محمد صادق الحسيني ||
وكأن كل مفردات الصراع الاقليمي الكبيرة والصغيرة باتت رهن الصراع الروسي الاطلسي على خريطة العالم العسكرية والطاقوية.
ولنأخذ تركيا والسعودية مثالين صارخين.
فتعليقاً على الاشتباكات الدائرة بين العصابات المسلحة ، في شمال سورية مثلا ، افاد احد كبار الجنرالات في جيش دولة عظمى بما يلي :
١) ان جميع الصدامات والاشتباكات العسكرية ،التي تدور حالياً في المناطق التي تسيطر عليها العصابات المسلحة التابعة لتركيا ، والفوضى العسكرية ، التي تسود المناطق المشار اليها اعلاه ، هي من تخطيط الاجهزة الامنية والعسكرية التركية ، وبأوامر مباشرة من أردوغان شخصياً
٢) هدف هذا التحرك الاردوغاني هو تأهيل ابو محمد الجولاني للسيطرة على كل المناطق التي دخلها الجيش التركي ، سواءً شرق الفرات او غربه ، وذلك بهدف اقامة منطقة امنية متواصلة يسيطر عليها طرف واح
٣) على ان تتوج هذه السيطرة باقامة كيان انفصالي ، في شمال سورية ، كي تستخدمه تركيا ورقة مساومة في اي مفاوضات مستقبلية ، مع سورية او حول سورية ، اي ان اردوغان يهدف لانشاء المنطقة الامنية ،التي طالما حلم بها ، دون ان يكون هو من فعل ذلك بشكل مباشر .
اما في ما يتعلق بالموقف الروسي ، مما يجري في الشمال السوري ، فقد أفاد الجنرال بما يلي:
١) ان القيادة السياسية والعسكرية الروسيتين لا تثقان بأردوغان ، وان طريقة التعامل معه ، من قبل القيادة الروسية ، هي ضرورة مؤقتة وليست استراتيجية (بمعنى انهم مقتنعون بانه لن ينفك عن تلبية المطالب الاسرائيلية والاميركية ) .
٢) وقد فسَّرَ الجنرال الموقف الروسي اعلاه بالقول : ان القيادة العسكرية الروسية ترى انه ليس من السهل حسم الاوضاع في الشمال السوري عموماً ، وفي المناطق التي تسيطر عليها العصابات التي تديرها انقرة على وجه الخصوص ، بالوسائل العسكريه في الوقت الحالي . وان القيادة الروسية ترى ان اسلوب محاباة اردوغان حالياً هي ضرورة تكتيكية .
٣) ان القيادة الروسية على قناعة بان اردوغان لن يسحب قواته من سورية ، الا اذا اجبر على ذلك ، وهي ( اي القيادة الروسيه ) وان كانت لن تسمح له على المستوى البعيد قوة احتلال في سورية ، الا انها تفضل التعامل مع الوضع الحالي بكثير من الهدوء والحكمة، الى حين الامتهاء من المعركة الكبرى ضد الاطلسيين ، على الميتويبن العسكري ( في اوكرانيا) والطاقوي ، حيث هي بحاجة للموقع التركي كاحد الممرات الضرورية لربط انابيب الغاز الروسي الى اوروبا ، وذلك من اجل انتزاع اللارة العجوز من الهيمنة الامريكية.
من جهة اخرى أفاد مصدر مختص في الشأن الخليجي بما يلي :
١) ان كل العناد الذي يبديه محمد بن سلمان ، في تعامله مع الرئيس الاميركي بايدن ، منسق بدقه مع كل من وزارة الدفاع الاميركية ووكالة المخابرات المركزية الاميركية ، بهدف اضعاف بايدن قدر المستطاع وتمهيد الطريق لخسارة الحزب الديموقراطي الاميركي للانتخابات الرئاسية القادمة ، في الولايات المتحده سنة ٢٠٢٤ .
٢) اما اقليمياً فان اهم مواضيع التلاقي بين طرفي التنسيق هو الوضع في ايران
، حيث تم الاتفاق بين بن سلمان والجهات الامنية والعسكرية ، المذكوره اعلاه ، على ما يلي:
أ : قيام السعوديه بتمويل كافة نشاطات المجموعات الايرانيه المعاديه لنظام الجمهوريه الاسلاميه في ايران .
ب ) التزام السعوديه بتمويل كافة نشاطات غرفة العمليات الاميركيه الاسرائيلية الاطلسية ، العاملة في اربيل ، دون تحديد سقف لموازنة محددة .
ج ) تلتزم السعوديه بتغطية كافة احتياجات المجموعات الايرانية ، المسلحة والمعادية لنظام الجمهورية الاسلامية في طهران ، والموجودة في المناطق الحدوديه مع كل من باكستان وافغانستان .
د ) اطلاق سلسلة عمليات تخريبية ، بعد ايام قليلة - المصدر يتحدث عن الاسبوع الرابع من هذاالشهر
،وذلك في كل من محافظة بلوشستان ، جنوب شرق ، ومحافظة خُراسان ، شمالاً بمحاذاة الحدود مع افغانستان .
هـ ) يضاف الى ذلك ثلاثة خلايا ، موجوده في طهران ، ومكلفه بتنفيذ مهمات مشابهه قبل نهاية شهر ١٠ / ٢٠٢٢ .
٣) نتيجة لوساطة مصرية ، بين الجزائر وكل من السعوديه وقطر ، تم التوافق على اعادة طرح مبادرة السلام العربية في اجتماع القمة القادم في الجزائر ، وهو الامر الذي يتساوق مع ما ورد في كلام رئيس الوزراء الاسرائيلي في الامم المتحده وما صدر من تصريحات ، عن مسؤولين امريكيين ، حول حل الدولتين .
٤ ) وهذا هو سبب دعوة الجزائر لمسؤولين مصريين وقطريين ، الى المشاورات الفلسطينية الفلسطينية ، التي عقدت بالجزائر واسفرت عن صدور إعلان الجزائر ، حول المصالحة الفلسطينية .
٥ ) وعليه فان الصفقة المذكورة اعلاه ، بين محمد بن سلمان واطراف الدولة الاميركية العميقة ، تعني بمساعدة بن سلمان في تمهيد الطريق لفوز الجمهوريين في الانتخابات الاميركية القادمة مقابل اعادة تأهيل السعوديه ( بن سلمان ) لتتولى قيادة العالم العربي ، اقليمياً ودولياً ، في المستقبل .
وكل ذلك يجري وموسكو عينها على الرياض وابو ظبي ، كشريكين ضروريين لها ولو مؤقتاً ، لحين اخراج بايدن من المسرح الدولي واسقاط الاحادية الامريكية من قيادة العالم.
بعدنا طيبين قولوا الله
ــــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha