التقارير

الحرب الروسية الاوكرانية- خيار الانتصار


علي فارس *||

 

*طالب الدراسات العليا في العلاقات الدولية

 

 وفقا للنظريات الثلاث (المثالية والواقعية والسلوكية)، سأتناول الأزمة الروسية الأوكرانية.. ابتداء من المعاهدة التي ابرمتها روسيا وأوكرانيا وحلف الناتو، والتي قضت بأن تكون اوكرانيا دولة محايدة وينزع منها سلاحها النووي، دون ان يكون لها الحق بالانضمام للناتو. إلا ان رئيس وزراء اوكرانيا زيلينسكي خالف هذه المعاهدة، وطالب بالانضمام الى حلف الناتو وتزويدهم بالسلاح بدون ان يكون انضمام رسمي.. ومن هذه اللحظة انطلقت شرارة الأزمة بين الدولتين.

 وبرفض اوكرانيا الرجوع الى الاتفاق الدولي الموقع بينهم، لم يكن أمام الرئيس بوتن خيارات متعددة، أما التوجه الى الامم المتحدة والتي فيها اطراف قوية من الناتو  مثل امريكا وبريطانيا وفرنسا، وأما التدخل العسكري وبلوغ الأهداف بالقوة.

سنحاول هنا قراءة الأزمة وفق النظريات الثلاث:

1- المثالية: حسب هذه النظرية فأن بوتن مدان لانه استخدم العنف والظلم والدمار، والتسبب بكوارث انسانية، لذلك يعتبر حل هذه الازمة على النحو الذي اختاره بوتن غير صحيح ومخالف للمعاير الاخلاقية.

2-  الواقعية: حسب هذه النظرية، فإن بوتن له الحق بالدفاع عن أمنه القومي، لان اوكرانيا ستتحول الى دولة تهدد الامن القومي الروسي ومن الصعب وقف خطرها، فضلا عن كونها خالفت الاتفاق المسبق بينهم.

3-  السلوكية: هذه النظرية تعطينا منهج، لماذا حصلت الحرب؟ و تدرس وتحلل شخصية صانع القرار، ومن هذه الشخصيات:

 أ- فلاديمير بوتن، وهو سياسي روسي وضابط مخابرات سابق وشخصية قوية لديه الخبرة في الحكم ولدية اطماع في اوكرانيا باعتبارها دولة مجاورة وكانت جزء من الاتحاد السوفيتي.

ب- زيلينسكي، وهو شخصية كوميدية غير ناضجة وممثل ليس لديه خلفية سياسية وعسكرية واستطاع الغرب والناتو ان يجذبوه الى المعسكر الغربي. كما أن زيلينسكي لم يدرس عواقب هذا الخطر وادخل اوكرانيا في مأزق.

ج- الناتو، قادة الناتو في هذه المرحلة هم ضعفاء امام بوتن وليسوا رجال حرب، وانما هم رجال سياسية، كما هو الحال مع شخصية بايدن التي رغم انها قويه وكبيرة من ناحية العمر والسياسة ولديه الخبرة لكنه من المعسكر الديمقراطي الذي يسمى بالحمائم الذين لا يخوضون الحروب بعكس الجمهورين. ومن صفات بايدن الغدر والطعن في الظهر وليس لديه القدرة على مواجهة بوتن على العكس من اي شخصية اخرى من الجمهوريين، وكذلك باقي قادة الناتو مثل ماكرون وبوريس جونسون.

اذن حسب النظرية السلوكية فأنه يوجد شخص لديه اطماع وزيليسكي وفر له الحجة، مع عدم وجود شخصيات قوية تدعمه او تقف في ظهره، فحصلت هدة الازمة.

اما الحل ، يوجد هناك سيناريوهين اثنين:

الاول- بعد سيطرة روسيا على اوكرانيا تقوم باجراء استفتاء للشعب الاوكراني للانضمام الى روسيا او البقاء دولة مستقلة، وهذا الاستفتاء يأتي تحت اشراف الحكومة الروسية، لذلك من المتوقع جدا ان يحصل هناك تزوير في نتائج الاستفتاء.

الثاني- ان لا تدخل القوات الروسية الى العاصمة كييف، وانما يستخدمون حصارها بالضغط على الحكومة الاوكرانية للدخول في مفاوضات قوية يحقق الروس من خلالها شروطهم، فترجع اوكرانيا دولة ضعيفة، يحرم عليها الدخول تحت عباءة الناتو، وهنا يكون بوتن قد خرج منتصرا بكامل أهدافه.. وهذا هو  السيناريو الافضل له.

من خلال قراءة شخصيات حسب نظرية السلوكيه استطعنا ان نحدد المشكلة، ونحدد الاسباب، ونتوقع المستقبل من خلال بحث مخرجات سيناريوهين، أحدهما ضعيف والآخر قوي.

ـــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك