التقارير

الدول العربية الفاشلة السودان نموذجا..!


 نعيم الهاشمي الخفاجي ||

 

‏تقصدت دول الاستعمار عندما قسمت الشرق الأوسط والشرق الأدنى بضم مكونات واديان ومذاهب غير متجانسة مع بعض بدون تشريع دساتير حاكمة، وتسليم أنظمة الحكم إلى عملاء يعملون لصالح دول الاستعمار، لذلك الشعوب العربية تعيش صراعات داخلية، لتبقى الدول العربية دول تعاني من صراعات داخلية لتبقى دول فاشلة، يسهل السيطرة عليها وبسهوله.

ماحدث في السودان، حروب بين المسلمين والمسيح انتهت في انفصال الجنوب، وحروب ما بين الشمال والجنوب والغرب، ولنا في عمليات الإبادة العرقية ضد ابناء دارفور المسلمين السنة ذوي البشرة الافريقية السوداء، أمس قوات الجيش السوداني من أبناء الشمال ارتكبت جرائم قتل ضد أبناء قبيلة اسمها قبيلة المساليت،،مصطلح سليت،  اسم، معنى سليت وهي كلمة فاحشة ربما تكلف قائلها القتل والتعجيل لحجز قبر في أقرب مقبرة، وخاصة إذا قيلت كلمة سليت إلى عراقي من أحفاد عدنان وقحطان، ياويل من ذلك، يحترك جد جد قائلها، اندلاع الحروب الداخلية بالسودان وآخرها الحرب بين الجنرالات، هي  حرب لا منتصر فيها، ومآلاتها واضحة للعيان وهي تسير نحو  تحول هذه  الحرب إلى حرب قبلية وقومية ودينية،  الصراع الحالي يعجل من وقوع  نزاعات ذات طابع قبلي وقومي تعجل في سرعة تجزئة واستقلال أقاليم جديدة، وخاصة السودان يضم ١٢ إقليم غير متجانس قوميا وقبليا ودينيا، الحرب الحالية لم تكن خاطفة، بل طالت، وتحولت الحرب، إلى حرب إقليمية ودولية، ودخلت الاجندات الخارجية، بالحرب الدائرة،  السودان لايوجد به مجلس أعيان يضم أهل الحل والعقد لإيجاد مصالحات، لذلك الساسة بالسودان غير قادرون على إيقاف الحرب، وأصبح موضوع السيادة الوطنية  والقرار الوطني السوداني كذبة كبرى، لا وجود  لها على أرض الواقع العملي.

لايمكن إيقاف الحرب بدون إيجاد حل سياسي سلمي شامل، لكل أبناء الأقاليم الاثنى عشر السودانية، ويجعل هذه الحرب آخر حروب السودان بمعالجة الأسباب الحقيقية التي أدت لفشل الدولة السودانية وانهيارها، الحل الأمثل للسودان وبقية الدول العربية الأخرى الفاشلة، إيجاد حلول مقبولة من الجميع، في إيجاد أنظمة حكم تحكمها دساتير، ولايمكن إلى  القوى المدنية الوطنية الديمقراطية السودانية أن توحد صفها وتطرح مشروعاً وطنياً متكاملاً لوقف الحرب وبناء السلام تحت ظل دولة مدنية ديمقراطية، بدون إيجاد حلول في إقامة نظام حكم ليكن نظام ملكي دستوري أو نظام جمهوري برلماني ديمقراطي وإيجاد سلطة حكم الدستور والمؤسسات الدستورية، مشكلة الصراعات بالدول العربية تكمن في أنظمة الحكم، الحاكم العربي عندما يصل للسلطة من خلال انقلاب عسكري أو من خلال تنصيبه من قبل دول الاستعمار يحكم بعقلية فردية ولم يترك السلطة إلا في انقلاب عسكري، أصل مشكلة عدم الاستقرار بالدول العربية، عدم وجود أنظمة حكم تحتكم إلى الصندوق الانتخابي، ربما بالسعودية عندما يسمعون بالصندوق الانتخابي يعتقدون صندوق فاكهة موز أو تفاح، أو شاي، لو كانت الأنظمة ملكية دستورية، لاختارت الشعوب تحالف أو حزب يشكل رئاسة الحكومة وكل اربع سنوات يتم إجراء الانتخابات البرلمانية وتظافرت ، سواعد ابناء القوى السياسية الحزبية والمستقلة  لإعمار ما خربته الحروب وسوء الحكم والإدارة، يكون تسابق القوى السياسية في خدمة المواطن.

دور الكتاب والصحفيين وأصحاب الرأي والمثقفين العمل على طرح أفكار ومشاريع للعمل على خدمة ورقي المواطن وتنهي صفحات الفتن واشعال الحروب والصراعات والكراهية، وتنهي عصر تأجيج نيران الحروب وتنهي  أصوات الكراهية والعنصرية وتبني دول عربية تحكمها دساتير وليس أنظمة حكم فاسدة، خيرات السودان بقدر خيرات العراق لكن الجميع يعيش في ألم ومرارة وآلام.

 

كاتب وصحفي عراقي مستقل.

 

ــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك