ناجي الغزي/ كاتب سياسي ||
انطلقت يوم أمس الخميس الموافق 19 آب 2021 في العاصمة البريطانية لندن، من منطقة ماربل آرش مرورا بشارع أكسفورد حتى ساحة ميدان ترفلغار مسيرة حسينية حاشدة شارك فيها آلاف المسلمين من أبناء الجالية الشيعية وأتباع أهل البيت (عليهم السلام) من جميع الدول العربية والعالمية, لاحياء ذكرى يوم العاشر من محرم. وهو اليوم الذي أستشهد به أبي عبد الله الحسين وأولاده وأصحابه (عليهم السلام) على يد أشرس طغاة الارض يزيد بن معاوية وعبيد الله بن مرجانه لعنهم الله.
وشهدت المسيرة مراسيم العزاء وقراءة المقتل الحسيني الذي أقيم بعد صلاة الظهر بإمامة فضيلة (الشيخ آية الله فاضل المالكي) وبحضور كبير من قبل الجالية الاسلامية من الرجال والنساء والاطفال,, وكان المشهد تراجيدي الى حد كبير تفوح منه رائحة الحزن وعبير الدمعة وعظيم المواساة ولبس السواد وحمل الرايات والاعلام المطرزة بعبارات حفرت على مر الدهور والعصور باسم الامام الحسين واخيه العباس (عليهما السلام).
وحضر للمسيرة جمع كبير من العلماء والفضلاء ووكلاء المراجع العظام، وعدد كبير من المثقفين والاكاديميين من ابناء الجالية العراقية والعربية. وهذه المسيرة تعتبر هي الاكبر في العالم عامة وعلى مستوى أوربا خاصة. وهي مسيرة سنوية تقام من قبل المجلس الحسيني في لندن الذي أسس لها خلال أربعين عام.
وتحدث في المسيرة عدد من الخطباء باللغتين العربية والانكليزية، عن ثورة الامام الحسين (عليه السلام) واهداف نهضتها الحسينية الخالدة وابعادها الفكرية والتربوية والانسانية. وقد قطع المؤمنون بقضية الامام الحسين (عليه السلام) سيرا على الاقدام لاكثر من 5 ميل سيرا على الاقدام يمثلون مارثون حسيني كبير وسط لندن. وقد جسدت المسيرة ملامح من (واقعة الطف) الأليمة، تتقدمها نسخ من هياكل شباك ضريح الإمام الحسين وأخيه العباس (عليهما السلام)
وقد أعلن الحاج (محمد عبد الرسول البلاغي) المسؤول عن المجلس الحسيني أن اعداد المشاركين في المسيرة من المؤمنين والمحبين والمعزين من مختلف الجنسيات العربية والأجنبية لاحياءً ذكرى يوم العاشر من عاشوراء تجاوزت أكثر من مئة وخمسة عشرون الف شخص. وأضاف البلاغي: أن الغاية من المسيرة السنوية هي تقديم الامام الحسين (عليه السلام) للغرب إنموذج للانسانية وقيمها المعرفية, وتعريف العالم بقضية الحسين ونهضته الفكرية ومبادئه الانسانية, ومنهج وثقافة أهل البيت (عليهم السلام) في العدل والمساواة والتعايش مع كل الاديان والطوائف.
وقد شاركت أبناء الجالية الشيعية عامة والعراقية خاصة في توزيع المواد الغذائية بانواعها في المسيرة. وكذلك توزيع المنشورات والمطبوعات التي تعرف الاخرين بشخصية الامام الحسين (عليه السلام) وملحمة الطف الخالدة باللغة الانكليزية. وكان تفاعلا واضحا من قبل المجتمع البريطاني مع القضية الحسينية من قبل المواطنين, والسلطات الحكومية التي هيأت كافة المستلزمات الامنية واللوجستية من رجال الشرطة والحراسات والطائرات وسيارات الاسعاف وغيرها. فضلا عن الحضور الواضح للاعلام العراقي والعربي والاجنبي الذي حضر المسيرة ووثق لحظاتها وأحزانها, وقد إمتازت المسيرة بحضورها الكمي والنوعي وتريبها المنظم والمنتظم وسلميتها وسلامتها المعهودة وبإشراف حريص ومختص.
ـــــــــ
https://telegram.me/buratha