التقارير

عَودَة أردوغان إلى الحُضن الأميركي عُنصر قُوَّة لإسرائيل،


د. إسماعيل النجار ||

 

لَم تَمُر أسابيع على إعلان فوزِهِ في الإنتخابات الرئاسية التركية الشهر الماضي حتَّىَ كشف الرئيس التركي رَجَب طَيِّب أردوغان عن وجهِهِ الحقيقي، وأثبت بالقول والفعل أنه غدار من سُلالَة مَن قاتلوا الرسول مُحَمَّد(ص) في بَدرٍ وحُنَين أي من الأعداء الحقيقيين للإسلام المحمدي الأصيل،

إبن مؤسسة مَن سَمُّوا أنفُسَهُم (الإخوان المسلمين) لم يُغَيِّر جِلدَه ولم يَخُن منظمتهِ العميلة للصهاينة والبريطانيين منذ تأسيسها بدايات القرن الماضي،

بين لَيلَةٍ وضُحاها تَنَصلَ هذا الثعلب العثماني من إتفاقاته مع موسكو وطهران، وعآدَ ليحمل قميص جَدِّهِ ويدور فيه وينشُرَهُ للقاصي والداني مُجاهراً بولائِهِ للأميركي الذي لَعِبَ دوراً كبيراً في حملتهِ الإنتخابية متظاهراً على لسان بايدن بالخصومة معه حيث استطاعت واشنطن وثعلبها من خداع إيران وروسيا مجدداً،

عَودَة أردوغان إلى تمتين التحالف مع الشيطان الأكبر لها إعتباراتها السياسية والإقتصادية والأمنية، أولها موقع تركيا الجيوسياسي، وثانيها عضوية بلادهِ في حلف الناتو، وثالثها حاجته للأسواق الاوروبية والأميركية،

وإغرائهُ بقبول بلاده عضو في الإتحاد الأوروبي مقابل قبوله بإنضمام السويد إلى الناتو، والإستفادة من الحرب الروسية الاوكرانية حيث سمحت له واشنطن ببناء مصنع لصناعة طائرات بيرقدار المتطورة في أوكرانيا،

حاولَ اردوغان أن يمسك العصا من الوسط بين روسيا وأميركا والجارة إيران لكنه لم يُفلِح ولَنّ يفلح في ظل إحتدام الصراع وشراسة المواجهة بين الناتو والدب الروسي والعداء المستحكم لأمريكا من جانب الجمهورية الإسلامية،

إذ لا مساحة وسط بينهما ولا يوجد أي فُسحَة رمادية على الإطلاق،

لذلك طَرَحَ المراقبين سؤالاً بديهياً حول مصير الإتفاقات التي أبرمها ألثعلب التركي مع سوريا برعاية إيرانية روسية، وما الذي سيحصل في الأسابيع والأشهر القادمة؟

بدورها واشنطن تعزز قِواها العسكرية في شمال وشرق شمال سوريا، وتُكَثِف من تدريبات العناصر الإرهابية في التنف من أجل صناعة جيش جرار يقاتل بالنيابة عنها تحت مظلتها لمنع سوريا من تحرير المناطق الشمالية ومن ضمنها حقول النفط والغاز، وقطع طريق التواصل بين بغداد ودمشق الذي أكدَ رئيس الوزراء العراقي خلال زيارته لسوريا أن المخطط لن يَمُر،

إلتفاف أردوغان من حول روسيا وإيران نحو واشنطن أعطى إسرائيل عنصر قوَّة إضافي،

لكن على المقلب الآخر فصائل المقاومة الموالية لسوريا وإيران تزيد من إستعداداتها العسكرية واللوجستية لمواجهة المخطط التركي الأميركي ومنع قطع طريق الإمداد الأوحَد بينهما الذي يُعتَبر الشريان الحيوي الوحيد،

إذاً ما تُحضِرَهُ واشنطن لسوريا كبير وكبير جداً يحتاج إلى يقظة وتعاضد لخوض المعركة بوعي واستبصار،

 

بيروت في...

       22/7/2023

 

ـــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك