التقارير

السودان: وساطة إسرائيلية وطيران مصري..ومؤامرة اماراتية..!

1296 2023-04-17

متابعة ـ علي عبد سلمان ||

 

توالت الاشتباكات بين جيشي «الصديقين» السابقين، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة السوداني، والفريق أول محمد حمدان دقلو، نائبه، حتى ثلاثة أيام ماضية، في مجلس السيادة نفسه، وبذلك يدخل السودان، البلد المبتلى بالانقلابات العسكرية، مرحلة جديدة غير مسبوقة لا يكون الصراع فيها، بين القوى المدنية والأحزاب السياسية، والجيش، بل بين القوات المسلحة النظامية، وجيش آخر مواز لها، هو «قوات الدعم السريع».

قد يعرف المؤرخون لاحقا إن كانت قوات «حميدتي» قد قامت بهجوم استباقيّ على الجيش، حسب ما تشيع جهات الطرف الخصم، أم أن قوات البرهان هي التي بدأت الحرب، غير أن ما يهمّ الآن، أكثر من توثيق من قام بإطلاق «الطلقة الأولى» هو فهم السياق الذي تتخذه الأحداث، وتأثير صراع العسكر، وهم أيضا أصحاب نفوذ اقتصادي ومالي كبير في البلاد، على مصير ثورة ديسمبر/كانون أول 2019، التي أدت إلى سقوط نظام الرئيس السابق عمر البشير، مع صعود أحلام السودانيين بانتخابات حرة ونظام ديمقراطي وحكم مدني.

إلى مساهمة تلك الثورة في بدء مرحلة سياسية جديدة في السودان، فإنها ساهمت أيضا، كما هو معلوم، في صعود نجمي البرهان وحميدتي، اللذين ورثا نظام البشير، وحاولا إعادة إحيائه، مع الانقلاب على حكومة عبد الله حمدوك في 25 تشرين أول/أكتوبر 2021، مما أدى إلى موجات لم تنقطع من الاحتجاجات، وتعليق الاتحاد الأفريقي عضوية السودان، ورفض الولايات المتحدة وأوروبا الاعتراف بالنظام الجديد، وأكدت جهات عديدة حينها، أن الانقلاب جاء بتنسيق مع دولة الإمارات.

قدّمت المعادلة المعتادة للصراع بين العسكر والمدنيين، والتي مثلها الانقلاب على حكومة حمدوك، تجليا للمصلحة المشتركة في التفاهم بين البرهان وحميدتي، وكان لهذا التفاهم أثمان خارجية تمثلت في نشر قوات سودانية في ليبيا واليمن، كما في الانسياق لتوجيهات أبوظبي، التي كانت قيادتها قد وقعت اتفاق تطبيع مع تل أبيب في العام السابق، لحاكمي السودان بالتقارب مع إسرائيل والعمل على التطبيع معها، وهو ما بدأ عمليا منذ لقاء البرهان برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وتبع ذلك الكثير من الزيارات المتبادلة، وتبادل الخدمات والمنافع والمعلومات، بين الأجهزة الأمنية والعسكرية، مع إعلانات متعددة عن قرب إعلان التطبيع.

حسب تقارير إسرائيلية نشرت أمس فإن مندوبين عن البرهان وحميدتي أجروا اتصالات مع إسرائيل عقب اندلاع المواجهات بين قواتهما، وأن وزارة الخارجية الإسرائيلية تقوم بـ«نقل رسائل تهدئة» ومطالبات بوقف التدهور العنيف. حسابات تل أبيب، في هذا الصدد، مشغولة، بالدرجة الأولى، باحتمالات تأجيل التوقيع النهائي على اتفاق سلام مع السودان، ولا يشغلها كثيرا الخراب الذي يتعرض له السودان، والتداعيات الخطيرة التي يمكن أن تتركها الحرب الناشبة على حياة السودانيين، ومسار التسوية السياسية.

أظهرت الأحداث الأخيرة في السودان، في المقابل، دورا مصريّا ملحوظا، تمثل بالحديث عن وجود عناصر عسكرية في مطار مروي، وما تبعه من بث «الدعم السريع» للقطات تظهر بعضا من أولئك العناصر مقبوضا عليهم، وكذلك حديث الجهة نفسها عن تدخّل «طيران أجنبي» وقد فُهم الأمر على أنه طيران مصريّ يقوم بدعم قوات البرهان

الواح طينية،

ــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك