د. رعد هادي جبارة ||
الحرب الطاحنة الدموية الجارية على الاراضي الاوكرانية لاينبغي أن تثير في الضمير العالمي سوى الأسى و الألم، و لن تسفر سوى عن سفك الدماء، و نشر،الدمار وتشريد عشرات الالاف من العوائل المسكينة ، داخل البلاد و خارجها، و انهدام ما بناه أبناء الشعب الاوكراني جيلاً بعد جيل، و طيلة قرون ،و تخريب الدولة خلال أيام، إذ يتحول البلد العامر المزدهر الى أكوام من الركام والانقاض والرماد و التراب ،ناهيك عن آلاف الشباب القتلى والجرحى، بلا طائل ولا داعٍ.
لماذا يقع الشعب الاوكراني ضحية لجنون العظمة و المطامع السياسية و المنافسات الدنيوية و المناكفات الشخصية لدى فلاديمير الروسي وفلوديمير الاوكراني و جو الامريكي .
لقد وجدنا فلوديمير اليهودي تظهر لديه نزعات الاستقواء بالناتو وامريكا لكي يغدو خنجراً في خاصرة روسيا، بحيث يرى فلاديمير الروسي انه لا يمكن ان يتحمل بروز علائم القوة لدى بلد جار له، هو أصغر منه مساحةً و أقل سكاناً وتسليحاً.
وهنا ينتهز جو الامريكي الفرصة لكي يُضعف خصمَه الروسي ، ويستدرجه للقتال كي يستنزف طاقاته الاقتصادية، ويكبّده خسائر عسكرية، ويفرض عليه عقوبات اقتصادية قاسية، و يوقف تصدير غازه الى اوروبا، والذي يعود على موسكو بمئات المليارات من الدولارات.
و ها هي الفرصة سانحة لجو كي يزود فلوديمير بصواريخ فتاكة ،وقذائف مضادة للدبابات و الدروع و الطائرات.
وفي الوقت نفسه؛ يسارع بوريس اللندني فيبعث الآلاف من قذائف وقاذفات "جافلين"، طيلة اسابيع، عبر جسر جوي لكييف، نكايةً بخصمه فلاديمير.
ترى؛هل كان الشعب الاوكراني بحاجة الى 90 طناً من الاسلحة الامريكية قيمتها 2700 مليون دولار ليتورط في حربٍ عبثية؟ أم كان بحاجة الى المليارات تلك لتحسين أوضاعه المعيشية و الصحية و الخدمية و التعليمية ؟
وهل كان الاولى بفلاديمير الروسي أن يغزو جاره غدراً، ويضحّي بجنوده عبثاً، لتبقى جثامينهم في البراري الاوكرانية،وجثامين قتلى الأوكرانيين ،وكلهم حطب المحرقة، الذين دفعوا ثمن جنون العظمة لدى ؛
فلاديمير الروسي
و فلوديمير الاوكراني
و بوريس البريطاني
و جو الامريكي
و ايمانويل الفرنسي .
وقد فعلها قبلهم صدام التكريتي فزجّ بالجيش العراقي في حروب خاسرة مدمرة، داخلية ضد شعبه تارةً، وخارجية ضد جيرانه المسلمين في إيران و الكويت،تارة أخرى،بدفع من حكام طغاة في المنطقة وخارجها، و أدى جنون العظمة لديه الى تدمير البنى التحتية واحراق المدن الآمنة في أنحاء العراق و الكويت و ايران، و سقوط مليوني شهيد من الابرياء ،مدنيين و عسكريين، وبقي العراق يدفع غرامات طيش صدام الى المتضررين من غزوه للكويت منذ 1991 حتى 2022 وهي تعويضات ظالمة بلغت 52 ملياراً و 400 مليون دولار. بموجب القرار 687.
مع الأسف؛
الشعب في كل زمان و مكان هو الضحية؛ ضحية طيش الحكام الطغاة الساعين لفتل عضلاتهم على الاخرين.
قال تعالى في الاية 112 من سورة النحل:
{وَضَرَبَ اللهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللهِ فَأَذَاقَهَا اللهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَ الْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ}
وفي الآية16 من سورة الاسراء:
{وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدمِيرًا}
☆باحث سياسي واستراتيجي
🔰🔰🔰🔰🔰