التقارير

الناتو العربي.. علاج للمخاوف الأمنية أم وصفة قاتلة؟


متابعى ـ صابرين البغدادي ||    عشية زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن المثيرة للجدل إلى المنطقة، والاجتماع الذي سيعقد في السعودية بمشاركة قادة دول مجلس التعاون إلى جانب مصر والأردن والعراق، فإن حركة الرحلات الدبلوماسية والاجتماعات السرية من الخليج الفارسي إلى القرن الأفريقي، تشير إلى الاستعداد للتطورات التي من المتوقع أن تتبع هذه الزيارة. جولة ولي العهد السعودي الإقليمية إلی الأردن ومصر وتركيا، والكشف عن المحادثات السرية بين محمد بن سلمان والمسؤولين الأمنيين والاستخباراتيين للکيان الصهيوني في الأيام الأخيرة، وزيارة ملك الأردن عبد الله الثاني المفاجئة إلى الإمارات، والزيارة المهمة لمستشار الأمن الداخلي للکيان الصهيوني إلى الأردن بعد فترة طويلة من العلاقات المتوترة بين الجانبين بسبب تصاعد العدوان الصهيوني على القدس في الأشهر الأخيرة، وزيارة أمير قطر الشيخ تميم إلى مصر لأول مرة منذ أزمة الحصار عام 2017، واجتماع شرم الشيخ الأسبوع الماضي في مصر بحضور ملكي البحرين والأردن، وكشف موقع "سعودي ليكس" عن عقد أكثر من خمسة لقاءات سرية حول السعودية، يشير جميعها إلى أن قادة المنطقة يستعدون لعصر جديد بعد زيارة بايدن. وفيما نقلت وسائل الإعلام الأمريكية منذ فترة طويلة عن مسؤولين أمريكيين قولهم، إن دفع قضيتي التطبيع والطاقة سيكون محور زيارة بايدن للمنطقة، وقال السفير الأمريكي في الأراضي المحتلة، توماس نيدز، في مقابلة مع "إسرائيل هيوم" الخميس الماضي، إن الولايات المتحدة ستدفع حلفاءها في المنطقة لبناء وتوسيع "إطار أمني إقليمي" خلال زيارة بايدن للمنطقة، تشير تصريحات العاهل الأردني الأخيرة حول دعم تشكيل "ناتو شرق أوسطي"، إلى وجود صلة بين هذه التحركات السياسية والدبلوماسية مع أهداف التحالف العربي الصهيوني ضد محور المقاومة. كما كشفت القناة الصهيونية الرسمية(كان) في تقرير، أن إسرائيل والولايات المتحدة وعدة دول خليجية صاغت وثيقةً لتأسيس "تحالف استراتيجي إقليمي" في الشرق الأوسط قبل ثلاث سنوات من اتفاقية التطبيع لعام 2020، والآن يبدو أن الجهود المبذولة لإنشاء مثل هذا التحالف كسياسة استراتيجية في حكومة بايدن تتم متابعتها أيضًا. إن وضع الأساس لحفظ مصالح الولايات المتحدة في الخليج الفارسي مع بدء العملية التدريجية للانسحاب الحتمي من المنطقة، من خلال نقل عبء الالتزامات العسكرية والأمنية إلى الحلفاء، والتعامل مع القوة المتزايدة لمحور المقاومة، وفي الاتجاه نفسه إقامة جدار أمني للکيان الصهيوني في المنطقة على نفقة العرب، لإدغام الوجود غير الشرعي والاحتلالي لإسرائيل في جغرافية المنطقة من أجل خلق فسحة تنفس لهذا الکيان، إضافة إلى جهود البيت الأبيض لإبقاء الصهاينة والحكومة السعودية راضيين عن سياسات بايدن الإقليمية، وخاصةً بالنظر إلی حاجة واشنطن إلى إقناع الرياض بزيادة إنتاج النفط بشكل كبير في الأسابيع والأشهر المقبلة من أجل كبح الارتفاع الهائل في أسعار الوقود، تمثِّل الأهداف والدوافع الرئيسية لحكومة الولايات المتحدة في تشكيل مثل هذا التحالف. من جهة أخرى، فإن الصهاينة أيضًا الذين تعرضوا في السنوات الأخيرة لضغوط شديدة من الحزام الأمني ​​الذي تقوده المقاومة من غزة إلى سوريا ولبنان، وبعد التعاون الاستراتيجي بين أطراف محور المقاومة، أصبحت البيئة الأمنية للکيان أكثر هشاشةً من ذي قبل(مثل حيازة حماس وحزب الله لتكنولوجيا بناء جيل جديد من الصواريخ الدقيقة وطائرات المراقبة دون طيار والانتحارية)، يمكنهم أن يأملوا بنقل بعض أعباء المشاكل الأمنية والإنفاق العسكري على العرب، ويسيطروا من ناحية أخرى على الأزمات الداخلية والخارجية من خلال خلق مجال تنفس سياسي واقتصادي وجيوسياسي، وحتى استخدام المجال الإقليمي للمناطق العربية في الخليج الفارسي لضرب مصالح إيران. ومع ذلك، فإن التحالف العسكري الأمني مع الکيان الصهيوني تحت اسم الناتو العربي أو أي اسم آخر، لن يكون فعالاً لحماية المصالح الأمنية والدفاعية للدول العربية لأنه تحالف غير متجانس وغير عملي، كما أن التعاون العسكري والاستخباراتي والأمني ​​الشامل للتحالف السعودي الإماراتي مع الصهاينة في حرب اليمن، لم يحقق شيئًا يمنع هزيمة هذا التحالف. ثانياً، يتطلب تشكيل أنظمة الأمن الجماعي والتقارب الأمني ​​مستوىً عالياً من التماسك والتفاهم بين الأعضاء المكونين لتلك الأنظمة، حول التهديدات الأمنية وسبل التعامل معها. في الواقع، يعتبر دخول الدول في معاهدة دفاع مشتركة، الخطوة الأخيرة نحو التقارب الأمني. وهذا يعني أن الدول ربما تكون قد حددت مستوىً من العلاقات الأمنية والعسكرية، ولكن الدخول في معاهدة دفاع مشتركة يعني أن جميع أعضاء المعاهدة لديهم تعريف مشترك "للتهديد"، ونوع التهديد الذي قد يواجهونه. في الوقت نفسه، لا يوجد حاليًا تفاهم كامل بين دول مجلس التعاون حول تطبيع العلاقات مع الکيان الإسرائيلي، وإجراءات الکيان في سوريا ولبنان وفلسطين وعرقلة البرنامج النووي الإيراني. وثالثًا، يشكل هذا التحالف مخاطر أمنية واسعة النطاق على الأمن الإقليمي ودون الإقليمي(الخليج الفارسي)، نتيجة المواجهة المتزايدة بين الجمهورية الإسلامية وتل أبيب، ومن المؤكد أن تداعيات هذه الاستفزازات الأمريكية الصهيونية السعودية، ستصيب البلدان الأصغر في مجلس التعاون والاستقرار الإقليمي بشكل عام. إن التجربة الفاشلة لهزيمة الناتو في حربي أفغانستان والعراق، فضلاً عن خلق المخاطر الأمنية لأوكرانيا والاتحاد الأوروبي عقب القيادة الأمريكية لمنظمة حلف شمال الأطلسي، تشير إلى التكرار الحتمي لمصير أولئك الذين وقعوا في حفرة الأزمات الأمنية والعسكرية والإقليمية، للحكومات التي تستخدم إملاءات البيت الأبيض لمعالجة مشاكلهم الخارجية. مصدر : موقع الوقت
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك