التقارير

الانتخابات المبكرة..ولادة سيستانية أم إسقاط حزبي ؟


 

إيليا إمامي Ailia_Emame ||

 

* أيام العراق حبلى بالأحداث .. والمفروض أن تلد بعد تسعة أشهر في انتخابات مبكرة .. فرضتها حظوظ هذا البلد كخيار ( وحيد وأقرب )  للخروج من أزمته .

* أزمة كان يمكننا تجنبها .. يوم خرجنا منتصرين من حرب ضروس مع التكفيريين .. حربٌ لمت شملنا وأعادة ثقتنا بأنفسنا .. ولكن للأسف فإن غرور بعض الأطراف _ وقاتل الله الغرور _ جعلهم عاجزين عن قراءة الواقع .. متجاهلين تماماً لتحذيرات سيد النجف .

* تربص أمريكي داعشي من طرف .. و غباء سياسي من طرف آخر.

استهلاك لرصيد الشهداء من طرف .. وتجاهل تام لوصايا المرجعية من طرف آخر.

شعور بالزهو والقوة من طرف .. وقمع أرعن للتظاهرات من طرف آخر.

* فما انجلت الغبرة إلا عن جيل من الشباب لم يعد يعترف بأي شيء .. ويبحث عن مستقبله ولو في فوهات البنادق .

 * وحتى لو ثبت عند هذا الشاب الشجاع والبصير .. أن ثمة خيط تحالف أمريكي بعثي  يتغلغل وسط تظاهراته ( وهو موجود ) فإن الغضب الكامن ضد الأحزاب الحاكمة .. يجعل كل محاولات ضبط الإيقاع مقامرات غير معلومة النتائج .

* ومهما طالبتم الأرض أو السماء أن ترسم خطاً لحدود مطالب الشباب الإصلاحية .. فسوف يدوسون عليه .. ويتجهون الى المجهول إن لم تضع لهم نهاية محددة .

* كان السيستاني _ وهو أسطورة إدارة الأزمات _ أول من حسم قراره بأن نار هذه الفتنة العمياء لن تخمد إلا بانتخابات مبكرة .. وفق آليات وقوانين جديدة .. يعيد فيها الشعب تحديد خيارته بشكل منصف .. وليتحاكم الجميع ويتفاهموا باللون الأزرق .. قبل أن يصبح اللون الأحمر هو اللغة الوحيدة .

* فالأيام اليوم حبلى .. وستلد بعد تسعة أشهر في انتخابات جديدة .. إن لم تتعرض للإسقاط في أي لحظة .. والإسقاط قبل الولادة أمر وارد ومتوقع في هذا البلد .. وقد قال أمير المؤمنين علي عليه السلام ( أما بعد يا أهل العراق فإنما أنتم كالمرأة الحامل حملت فلما أتمت أملصت ) أي أسقطت .

* ومن الآن وحتى الولادة .. دعونا نستشرف المستقبل .. ونرى ما الذي سيجري خلال الأشهر القادمة .. ويبقى الأمر بيد الله :

1. ستحاول الأحزاب عرقلة الانتخابات المبكرة بألف حجة وحجة .. حتى تأخذ وقتها في استعادة توازنها وترتيب أوراقها .. ولكن سوح التظاهر تشكل ضغطاً كبيراً من المرجح أن يحقق نتائجه إذا ما بقي بهذا الشكل .

2. وعلى خط موازٍ لذلك .. ستبدل الأحزاب بعض ثيابها .. وتنزع بعض جلدها .. وتنزل الى المنافسة بعناوين جديدة .. لكنها ستبقى حاضرة بعناوينها الحزبية الأساسية .. وسيبقى جمهورها ملازماً لها .

* لذلك أتمنى عدم الاهتمام بموضوع الأسماء الجديدة المولودة في الحواضن الحزبية لأنها مكشوفة للجميع وهي كما يسميها التجار ( راس حاجة ) بالنسبة للأحزاب .

3. سواء اكتمل قانون الانتخابات كما يريده المنصفون .. أم أكتمل نصف المطلوب .

وسواء تهيأت الظروف المثالية للانتخابات أم تهيأ نصف المطلوب .

