✍️ * د. إسماعيل النجار ||
🔰 {هذا المقال نشرته في وقت سابق بتاريخ 16/4/2021 وأعيد نشره اليوم للتذكير بما قلت؟ وهآ نحن اليوم بدأنا نعيشه في حرب غزة الحالية}
🔰 حركَة المقاومة الإسلامية حماس، واحدة من أكبر الحركات التحررية الإسلامية في فلسطين وخارجها، بَرَز إسمها على الساحة الفلسطينية في شهر ديسمبر ١٩٨٧ مع إنطلاق الإنتفاضة الفلسطينية الأولى، وكانت قدَ عَرٍَفَت عن نفسها كجناح من أجنحة الإخوان المسلمين في فلسطين ولكنها في الحقيقة أحد أشكال المقاومة التي قرر الفلسطينيون تبنيها ضمن مشوار العمل المقاوم التاريخي الطويل لهم.
**عَرَّفَت حماس عن هويتها الأيديولوجية وطرحها السياسي والفكري أنها حركة جهادية تستند إلى تعاليم الإسلام وتراثه الفقهي، وتؤمن بتوسيع دائرَة الصراع ضد المشروع الصهيوني ليشمل الإطارين العربي والإسلامي إيماناً منها بأن فلسطين هيَ قضية كل الشرفاء في العالم مسلمين ومسيحيين وأن القدس هي مهد الأديان الثلاث التي يحاول الصهاينة تحويلها إلى مدينة يهودية صهيونية فاقدة لحلاوة العيش المشترك بين أطراف الأديان السماوية الثلاث.
**تؤمن الحركة بأن الصراع مع العدو الصهيوني هو صراع حضاري مصيري ذات أبعاد عقائدية وجودية،
وحدَّدَت أهدافها الرئيسية والإستراتيجية أهمها تحرير كافة الأراضي الفلسطينية من البحر إلى النهر وإقامة دولة إسلامية على تراب فلسطين،
**لَم تؤمن حركة حماس بالعمل السياسي من داخل منظمة التحرير الفلسطينية رغم إحترامها الكبير لها، ورفضت الإنضمام إليها إلَّا بشَرط إذا وقعَت هذه المنظمة معها إتفاقاً تتعهد فيه بعدم التفريط بأي شبر من أرض فلسطين التاريخية ورفض الإعتراف بالكيان الصهيوني الأمر الذي رفضته قيادة منظمة التحرير الملتزمَة بالتفاوض مع الكيان الغاصب وتبنِّي حَل الدولتين.
**إهتَمَّت الحركة بقوَة بعمقها الإسلامي والعربي وجاهدت للحفاظ على هويتها الإسلامية والعربية وأجرَت إتصالات مع دُوَل مجلس التعاون الخليجي الذي فَرَضَ عليها شروطاً قاسية مقابل تبنيها كحركة إسلامية تحررية وكان لا بُد للحركة من التنازل قليلاً لكي لا تتعرَّىَ من محيطها التي طالما أعتبرته ثوبها الدافئ ومظلتها الدولية الشرعية،
**تَبَنَّت الجمهورية الإسلامية الحركة ودعمتها بكُل ما أؤتيَت من قوَّة وقدمت لها كل أشكال الدعم المادي والسياسي والعسكري والإعلامي، من دون أي قَيد أو شرط،
[أيضاً تَلَقَّت حماس دعماً واسعاً من دمشق التي إحتَضَنت كبار قادتها وفتحت لهم أبواب سوريا على مصراعيها من دون أي قيد أو شرط، وبقيَت الأمور على حالها حتى عام ٢٠١١ تاريخ إنطلاق شرارة الخريف الصهيوني العربي وكانت دمشق واحدة من بين أهدافه الرئيسية حيث تساقطت الأنظمة العربية وهَوَت خلال ثلاثة شهور وأصبحَ قادتها الدكتاتوريين بين قتيلٍ وسجينٍ ولاجئ خارج البلاد.
