زيد المحمداوي ||
ان الحرب الروسيا الاوكرانيا كان مخطط لها منذ سنوات سبقت الحرب، وكان التاخير في تنفيذها هو لايجاد بدائل الغاز والنفط الروسي لاوروبا الذي يشكل اكثر من نصف طاقتها.
لذلك أراد الرئيس الروسي ان يفشل المخطط الغربي بان يبدأ الحرب هو ويجعل أوروبا وامريكا محرجة في الخطورات التي تتخذها وبالفعل ان القرارات التي تم اتخاذها لمعاقبة روسيا كان لها الأثر السيء على أوروبا مثل تسعير النفط وما قابلة من بيع النفط والغاز بالروبل وتسعير المنتجات النفطية وغيرها من القرارات التي اضرت باوروبا.
حشدت أمريكا واروبا كل طاقاتها واموالها ومساعداتها لمساعدة ومساندة أوكرانيا، حتى تجعل من روسيا تخسرها، او تبطئ من تقدم الروس في أوكرانيا وبالفعل نجحت في تأخر حسم الحرب .
يوجد عدة نقاط تجعل من روسيا تقف الى جانب الفلسطينيين، وحتى وان كان الموقف الرسمي غير صريح وواضح ومنها ان الرئيس الاوكراني هو يهودي وان إسرائيل تدعمه بشكل رسمي حتى ان خبر اليوم بانسحاب الف عسكري إسرائيلي من أوكرانيا والعودة لإسرائيل.
كما ان اليهود دائما ما يدعمون البروتستانت والكنيسة الانجليكانية وهي ابعد ما يكون عن الأرثوذكسية الروسية.
ان الدول التي تقف مع فلسطين هي بالغالب لديها علاقات جيدة ان لم تكن بحلف مع روسيا على العكس من الدول التي تقف مع إسرائيل هي بالجبهة المعادية لروسيا.
لكن بالمقابل ان ادامة الحرب في فلسطين مع الكيان الصهيوني جعل العالم الغربي في هيجان وتشتت في جهوده بين دعمهم لأوكرانيا وبين دعمهم لإسرائيل، وفي الحقيقة ان دعمهم لأوكرانيا كلفت الكثير من أموال أوروبا وامريكا حتى بات الشعب متذمر من تدهور الحالة الاقتصادية التي يعيشونها والتضخم الذ يشهدونه.
وبالتالي ان عملية طوفان الأقصى لأبطال المقاومة والمحور خفف من الضغط على روسيا وان العملية هي في صالح روسيا حتما.
وما يؤكد ما ذهبا اليه هو ما جاء على لسان حلفاء كييف، وهو الرئيس البولندي أندريه دودا -التي قررت بلاده إرسال وحدة عسكرية وطائرات لإجلاء مواطنيها من إسرائيل- والذي اعترف بأن ما يحدث مفيد لموسكو، التي تسعى لصرف انتباه العالم أجمع عن الأحداث في أوكرانيا.
وكذلك أيضا ما صرح به النائب الأول لرئيس لجنة مجلس الاتحاد للشؤون الدولية، فلاديمير جباروف، التي قال فيها إن "الصراع الحالي بين فلسطين وإسرائيل، قد يؤدي إلى خفض حجم الدعم لأوكرانيا، وإن جزءًا كبيرًا من دعم كييف سيتم الآن إعادة توجيهه نحو إسرائيل".
وهذا بالنتيجة يعني ان الحرب الروسية الأوكرانية بدات نهايتها تلوح في الأفق وعلى روسيا استغلال الاحداث الحالية وبالسرعة الممكنة لحسم الحرب، الوضع الإسرائيلي الان محرج جدا وخصوصا لو ان الجبهة الشمالية فتحت عليه، وهي الان مفتوحة جزئيا.
ومن جانب اخر ان الحرب في فلسطين اضافت قوة جديدة في المعسكر الشرقي وهو المقاومة الفلسطينية التي أصبحت هي صاحبة المبادرة وهو صاحبة الكف الأعلى وكما ان هذا يعني انحسار للمعسكر الغربي في المنطقة او لنقل انه ضعف وفي طريقة الى الزول.
من مصلحة روسيا ان تنتصر المقاومة وتخسر إسرائيل ومن خلفها التي تدعم أوكرانيا اما الصين فهي حتما مع المحور الشرقي لكن الجميع يعلم ان الصين لا تدلي بتصريح او تتخذ موقف واضح في الاحداث السياسية وخصوصا الحرب وهذا ما رأيناه في الحرب الأوكرانية وكذلك الان لكن واضح بحيث ان معظم حلفائها في بريكس وشانغهاي هم مؤيدي للفلسطينيين .
https://telegram.me/buratha