا محمد - الموصل
منذ أكثر من 5 سنوات والعنف والإرهاب يضربان بأطنابهما كل مفصل من مفاصل الحياة في مدينة الموصل , حين يسير المرء في شوارع المدينة يرى آثار الخراب والدمار في كل حدب وصوب , عمارات محترقة , بيوت مهدمة , شوارع وأرصفة دمرتها العبوات الناسفة والسيارات المفخخة , الحواجز الكونكريتية والأسلاك الشائكة تحيط بمعظم أحياء المدينة , الأزبال والنفايات تملأ الطرقات وتزكم الأنوف مما يدل على تراجع مستوى الخدمات.
تأثرت الحركة التجارية في المحافظة تأثرا كبيرا نتيجة للأعمال الإرهابية التي أدت إلى هجرة ونزوح الكثير من مكونات المجتمع الموصلي كالأكراد والشبك والمسيحيين والأيزديين الذين تعرضوا لأبشع أنواع البطش والتنكيل من خطف وقتل وتمثيل بالجثث وتفجير محلاتهم ودورهم السكنية , لقد انعكست هذه الهجرة لعشرات الآلاف من سكان الموصل على حركة السوق التي شهدت ركودا وكسادا كبيرين حيث قل عدد المتبضعين ولم يعد احد من أهالي الأقضية والنواحي والقرى المحيطة بالمدينة يجرؤ على مجرد التفكير في الوصول إلى مركز المحافظة فأغلقت الكثير من المحال التجارية وأبوابها وكذلك المطاعم والكازينوهات ودور السينما وصالات الألعاب الترفيهية بعد تلقيهم تهديدات بالقتل من قبل المتطرفين التكفيريين الذين حرموا على الناس كل شئ .
وبناء على كل ما تقدم ذكره تحولت الموصل إلى مدينة بلا روح غادرتها الحياة فأسواقها فارغة و شوارعها وطرقاتها وأزقتها مقفرة موحشة وأجوائها مغلفة بالكآبة والحزن ولا يقطع سكونها إلا صوت الأطلاقات النارية ودوي الأنفجارات وصفارات الإنذار التي تطلقها سيارات الشرطة والإسعاف لترسم مشهدا تراجيديا لمدينة تحتضر ببطء اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وتنتظر رصاصة الرحمة من الملثمين المجهولين الذين أحالوا كل شئ إلى ركام من الخرائب والدمار تارة بأسم المقاومة وتارة أخرى بأسم الجهاد وماهم إلا حفنة من المجرمين والقتلة واللصوص !
https://telegram.me/buratha