متابعة ـ شغاف كاظم الموسوي||
بحزمة أزمات سياسية، يطوي البيت الأبيض صفحة السنوات الأربع للرئيس دونالد ترامب المنتهية ولايته، ليستقبل خلفه الديمقراطي جو بادين رئيسا جديدا للولايات المتحدة.
واليوم الأربعاء، يتولى بايدن منصبه رسميا عقب أداء اليمين الدستورية، ليكون الرئيس الـ46 للبيت الأبيض، وسط أجواء سياسية داخلية ملبدة بالغيوم، وفق مراقبين.
وخلال الأشهر الماضية، شهدت الولايات المتحدة جدلا واسعا وأحداثا عصيبة، إثر اتهام ترامب بتزوير الانتخابات الرئاسية، انتهى مطافها بحادث اقتحام الكونغرس الأمريكي، في سابقة تاريخية.
ومع التعزيزات الأمنية الأخيرة، بدا وسط العاصمة الأمريكية واشنطن، كأنه حصن منيع، استعدادا لتنصيب بايدن رئيساً للولايات المتحدة، في مراسم تجرى تحت مراقبة أمنية مشددة.
v اقتحام الكونغرس
وكانت استطلاعات رأي أمريكية، قد ذكرت أن أكثر من 80 بالمئة من الجمهوريين “يؤمنون بوقوع تزوير في عملية الانتخابات” التي جرت في نوفمبر/تشرين ثاني 2020.
وفي مثل هذه الأجواء، بينما تم فرز أصوات مندوبي الولايات في الجلسة المشتركة بالكونغرس في 6 يناير/ كانون ثان الجاري، اقتحم مئات من أنصار ترامب مقر الكونغرس، في سابقة نادرة بالتاريخ الأمريكي.
ورغم دعوة ترامب لأنصاره بالتزام الهدوء، ساد الغضب أوساط الديمقراطيين ووسائل الإعلام الأمريكية، إذ تنذر الواقعة باستمرار أزمة قد تلقي بظلالها على الحياة السياسية والتاريخ الأمريكي لسنوات مقبلة.
v عزل ترامب
عقب وقوع حادثة الاقتحام، تراجعت شعبية ترامب وبات في مرمى النيران بعد أن تقدم الديمقراطيون إلى الكونغرس في 11 يناير/ كانون ثان الجاري بمشروع لعزله من منصبه، بتهمة “التحريض على التمرد”.
وقبل أسبوع رفع الديموقراطيون مشروع قانون منفصل، حثوا من خلاله نائب الرئيس مايك بنس، على “إقالة ترامب من خلال المادة 25 الإضافية من الدستور الأمريكي”.
بدوره، صرح بنس بأنه لن يتخذ مثل هذه الخطوة لأن من شأنها أن تزيد من توتر المناخ السياسي وحالة الاستقطاب في بلاده.
وفي 13 يناير الجاري، صوتت الجمعية العامة لمجلس النواب الأمريكي لصالح مساءلة ترامب بتهمة “التحريض على التمرد”، إذ تم قبول اقتراح المساءلة بأغلبية 232 صوتا مقابل 197 صوتا.
ومع هذه التطورات، يصبح ترامب أول رئيس أمريكي يواجه مقترحين في مجلس النواب لعزله من منصبه.
v مجلس الشيوخ
وسيحل مجلس الشيوخ الأمريكي كمحطة ثانية في رحلة مقترح مساءلة ترامب المتهم بـ “التحريض على التمرد”، ومن المتوقع أن يجتمع في 20 يناير الجاري، ليقرر ثبوت إدانة ترامب من عدمه.
وتستوجب إدانة ترامب تصويت ما لا يقل عن ثلثي أعضاء مجلس الشيوخ المؤلف من 100 عضو، أي 67 عضوًا في مجلس الشيوخ لصالح قرار الإدانة.
ويخطط الديمقراطيون في مجلس الشيوخ لإجراء تصويت منفصل لمنع ترامب من تولي أي منصب رسمي آخر إذا ثبتت إدانته في التحريض على التمرد بالولايات المتحدة.
كما يهدف الديمقراطيون أيضا منع ترامب من الترشح للانتخابات الرئاسية لعام 2024، من خلال إجراء التصويت المنفصل المشار إليه، والذي تكفي فيه تحقيق الأغلبية المطلقة (51 عضوا).
إلى ذلك، يحذر الجمهوريون من أن عزل ترامب من شأنه أن يزيد الانقسام والاستقطاب في المجتمع الأمريكي.
v مستقبل الجمهوريين
بدورهم، يسعى الجمهوريون إلى نفض غبار حادث اقتحام الكونغرس عن عباءتهم السياسية بالولايات المتحدة، كما يحاولون إعادة حساباتهم بشأن طبيعة العلاقة مع ترامب.
ومع بعض الاستثناءات، لا يرى أي عضو جمهوري في الكونغرس أن مستقبله بات مستقلًا عن ترامب، حيث لا يزال ترامب يحظى بدعم قوي من القاعدة الجمهورية المحافظة.
تلك القاعدة الجمهورية المحافظة سيكون لها تأثير في انتخابات التجديد النصفي في الكونغرس لعام 2022، والانتخابات الرئاسية وانتخابات الكونغرس في العام 2024.
ووفق مراقبين فإن السيناريو الأبرز هو أن يواصل الحزب الجمهوري ممارسة النشاط السياسي في ظل إدارة ترامب للحزب، وترشيحه أيضًا في الانتخابات الرئاسية عام 2024.
وفي حال أنهى ترامب حياته السياسية لأي سبب من الأسباب، سوف يسعى الجمهوريون إلى الحفاظ على الزخم الذي اكتسبه ترامب داخل القاعدة الانتخابية للحزب وطرح أسماء أخرى في انتخابات 2024.
(الأناضول)
ـــــــــ
https://telegram.me/buratha