✍️ * د. إسماعيل النجار ||
🔰 لا نريد أن نتحدث بإنفعال، ونحنُ نعلم أن أهل مَكَّة أدرَىَ بشعابها، ولكن لنا الحق كمواطنين عرب أن نسأل،
[ وهُوَ سؤالٌ بديهي لأننا عندما نخوض معركة ندفع ثمنها ألآف الشهداء والجرحى وتدمير ما يحتاج إلى أكثر من ملياري دولار لإعادة الإعمار،
وعندما تكون المعركة عنوانها حماية المدينة المقدسة والمقدسيين وعدم السماح للصهاينة بطردهم من منازلهم أو تفريغها من سكانها الأصليين بالهدم أو بالمصادرة او بأيَّة وسائل أخرىَ.
وبما أن الهدف الثاني من المعركة حسب بيان قيادة حماس هوَ حماية الأقصى من اعتداءآت المستوطنين والشرطة الصهيونية وعدم السماح بإستباحته مجدداََ،
[هنا أصبحَ لِزاماََ علينا أن نقف أمام تلك المطالب التي أعلنتها فصائل المقاومَة من دون أي عودة للوراء مهما بلغت التضحيات،
ويجب أن لا يعتاد العدو على خداعنا ونبقى صامتين؟
[ بدليل أنه بعد سبع ساعات بالتمام والكمال من إعلان وقف إطلاق النار بين غزة وتل أبيب برعاية مصرية ومن دون الإعلان عن أي إتفاق مكتوب سوَىَ وقف النار فقط! مما يدل على أن هناك قطبة مخفية لَم يُحكَى عنها بتاتاََ، قامت الشرطة الصهيونية بإقتحام باحات المسجد الأقصى واعتقال ٦٢ مواطن فلسطيني، وهدمت منزلين في أحد أحياء القدس القديمة خارج حي الشيخ جَرَّاح! بعد سبعة ساعات بالضبط!
[وأستمَرت الإعتداءآت الصهيونية بلا توقُف بشكل مترافق مع تهديدات عالية النبرَة من قيادات الجيش الرفيعه والقيادة السياسية الحاكمة.
[ بعدما تم وقف اطلاق النار في تمام الساعة الثانية فجر يوم الجمعه الموافق ٢٢ أيار ٢٠٢١،
إنبَرَت الفضائيات الفلسطينية والعربية الى الحديث عن معركة سيف القدس وانجازاتها وكنا جداََ مسرورين بأن المقاومة لقنت العدو الصهيوني درساََ لن ينساه وأوصلت للعالم الداعم لتل أبيب رسائل كنا نتمنى إبلاغهم إياها منذ زمن.
[ لكن كيف وُظِّفَت نتائج المعركة سياسياََ؟.
حتماََ لَم تُوَظَف لأن وقف اطلاق النار جاءَ بضغط أميركي مصري رضخت تحته حركة حماس من دون أي إتفاق أو اي التزام صهيوني بعدم تكرار ما حصل بحي الشيخ جرَّاح،
وربما أن تل أبيب أعطت وعود شفهية لم تُنَفَذ،
وانتهت الى ما اسلفت ذكره من هدم للمنازل واقتحام باحات المسجد الأقصى مجدداََ خلال وقت قصير من تنفيذ قرار وقف النار،
كإثبات قوي من حكومة نتانياهو للمستوطنين بأنه لم يلتزم بشيء ولن يلتزم وطلعت براس ٢٦٤ شهيد و٧٠٠ جريح ومعهم مَن هُدِمَت منازلهم، ليرضىَ السيسي وجهاز مخابراته وترضَىَ تل أبيب.
[وفضائيات الحلف المقاوم لا زالت تتحدث عن معركة سيف القدس وإنجازاتها!
كيف هذا؟...وبالأمس أمَرَت اسرائيل ثماني عائلات فلسطينية في القدس الشرقيه بوجوب إخلاء منازلهم لهدمها بحجة بناؤها من دون ترخيص، وطلبت منهم هدمها بأنفسهم وإلَّا ستقوم الشرطة والبلدية بهدمها وتغريمهم مبلغ مائتَي الف شيكل بدل استخدام معداتها،
[ رضَخ أصحاب المنازل الفلسطينيين ونفذوا التعليمات فأخلوا البيوت وبدأَوا بهدمها بأيديهم في أكبر عملية ذُل للمقدسيين في التاريخ!
**أين نتائج معركة سيف القدس؟
**أين شعارات قيادة حماس التي اطلقوها؟
[ربما قد ينزعج البعض من الأسلوب الذي أطرح بهِ الموضوع،
ولكن ما يهم هو توضيح الأمر الذي حصل بِحَد ذاته،
[ إلى مَتى سنبقى نتحدث عن نصر لم يحقق لنا نتائج سوَىَ رعب المستوطنين، وشَل الإقتصاد بشكل مؤقَت،
وأوصلَ رسالة للقيادات العسكرية والسياسية بأن ما حصل هوَ سيناريو مُصَغَر عن الحرب الكُبرَى التي تنتظركم،
[ بينما الأهداف الحقيقية الأخرى للمعركة والتي هي ذات أهمية كُبرَىَ لم تتحقق بسبب رضوخ الفصائل في غزة لضغوطات السيسي ومخابراته؟!
**إنَّ مَن يقبل الحوار مع العدو بالمباشر أو غير المباشر أو يقبل بأي وساطة عبر عملائه كالسيسي وغيره هوَ كَمَن يحفر قبره ويرسم نهايته بيده.
[ على الإخوة في حركة حماس أن يدافعوا عن المقدسيين قولاََ وفعلاََ وأن يرسموا معادلة جديدة معناها كل منزل يُهدَم في القدس، يقابله معركة سيف قدس جديده متطورة أكثر وأكبر.
القدس خط أحمر والمقدسيين روحها وحياتها لا تتجاهلوها بالفعل وتطالبون بها فقط في الاعلام!
✍️ * د. إسماعيل النجار / لبنان ـ بيرروت
14/7/2021
https://telegram.me/buratha