التقارير

زيارة رئيسي الى سوريا.. و"مبعث القلق" الأمريكي

1064 2023-05-06

متابعة ـ عمار الجادر ||

 

من بين جميع دول العالم، شذت امريكا والكيان الاسرائيلي، عندما اعلنا وبشكل يائس وبائس عن قلقهما من الزيارة التي قام بها الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي الى سوريا، بل ان امريكا ذهبت الى ابعد من ذلك، عندما اعتبرت الزيارة "ينبغي أن تكون مبعث قلق شديد للعالم"، وهو ما جعل المراقبين يتوقفون امام اسباب قلق الثنائي "الامريكي الاسرائيلي"، من الزيارة ومن التقارب العربي السوري والعربي الايراني.

"مبعث القلق" الامريكي من زيارة رئيسي، كشف عنه نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيدانت باتل، بقوله ان ايران وسوريا "تزعزعان استقرار المنطقة"!، وهو ما يجعل امريكا، وفق فيدانت باتل، "لا تسعى إلى تطبيع العلاقات مع السلطات السورية، كما انها لا تدعم تطبيع العلاقات مع الحكومة السورية، ولا تدعم تطبيع دول أخرى للعلاقات مع دمشق، بما في ذلك شركاؤنا وحلفاؤنا". إلا ان ما خفي على باتل هذا، هو انه حتى حلفاء امريكا في المنطقة، باتوا يدركون ان ما يقصده المسؤولون الامريكي بـ"أمن واستقرار المنطقة"، هو أمن وستقرار "إسرائيل" حصرا دون غيرها، وإلا فإن امريكا لا تقيم وزنا لا لأمن ولا لاستقرار أي من دول المنطقة.

المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، لم يترك هذا القلق الامريكي على "إسرائيل" دون رد، فقال ان من الطبيعي ان تغضب امريكا، بعد ان كسرت إيران ومحور المقاومة قرنها في سورية وكل المنطقة، وليس امامها من خيار سوى ان تنهي وجودها العدواني في سوريا.

قلق امريكا من زيارة رئيسي إلى دمشق، هو قلق في محله، لان الزيارة جاءت لتؤكد لدول وشعوب المنطقة، فشل مخطط تسويق الكيان الاسرائيلي كصديق لها، وتسويق ايران كعدو لها، وهو بالضبط هدف الحرب الكونية التي فرضت على سوريا على مدى اكثر من عقد، بقيادة امريكا والكيان الاسرائيلي.

صمود سوريا ومحور المقاومة، لم يفشل المخطط الامريكي فحسب، بل عدّل بوصلة سياسة الدول العربية، التي انحرفت بسبب الضغط الامريكي، وايقنت هذه الدول بإن خيار تفتيت سوريا كان خيارا خاطئا، كما كان خيار معاداة ايران كذلك، لذلك شهدنا تلك الاستدارة القوية لهذه الدول نحو سوريا وايران، وهي إستدارة، غيرت العديد من معادلات المنطقة، ومنها هرولة بعض الانظمة العربية نحو التطبيع مع الكيان الإسرائيلي، وهذا بالضبط هو ما أثار غضب الامريكي واثار حفيظة "الإسرائيلي".

من حق ايران وسوريا ان تحتفلا بالنصر، بعد ان انتصرتا في الحرب المركبة، العسكرية والاقتصادية والاعلامية والنفسية والطائفية، التي شنتها امريكا على سوريا، ولهما الحق في ان تحتفلا بالنصر في معركة عزل سوريا سياسيا، بعد ان بات المسؤولون العرب يتسابقون على زيارتها ومحاولة اقناعها بالعودة الى الجامعة العربية.

أما محاولات الحكومة التركية اقناع ايران وروسيا، للتوسط لدى الاسد، من ان اجل ان يقبل باللقاء مع الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، قبل موعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التركية، بعد ان كان الاخير من اكبر داعمي الجماعات المسلحة المناهضة للحكومة السورية، فهي دليل إضافي على حق ايران وسوريا ان تحتفلا بالنصر، الذي تعمد بدماء الايرانيين والسوريين.

مصدر : نقلا عن العالم

 

ــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك