التقارير

استراتيجيات الصراع المستقبلي المتوقعة بين الولايات المتحدة والجمهورية الإسلامية.


 

متابعة ـ الواح طينية||

 

 كتب ابو شعيب العسكري

 

 

تحدثنا في الجزء الأول من مقالنا عن صراع الاستراتيجيات بين الولايات المتحدة والجمهورية الإسلامية للعقود الأربعة الماضية، واشرنا الى ان مراكز صنع القرار الأمريكي تكاد تكون متشابهة من حيث الاطار والمضمون، مع اختلاف بسيط يتعلق بالمصالح الشخصية للرئيس الأمريكي، ومنها سعيه الى انتخابه لولاية ثانية، وكذلك رؤيته الشخصية في اختيار هذه الاستراتيجية او تلك، بالإضافة الى اختلاف الاستراتيجيات المطروحة على طاولة صناعة القرار الأمريكي ومحدوديتها. 

مازال الامريكان يرابطون على حدود السور الثالث الاستراتيجي للجمهورية الإسلامية، فمازالت العملية السياسية في العراق قائمة، وحظوظ الأحزاب الإسلامية الشيعية بالفوز في الانتخابات المقبلة كبيرة، كما ان المقاومة الإسلامية والحشد الشعبي مازالا في اوج قوتهما، هذه الاستراتيجيات الثلاث مازالت فاعلة وهي تمثل السور الثالث للجمهورية الإسلامية، وفي المقابل مازال تنظيم داعش الإرهابي موجوداً لكنه ضعيف، والجوكرية موجودون، وهاتان الاستراتيجيتان مازالتا حتى اللحظة في مقابل الاستراتيجيات الشيعية الثلاث التي ذكرناها آنفاً.

بات من الواضح ان أي تغيير في وضع الحكومة العراقية الحالي باتجاه حكم الأحزاب الإسلامية الشيعية، ستكون استراتيجية الجوكر الفوضوي خيارا موضوعياً كعامل مضاد للقوى السياسية الشيعية، وكذلك في قبالة استراتيجيتي الحشد الشعبي المنبثق من فتوى الجهاد الكفائي، والمقاومة الإسلامية المدعومة من الجمهورية الإسلامية، فإن تنظيم داعش مع تواجده ما عاد فاعلاً في الميدان الأمني، سيما مع مسك الأرض من قبل قوات الحشد الشعبي عسكرياً واستخبارياً، ومع تصدي فصائل المقاومة للقواعد الامريكية في العراق وللدعم اللوجستي لها، والاستمرار بقصف السفارة الامريكية، فإن حركة الجوكر تبقى مشلولة، مما سيحدو بالامريكان الى البحث عن استراتيجيات جديدة.

من المحتم ان تفكر مراكز صناعة القرار الامريكية سواء كان الرئيس القادم هو ترامب او بايدن، في استحداث مشروع داعم لتنظيم داعش أو مشروع بديل للتنظيم الإرهابي، وفي كلا الحالتين فإن خيارات الولايات المتحدة محدودة!

المشروع الأمريكي الداعم لداعش هو التقسيم، أي تقسيم العراق الى عدة أقاليم، وبعبارة مقتضبة، إقامة إقليم سني في المنطقة الغربية (أجزاء من الموصل مع تكريت والانبار) وفي أسوأ الأحوال يتم تقسيم تلك المدن كالموصل الى ايمن وايسر، وفصل تكريت والشرقاط وبيجي عن سامراء في صلاح الدين، وتقسيم الانبار الى منطقة أعالي الفرات، ومنطقة الرمادي والفلوجة، وبالتالي اطلاق مشروع عوف السلمي، وكذلك تقسيم سوريا الى ثلاثة أجزاء؛ مناطق السلطة العلوية، ومناطق المعارضة، والمنطقة الكردية.

اما المشروع البديل فهو يعتمد على تحريض الاتراك ضد اكراد العراق وسوريا، ونشوب معارك متعددة على الحدود التركية العراقية، والحدود التركية السورية، وقد تجبر الحكومة العراقية على زج الجيش العراقي وقوات الحشد الشعبي في تلك المعارك، وفي المقابل يزج الاتراك بالجماعات الإرهابية الاخوانية في اتون الحرب المستعرة، وبالتالي تقع العداوة من جديد بين الاتراك والشيعة، مما يعني بروز خلافات تركية قطرية مع ايران، وخلافات بين القوى السياسية العراقية الشيعية المقاومة وبين القوى السياسية العراقية الاخوانية!

السعودية بدورها سوف تعود لتهديد الوجود القطري وتبرز خلافاتها مع الاتراك، وتعزز السعودية علاقاتها مع العراق، لكي تظهر بمظهر الحمل الوديع والمسالم في المنطقة، بخلاف الاخوان المسلمين الذين سيتم اتهامهم بالإرهاب والتضييق عليهم في كل مكان في مصر وليبيا والسعودية وحتى في اوربا من خلال اتهامهم بالإرهاب الدولي وسيتم تجميعهم في مناطق غرب العراق وشمال سوريا!