**إلَّا سوريا الأسد التي قررَ رئيسها الحفاظ على الدولة وأمن وسلامة المؤسسات التي أستهدفها الإرهابيون وإندلعت المعارك في شوارع دمشق ومحيطها، فكان لحركة حماس موقفاً سلبياً من اللذين إحتضنوهم وأعطوهم الأمان وقرروا الوقوف مع المشروع القطري السعودي الأميركي وساهموا بقتال الجيش العربي السوري على الأرض السورية من خلال وجود المخيمات الفلسطينية داخل العاصمة وخارجها وكان مخيم اليرموك أحد ساحات القتال سيطرت حركة حماس على قسم كبير منه.
**تراجعَت درجة حرارة العلاقات بين طهران وحماس،
وبيروت وحماس، من دون أن تنقطع الإتصالات كلياً بسبب تواصل الكثير من القيادات الحمساوية مع الطرفين الإيراني واللبناني رافضين إنخراط الحركة في الصراع السوري الداخلي ومواقف رئيس الحركة {خالد مشعل} المقيم في قطر،
**بينما إنقطعت العلاقات كلياً مع دمشق وأصبَحَت الأمور معقدة جداً بين الطرفين.
**لَم تَكُن تتوقَّع حماس بعد مغادرتها دمشق وإحتضار العلاقة مع طهران وحزب الله أنها ستكون في موقفٍ صعب من خلال الضغوطات الخليجية التي مورِسَت عليها بهدف تقديم تنازلات والقبول بحَل الدولتين الذي يعني بقاموسها إعتراف بإسرائيل، ثمَ تأكدَت بإن مشروع التطبيع قائم فحاولت الحركة أن تخرج من أزمتها من خلال التوازن بين المحورين العدوين لتُبقي حماس لها قدماً في طهران وأُخرَى في الرياض،
لكن الأخيرة كانت قاسية كثيراً ورفضت معها الحلول الوسط، وضغطت بما يكفي لإخراج الحركة من السعودية وقامت باعتقال مسؤوليها الأمر الذي تلقفته أنقرة وسارعت الى إستقبال قادة حماس وتبنت دعمها سياسياً،
**بدأت الأمور تتحسن تدريجياً مع طهران بعد عزل خالد مشعل وتعيين إسماعيل هنية،
فتقبلت طهران وحزب الله الأمر لكن سورية بقيت على موقفها الرافض لعودة الحركة الى دمشق رغم وساطة السيد حسن نصرالله، فتُرِك الأمر للأيام ولتغيير الظروف السياسية والعسكرية في المنطقة.
🔰 بعد الدخول التركي إلى قطر إثر الخلاف السعودي مع الدوحَة وإخراج الرياض من معادلة الحل في سوريا، ودخول اردوغان الساحة الليبية كلاعب رئيسي بقوة،
وبعد المصالحة السعودية القطرية (المسيارة) والتقارب السعودي المصري التركي، وإحتدام الصراع بين إسرائيل والجمهورية الإسلامية الإيرانية وإحتمال حصول مواجهة مباشرة شاملة بينهما،
**فوجئ الجميع بإنتخاب خالد مشعل مسؤولاً لحركة حماس خارج فلسطين بالكامل،
وتسربَت معلومات عن ضغوط تركية كبيرة لأجل تحقيق ذلك الأمر الذي يشير إلى أن صراعاً سياسياً متحكماً بقيادة الحركة في الداخل والخارج بين طرفين بارزين يشكل محمود الزهار ويحي السنوار ومحمد الضيف وصالح العاروري وغيرهما مجموعة صقور طهران الأقوياء داخل الحركة،
**مِمَّا يشير أيضاََ إلى توجُه حماس نحو قرارين متناقضين أحدهما خارجي والثاني داخلي بعد إنتخاب مشعل مسؤولاً عن الحركة في الخارج،
هنا بدأنا نسأل هل ستذهب أنقرة وقطر من خلال مشروعها لشق صفوف حركة حماس وإضعافها تنفيذاً لأجندات أميركية صهيونية تهدف إلى ترويضها وتدجينها داخل منظمة التحرير؟
🔰 الأمر يعود إلى شرفاء الحركة اللذين نضع بين أيديهم أمانة وحدة الحركة والفصائل كمواطنين مؤيدين للقضية الفلسطينية.
✍️ *د. إسماعيل النجار/ لبنان ـ بيروت
https://telegram.me/buratha