فإن مكائن الأحزاب الكبيرة ستقوم _ لامحالة _ بحملة إعلامية شرسة للتشكيك بجدوى الانتخابات وقوانينها ونزاهتها .. والحث _ ولو بشكل غير المباشر _ على مقاطعتها بأي عذر ممكن .

* إن هذا واحد من أهم الأمور التي يجب الالتفات إليها .. فلا شيئ ينقذ الأحزاب ويتيح لجمهورها صنع الفارق .. مثل مقاطعة الأغلبية وترك الساحة على طريقة ( إن يكن منكم عشرون منتخبون يغلبوا مائتين مقاطعين ) .

أما لو خرج سيل الأغلبية الجارف .. وهو سيل يستحيل أن يعيد انتخاب المجرب بعد كل ما حصل .. فلن يتمكنوا من صنع شيئ أبدا .

4 . هل ستتدخل المرجعية مرة أخرى وتحث على الانتخابات ؟ الجواب برأيي ( إذا تحققت ثلاثة شروط وهي : قانون منصف / مفوضية غير قادرة على التلاعب / بدائل انتخابية معقولة ) فنعم وألف نعم .. ستحث المرجعية على المشاركة .. وكعادتها بدون تحديد أسماء .

* للأسف .. رغم أننا عشنا 18 سنة من السجالات والكر والفر مع الظروف بكل انواعها تحت خيمة مرجعية هذا الرجل .. لكننا حتى الآن لانفهمه جيداً .

* نتصور أن خذلان السابقين لتطلعاته في بناء دولة محترمة ذات قانون .. سيجعله يتخوف من الإقدام مرة أخرى ودفع الناس نحو المشاركة الديموقراطية .

* واهم أنت لو ظننت ذلك .. لأن حسابات الرجل أمام تكليفه الشرعي .. تختلف عن حساباتك في قياس الأمور بردود أفعال الناس .

* من يتذكر موقفه الإيجابي والداعم للقائمة ( القانونية )  169 ثم الموقف المعاكس تماماً  _ في غضون سنة _ بالامتناع عن دعم القائمة ( الحكومية ) 555 سيفهم جيداً .. ماهي اختيارات السيستاني بين أن يكون أباً للجميع في المعارك القانونية والدستورية .. وأن لا يكون ورقة يطمع بها الجميع  في المعارك السياسية والانتخابية .

5 . الكتل السياسية لن تستطيع تغيير خطابها على الإطلاق .. ليس التزاماً بمبادئها .. ولكن كل حزب منهم لديه واقع جماهيري مبني على هذا الخطاب بالتحديد .. ولايملك خياراً آخر غيره .

 

* الفتح ..

ومهما حاول تجنب ذلك .. سيعود ليناغم العواطف بالدفاع عن الحشد والشهداء .. والضرب على وتر التخويف من الخطر البعثي .. وستدخل _ للأسف _ دماء الشهيدين المهندس وسليماني رضوان الله عليهما .. كعنصر جديد في هذه الدعاية الانتخابية .

 * النصر والحكمة ستبقى على خطاب الوطن والمواطن الفضفاض .. والتغني بالقوائم العابرة للطائفية  والوجوه الجديدة والشبابية .. محاولةً الاعتماد على الثقل الاجتماعي لمرشحيها .. ( وفي تحالفات البرلمان .. لكل حادث حديث ) .

 * سائرون _ بشقها الصدري _ سيبقى يعول على اتباعه .. والإرث الديني والعائلي لقيادته .. وستبقى كوادره تعمل بقاعدة ( قليل الشعارات كثير التنظيمات ) وستكون المهمة أصعب هذه المرة .. بسبب حجم الكتلة السابقة .. مقارنة بما تم إنجازه .

 * دولة القانون تبدو في موقف صعب .. فقد أفل نجم المالكي _ وطبقة شياب الدعوة _ رغم كل محاولاته للتشبث بالبقاء .. وهو اليوم يلعب أوراقه الأخيرة فيما بقي له من نفوذ وإمكانيات وعلاقات إقليمية بناها خلال الثمان سنوات من حكمه .

( وربما .. لازال هناك القليل من الحظ .. وضربة القدر )

 * الأحزاب السنية ستخوض معركة فيما بينها .. مبنية بالدرجة الأولى والأخيرة على المال .. ثم المال .. ثم المال .. وشراء المقاعد بأغلى الأثمان . وهل سنرى تحالفات سنية كبيرة كالسابق ؟ لست جازماً ولكني أستبعد ذلك .