ان هذا المشروع ان تم تطبيقه، فسوف يؤجل الصراع الشيعي السعودي، ويوقع الخلاف بين الاتراك والاخوان المسلمين وبين الشيعة في المنطقة.

الحكومة العراقية نراها اليوم تتعاون مع السعودية على المستوى السياسي والاقتصادي، وهذا الامر ينم عن احد شيئين؛ اما ان تكون الحكومة العراقية تنفذ اجندات أمريكية خليجية، او انها من السذاجة بمكان ان تثق بحكام السعودية!

ففي الوقت الذي تفتقر فيه الحكومة العراقية الى أي فكر استراتيجي، فإن مراكز الابحاث الاستراتيجية السعودية تعمل على قدم وساق في التنسيق مع نظيرتها الامريكية والاوربية.

ان سعي السعودية الحثيث الى فتح آفاق التعاون السياسي والاقتصادي مع العراق، يسير باتجاه تطبيع العلاقات السعودية مع شيعة العراق، وبالتالي تحييد العشائر الشيعية في مناطق الجنوب والفرات الأوسط عن الأحزاب الإسلامية الشيعية وعن الجمهورية الإسلامية وفصائل المقاومة والحشد الشعبي، مما يعني ان الاستثمارات السعودية والتعاون السياسي السعودي – العراقي، يهدف الى اضعاف العملية السياسية وفصائل المقاومة!

الصراع على مشارف السور الثالث للجمهورية الإسلامية سوف يكون في اشده في الفترة القادمة!

ثلاثة استراتيجيات معادية جديدة تتمثل بالتقسيم، وتحريض الاتراك والاخوان المسلمين ضد الشيعة، والتطبيع السعودي مع عشائر جنوب العراق!

هذه الاستراتيجيات الثلاثة سوف تكون هي البديلة في حال فشلت استراتيجيتي داعش والجوكر او قرر الامريكان انهائهما او تجميدهما وترحيلهما الى مراحل لاحقة، وحتى نشوب الحرب العالمية، فسوف تنهار استراتيجية التطبيع السعودي، وتبقى استراتيجيتي التقسيم وتحريض الاتراك واخوانهم.

في المقابل سوف ترتفع ايادي دول الاستكبار العالمي عن المنطقة بعد الحرب العالمية، ويصبح الشيعة قوة كبيرة إقليميا، لذا سوف تنطلق عدة مشاريع واستراتيجيات أخرى أهمها استراتيجية الانقلابات العسكرية، حيث سيكون هنالك انقلاب عسكري في الداخل السوري يتبعه انقلاب عسكري في الداخل العراقي، ففي سوريا تتشكل راية السفياني، وبعد غزو الجيش السوري للعراق، تنهار استراتيجية محور المقاومة، واستراتيجية العملية السياسية في العراق، وتضعف استراتيجية الحشد الشعبي واستراتيجية الفصائل المقاومة.

آنذاك يتم انهاء استراتيجية المجاميع الإرهابية، ولجم استراتيجية تحريض الاتراك واخوانهم، وتفعل استراتيجية الجوكر حيث تتم برقعة الجوكرية ليكونوا عونا لجيش السفياني في استئصال القيادات المقاومة والممانعة في العراق.

معنى ذلك ان السور الرابع المتمثل بمحور المقاومة قد تلاشى، وان السور الثالث المتمثل بالعملية السياسية والحشد الشعبي وفصائل المقاومة قد تقهقر ليعود الى خطوط متراجعة عند حدود مدن الجنوب العراقي وحدود محافظة واسط مع بغداد، بعد ان تسقط بغداد ومدن الفرات الأوسط بيد الجيش السوري المحتل. 

مع اندلاع الحرب العالمية لا تبقى أي قيمة لمفاعلات الطاقة النووية الإيرانية في ميدان صراع الاستراتيجيات، ذلك ان لم تكن محطات الطاقة النووية قد تعرضت لضربات أمريكية قبل الحرب العالمية!

بالنتيجة ينهار السور الثاني، ويتقهقر السور الثالث للجمهورية الإسلامية ويصبح عند الحدود الجغرافية مع المناطق العراقية المحتلة من قبل الجيش السوري السفياني كما اشرنا آنفاً، حيث ترتفع رايتا اليماني في جنوب العراق والخراساني في ايلام باتجاه واسط والنجف، ويتم تحرير الأراضي العراقية من دنس جيش السفياني.

المحصلة النهائية للاحداث في سنة القيام الشريف، يكون العراق بقيادة راية اليماني وباسناد من الخراساني، اذ تكون قلعة الجمهورية الإسلامية مسورة باسوار القيام وراية اليماني الموعود وراية الخراساني، وتلك ثلاثة استراتيجيات سوف تبقى صامدة حتى قيام القائم عج، وسوف تكون استراتيجية راية اليماني الموعود هي الدالة على قيام دولة العدل الإلهي تلك الدولة الاستراتيجية التي ستقهر العالم كله وتخضعه الى سطوتها وهيمنتها.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك