هادي بدر الكعبي ||
أولا/ المقدمة:
ثمة تساؤلات عديدة تثار حول مغزى عودة الهجمات الإرهابية من قبل تنظيم داعش الى العراق في الوقت الراهن تزامنا مع موعد خروج القوات الأمريكية وأزمة نتائج الانتخابات وجهود القوى السياسية في تشكيل التحالفات لاجل تشكيل الكتلة الأكبر التي تأخذ على عاتقها مسئولية تشكيل الحكومة.
ونحن نحاول الاستعراض في هذه السطور بيان اسباب توقيت تصاعد حدة هذه العمليات والنتائج المترتبة بازائها على المشهد السياسي العراقي برمته.
ثانيا/ التوقيت:
ربما يمكن القول أن داعش اختار توقيت العمليات الإرهابية الأخيرة في شمال العراق وبعض المناطق الأخرى لاعتبارات رئيسية تتمثل في:
1- يسعى تنظيم داعش الى اثبات تواجده على الساحة عبر شنه العديد من الهجمات سواء في شمال العراق او غيرها في بعض المناطق الاخرى، وايضا لاظهار قوته ونفوذه واثبات قدرته على تجاوز الإجراءات الأمنية المتبعة في استهدافه وتتبع عناصره.
2- مضاعفة الضغوط على القوات الامنية واثبات ضعفها واحراجها،وتوفير الذرائع لاستهداف بعض القيادات الأمنية في إجراءات تغيرات تطال مواقعهم الأمنية.
3- التأثير على المشهد السياسي العراقي لاسيما وان تلك العمليات تأتي متزامنة مع قرب موعد خروج القوات الأجنبية من البلاد وايضا تزامنها مع الانسداد السياسي الذي تعاني منه الساحة السياسية في العراق،وبالتالي يمكن القول أن داعش اختارت توقيت تلك العمليات لكي توجه رسالة إلى الداخل العراقي مفادها بأن العراق سيشهد المزيد من عودة مسلسل العنف والفوضى وعدم الاستقرار السياسي والأمني مع بقاء المواقف المطالبة بخروج القوات الأمريكية من العراق ورفض تمرير مؤامرة نتائج الانتخابات.
4- يعاني مصطفى الكاظمي من عزلة سياسية وانعدام حظوظه في تجديد الولاية الثانية له وبالتالي لم يعد أمامه من خيارات أخرى للحصول على رئاسة الحكومة سوى النجاح في توظيف ورقة الملف الأمني لتوسيع الدعم الخارجي والمحلي له في إعادة تنصيبه مجددا في العراق.
5- ان سر توقيت التهويل الاعلامي الذي يحصل الآن من قبل بعض الأطراف الكردية إزاء العمليات الإرهابية التي حصلت مؤخرا في شمال العراق هو لأجل إيجاد المبررات لإعادة البيشمركة إلى المناطق المتنازع عليها قبيل تشكيل الحكومة الجديدة لكي تكون ورقة ضغط من أجل المساومة والابتزاز ضد الأطراف السياسية الأخرى، وايضا للتوسع في بعض المحافظات بحجة مواجهة الإرهاب الداعشي.
6- ترتبط العمليات الإرهابية الأخيرة برغبة القوات الأمريكية في توفير قناعات لدى الرأي العام وبعض الأطراف السياسية بعجز العراق عن توفير الحماية اللازمة له دون توفير الحماية له من القوات الأمريكية التي تريد بعض الأطراف خروجهم من البلاد.
ثالثا/النتائج:
1- محاولة إيجاد المبررات لبقاء القوات الأجنبية ولاسيما الأمريكية وتكريس وجودها كأمر واقعي في العراق وافشال مساعي انسحابهم وذلك بإيجاد الذرائع نتيجة الوضع الأمني وتداعياته السلبية.
2- إدخال ورقة الملف الأمني في رسم صورة المعادلة السياسية القادمة وجعلها بيد بعض القوى السياسية لكي تفرض شروطها على الواقع السياسي.
3- إعادة زيادة مظاهر القلق وعدم الشعور بالامان بين أفراد المجتمع وارتفاع التوتر الاجتماعي لاسيما في ظل الأوضاع السياسية الراهنة التي يعاني منها العراق.
4- زيادة عوامل الشك وفقدان الثقة في استتباب الأمن والقضاء على داعش والجماعات الإرهابية الأخرى لدى البعض من فئات المجتمع العراقي.
5- محاولة أشغال الأطراف المعنية بمواجهة تلك الجماعات أو التنظيمات واستنزافها امنيا وبشريا من خلال صد تلك الهجمات الإرهابية التي تقوم بها تلك الجماعات.
6- توظيف تلك الهجمات سياسيا من قبل بعض القوى السياسية والشخصيات الحكومية والحزبية كما يفعل الكرد الآن بجعلها ورقة ضغط في المفاوضات السياسية،وايضا ما يفعله الكاظمي الذي يعمل على توظيفها لأجل إعادة تدويره في منصب رئاسة الحكومة من جديد،ولا تقف النوبه عند هذا الحد بل تصل الى سعي بعض الكتل السياسية بمغازلة أطراف دولية بوصف الهجمات الداعشية بالسياسية لأجل الحصول على موقع رئاسة الحكومة.
7- محاولة إيجاد بؤر يتم الانطلاق منها لاحقا لأجل التمدد الجغرافي على بعض المناطق التي تم زرع بعض الخلايا الإرهابية فيها.
8- يحاول تنظيم داعش عبر تنفيذ هذه الهجمات أن يؤكد قدرته على احتواء كافة التداعيات التي تعرض لها في العراق وبقية البلدان وانه مازال تنظيما غير مفككا ولا ضعيفا.
https://telegram.me/buratha