عادل الجبوري ||
في سياق الفعاليات السياسية والثقافية والمجتمعية المختلفة لإحياء الذكرى السنوية الثالثة لاستشهاد قائدي النصر الشهيد أبو مهدي المهندس والحاج قاسم سليماني، نظّم مجلس النواب العراقي يوم الثلاثاء في العشرين من شهر كانون الأول الجاري، حفلًا تأبينيًا تحت شعار (الشايب أيقونة النصر والثبات)، حضره وشارك فيه جمع من الشخصيات السياسية الحكومية وغير الحكومية، وعدد كبير من النخب الدينية والثقافية والمجتمعية المختلفة.
وفي كلمته في الحفل التأبيني، قال النائب الأول لرئيس البرلمان العراقي محسن المندلاوي "إننا نجتمع اليوم لنستذكر مآثر الشهداء الأبطال من قادة النصر ومن معهم، الذين ذهبوا إلى مضاجعهم وهم يرفعون راية الإسلام ولم يهادنوا الظلم والظالمين، باذلين مهجهم دون الإسلام والأوطان، فارتقوا إلى رب كريم سعداء بما آتاهم الله من فضله، ألا وهي الشهادة أعظم المقامات عند الله بعد النبوة".
وأضاف المندلاوي "إننا نغبط الشهداء على مقامهم العالي وبذات الوقت نستذكر بألم وحزن كبير فقدانهم الجلل، فقد كانوا مصدر إلهام لكل المستضعفين في الأرض، وناصرين لكل لواء ارتفع لنصرة الحق، ومحاربين أشداء لكل رايات الباطل، ووقفوا سدًا منيعًا بوجه الهجمات الداعشية الهمجية، فتحقق النصر على أيديهم وأيدي القوى الوطنية"، مؤكدًا الاستمرار بالمطالبة بالقصاص من المجرمين القتلة حتى إحقاق الحق.
من جانبه، استعرض ممثل رئيس الوزراء ووزير العمل والشؤون الاجتماعية أحمد الأسدي في كلمته جوانب من سير القائدين الشهيدين، وأكد أن الشهيدين المهندس وسليماني "كانا نموذجًا بالوقوف بوجه الاستكبار، وأول من استجاب لفتوى المرجعية المباركة، وسيبقى التاريخ يذكرهما".
أما رئيس كتلة السند الوطني البرلمانية النائب مرتضى الساعدي فقد دعا الى الاستمرار في التحقيق وإظهار المجرمين سواء من الداخل أو من الذين تبنوا هذه العملية، مؤكدًا أن القادة الشهداء كانوا يدافعون عن الأراضي العراقية في جميع المحافظات، وكان المهندس عنوانًا لكل المجاهدين الذين ضحى من أجلهم.
وطالب النائب الساعدي البرلمان العراقي في المضي بتفعيل قراره لإخراج القوات الأميركية، بحيث لا تكون هناك قواعد أو منصات دون التزام بالمعايير الدولية.
في الوقت نفسه، دعا نائب رئيس أركان هيئة الحشد الشعبي ياسر العيساوي الحكومة العراقية إلى "كشف الجناة سواء من الإدارة الأميركية أو المتعاونين معهم وتقديمهم للعدالة، وحماية البعثات الدبلوماسية، وتطبيق قرار مجلس النواب لإخراج القوات الأجنبية الموجودة على الأراضي العراقية".
أما النائب فالح الخزعلي فقد أكّد "أن الفضل في تحقيق النصر على "داعش" الإرهابي يعود لفتوى المرجعية الرشيدة ووقوف الشهيد قاسم سليماني مع القوات العراقية".
تجدر الإشارة إلى أنّ الحفل التأبيني شهد عرض فيلم وثائقي يحكي سيرة الشهيد أبو مهدي المهندس الى جانب تنظيم معرض يوثق بطولات الحشد الشعبي وتضحياته الكبرى خلال مقارعته عصابات "داعش" الإرهابية.
وكانت فعاليات إحياء ذكرى استشهاد قادة النصر، قد انطلقت الأسبوع الماضي بافتتاح المخيم الثقافي للحشد الشعبي في نصب الشهيد وسط العاصمة العراقية بغداد للفترة من الخامس عشر من الشهر الجاري وحتى الثاني والعشرين منه.
وضم المخيم عشرين جناحًا متنوعًا من أعمال فنية ومعارض للصور والرسم، جسّدت المواقف البطولية للحشد الشعبي ضد الإرهاب، إلى جانب الندوات الثقافية والمحافل القرآنية والمهرجانات الشعرية التي شهدها المخيم الثقافي.