وأما الخطاب الطائفي فلن يكون حضوره لافتاً .. ولكنه لن يختفي أيضاً .

 * التيار المدني لايملك مشروعاً واضح المعالم .. وتصوراً واقعياً عن الوضع الاستراتيجي للعراق .. وسط محيطه الإقليمي الملتهب .. ولذا فخطابه يعتاش على فشل الاسلاميين لا أكثر .

* ولن يفوت التيار المدني رفع راية ( ثورة تشرين ) والاستثمار السياسي لدماء شبابها ( شهداء تشرين ) .

* الأحزاب الكردية ستبقى على وضعها .. فقد نجحت حتى الآن في استرضاء غالبية الشعب الكردي _ وإقناع غير الأكراد أيضاً _ بالاعتماد على ركائز ثلاث ( حق تقرير المصير / الأفضلية الاقتصادية والمعيشية قياساً بالوسط والجنوب / قوة المفاوض الكردي وقدرته على انتزاع الحقوق من بغداد ) .

6 . سيرشح الكثير من الفاشلين و غير المؤهلين أنفسهم للانتخابات ويجربوا حظهم فيما يشبه المهزلة .. ولن تترك الأحزاب ذلك يمر من دون استهداف العملية برمتها .. ومن ثم استهداف المرجعية التي نادت بهذه الانتخابات .

7 . حتى هذه اللحظة .. لم يجد نداء المرجعية بتنظيم الصفوف .. طريقه الى صفوف النخبة العراقية بشكل مقبول .. وتراكم السنوات السابقة من حرق أوراق المرشحين واستهداف بعضهم .. وصعوبة التنافس الانتخابي ( وقذارته أحياناً )  .. خلف حاجزاً نفسياً لدى النخبة المحترمة لايمكن هدمه بسهولة .

* لكن هذه النخبة إن تأخرت أكثر من ذلك .. ستشعر بالندم حين تتصاعد الحمى الانتخابية وتبدأ الفرص الحقيقية بالنضوج والظهور على السطح .

* بعض الشرفاء الأكفاء الراغبين بالترشح .. يقيسون أنفسهم وشعبيتهم بحسابات اليوم .. ويعتقدون أنهم لايملكون الالتفاف الشعبي الكافي .. ولايقرؤون الوضع المستقبلي

إلا بعد فوات الأوان .

* سيشاهد هؤلاء _ قبيل الانتخابات _ وحين لا ينفع الندم على التأخر .. كيف أن الغالبية الساحقة تبحث عن البدائل الصالحة بكل صدق .. للخلاص من الأحزاب الفاشلة .. وحين لاتجد البديل المناسب ستضطر إما للمقاطعة .. أو لاختيار أفضل السيئين .

 * فتنظيم الصفوف أصبح ضرورة ملحة لا تنتظر .. أن تأتي المرجعية وتلقمنا الغذاء بملعقة من ذهب !!! فاشغلوا مواقعكم .. وانتظروا الفرص التي ستأتيكم .

8 . بعد الانتخابات .. وصعود المرشحين الجدد .. ستقعد الأحزاب على الطريق كما تقعد قطعان الذئاب لفرائسها .. وتحاول اصطيادهم واحداً واحداً .. لذا فالنخبة مدعوة لتنسيق جهودها وبناء كيان جماعي قادر على إحداث التغيير والانعتاق من سلطة الحيتان .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو حسن
2020-11-15
بالنسبة للنقطة الأولى.. يبدو أن جناب الكاتب منفصل عن واقع الشارع.. اي سوح تظاهرات يتحدث عنها؟ ويقول انها ستكون مجدية اذا بقيت بهذا الشكل. ؟ ارجو ان تكونوا بمستوى الحدث؟
ابو حسن
2020-11-15
بالنسبة للنقطة الأولى.. يبدو أن جناب الكاتب منفصل عن واقع الشارع.. اي سوح تظاهرات يتحدث عنها؟ ويقول انها ستكون مجدية اذا بقيت بهذا الشكل. ؟ ارجو ان تكونوا بمستوى الحدث؟
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك