* دز إسماعيل النجار ||
إنعَدَمَت الثقة بين أوروبا والولايات المتحدة الأميركية، والتجربة أكبر برهان وما حصل في أفغانستان أكَّدَ مخاوف أميركا من ولوج القارة العجوز عتبة الطلاق معها بسبب إنفرادها بالقرارات السياسية والعسكرية وعدم إعلامهما بأي قرار يُتَّخَذ، وتجربة افغانستان كان أكبر برهان على ذلك،
الخلافات الأوروبية الأميركية طَفَت على السطح منذ سنوات ليست ببعيدة وبآنت إختلافات وجهات النظر في الكثير من القضايا الدولية على رأسها ليبيا ولبنان والقضية الفلسطينية بكل تفاصيلها وعدم إحترام مصالح الشركاء الأوروبيين كما حصلَ مع شركة توتال في لبنان،
والفصل الأخير من الغطرسة والتعالي الأميركي كانت ساعة الصفر التي حددتها للإنسحاب من أفغانستان الذي لَم يتم تبليغ توقيته الى حلف الناتو إلا من خلال الإعلام؟
ويعتَبَر تصرف واشنطن غريب وغير منطقي ومستهجَن.
إن تراكم التناقضات والخلافات السياسية الكبيرة بين القارة العجوز والولايات المتحدة الأميركية دفعَ بالأوروبيين وعلى رأسهم الفرنسيين والألمان الى التفكير جدياََ الى الاعتماد على النفس وبناء قوة عسكرية اوروبية مُوَحدَة لحماية أمنها القومي والأستراتيجي.
[ ألمانيا التي تعتمد بشكل كُلِّي على الحماية الأميركية كانت أكثر المتضررين من الإنسحاب الأميركي من أفغانستان من دون تنسيق معها ومن المزاجية السياسية التي تتعاطىَ فيها أميركا مع الدوَل الأوروبية وكأنها دوَل تابعه وليست دُوَل عُظمَىَ أو حليفة.
لإن تَرك أفغانستان بهذه الطريقة ومن دون حسابات مستقبلية مع هذا الكَم الهائل من الأسلحة المتطورة والعتاد العسكري سيشكل مستقبلاََ خطراََ كبيراََ على الأمن القومي الأوروبي والدول المحيطة بأفغانستان.
فرنسا الدولة العظمَىَ والقائد السياسي َالعسكري لدوَل الإتحاد الأوروبي متضررة جداََ من سياسات واشنطن في المنطقة برُمَّتها، بدءََ من إيران حيث انها أنسحبت إدارة ترامب من الإتفاق النووي وفرضت عقوبات على طهران وتم إحراج فرنسا بعد ممارسة ضغوطات كبيرة عليها أجبرَتها على سحب شركاتها من ايران،
كما تضررت مصالح فرنسا في العراق واليَمن بسبب الحرب الدولية عليها وإجبار باريس أن تكون شريك أساسي فيها الأمر الذي مرَغَ سمعتها واصبح سجلها حافل بالمشاركة بجرائم ضد الإنسانية خلال سبع سنوات.
أيضاََ مصالح فرنسا تضررت في سورية، وفي لبنان ظهرت الخلافات الأميركية الفرنسية الى العلن بسبب الضغوطات التي تمارسها واشنطن عليه والمسؤولين فيه لمنعهم من تشكيل حكومة جامعه يشارك فيها حزب الله ونتيجة الحصار وقانون قيصر.
باريس تبحث عن مخارج نهائيه للشراكة مع واشنطن وتبحث عن استقلالية لتستعيد ثقتها بنفسها كدولة عظمىَ وعضو دائم في مجلس الأمن ولكي تعود بقوة الى الساحة الدولية وتمسح عن جبينها عار الجرائم التي ارتكبها الإرهابيين في اليمن وسورية وليبيا وكانت شريك فيها.
#الطلاقأصبحَقريب_
* د. إسماعيل النجار / لبنان ـ بيروت
8/9/2021