عادل الجبوري ||
اكتفت وكالة الأنباء الأردنية “بترا” بالإفصاح عن أسماء شخصين فقط من بين عشرات المعتقلين الذي تم إلقاء القبض عليهم مساء السبت، فيما لم تكشف عن أي تفاصيل تتعلق بأسباب الاعتقال، ولا التحقيقات التي تجريها الأمنية معهما، والتي أدت إلى اعتقالهما ومعهما عشرات آخرون، في حملة اعتقالات غير مسبوقة تشهدها المملكة.
وأعلنت الوكالة الرسمية أن الأجهزة الأمنية اعتقلت مواطنين أردنيين هما: الشريف حسن بن زيد وباسم عوض الله، وآخرين، واكتفت بالإشارة إلى أن الاعتقال تم “لأسباب أمنية”.
ورغم أن العديد من وسائل الإعلام والنشطاء على شبكات التواصل الاجتماعي نشروا أسماء عدد من المعتقلين الآخرين، وجميعهم من الشخصيات الأمنية والعسكرية المهمة، إلا أن الأبرز من بين هؤلاء هما عوض الله وبن زيد، إضافة إلى الأمير حمزة بن الحسين، وهو الأخ غير الشقيق للملك عبد الله الثاني، الذي فرضت عليه قوات الأمن الإقامة الجبرية داخل منزله، ومنعته من التواصل مع العالم الخارجي، بحسب ما أعلن في فيديو صوره بهاتفه النقال، وبعث به إلى الخارج من داخل منزله في العاصمة الأردنية عمان.
وكان الشريف حسن بن زيد يشغل في السابق منصب المبعوث الخاص لجلالة الملك عبد الله إلى السعودية. أما الدكتور باسم عوض الله، فكان في العام 2007 رئيسا للديوان الملكي الهاشمي، قبل أن يتم إعفاؤه من هذا المنصب بعد أقل من عام واحد، وقبلها كان مديرا لمكتب الملك عبد الله، وكان يسود الاعتقاد بأنه أحد أبرز المؤثرين في صناعة القرار بالأردن.
وبحسب المعلومات الواردة من مصادر متعددة، فإن الرجلين المعتقلين تجمعهما علاقات وثيقة بالسعودية، كما يسود الاعتقاد لدى الكثيرين في الأردن بأن كلا منهما يحمل الجنسية السعودية، أو لديه جواز سفر سعودي على الأقل، إلى جانب الجنسية الأردنية.
وقالت مواقع إخبارية محلية في الأردن إن “الشريف حسن بن زيد آل ناصر من الأشراف الهاشميين، مقيم بالسعودية، وله استثمارات هناك، ويحمل الجوازين الأردني والسعودي”.
أما الدكتور عوض الله، فتتحدث مصادر عديدة متطابقة بأنه أمضى سنواته الأخيرة في العمل مستشارا لدى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، كما أنه أحد مهندسي عملية خصخصة شركة “أرامكو” السعودية العملاقة، حيث ظهر عوض الله مع ابن سلمان في المنتدى الاستثماري السنوي الذي انعقد في الرياض، والذي يحمل اسم (The Future Investment Initiative).
كما أن عوض الله غادر الأردن بعد أن ترك الديوان الملكي، وانتقل إلى دبي في دولة الإمارات، التي أسس فيها شركة “طموح”، كما أنه يقيم شبكة من العلاقات التجارية العملاقة، من بينها عضويته في مجلس إدارة مجموعة البركة المصرفية في البحرين.
وبحسب بيانات فان لدى عوض الله شراكة كبيرة مع رجال أعمال سعوديين في البنك العربي الوطني، كما أن عوض الله مسجل لدى السلطات البريطانية كمدير تنفيذي لفرع البنك في لندن، ومعه عدد من الشركاء السعوديين.
وباسم إبراهيم يوسف عوض الله، المولود في كانون الثاني/ يناير 1964، كان موضعا للجدل في الأردن، قبل أن يتم إعفاؤه من كافة مناصبه السياسية.
وتأتي التطورات الأخيرة في الأردن بعد أقل من شهر واحد على زيارة مفاجئة لملك الأردن إلى الرياض، حيث اكتفى الديوان الملكي الأردني بالقول إن الملك غادر في زيارة إلى المملكة العربية السعودية يرافقه ولي العهد الأمير الحسين، وذكر على موقعه الإلكتروني أن الأمير فيصل بن الحسين أدى اليمين الدستورية نائبا للملك، فيما لم يعط الديوان الملكي أي تفاصيل عن تلك الزيارة.
تفاعلات الاحداث الاخيرة في الاردن يمكن ان تحدث اهتزازات كبيرة في خارطة العلاقات والاصطفافات الاقليمية في المنطقة، لاسيما وان البصمات السعودية واضحة فيما جرى ..
https://telegram.me/buratha