التقارير

"تسريبات" نيويورك تايمز.. محاولة ترامب الأخيرة لحلب السعودية والإمارات


منذ يومين وبعض وسائل الاعلام والصحف، خاصة تلك التابعة للسعودية والامارات، تعمل على ابراز بل وتضخيم ما نقلته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية عن تخوف مسؤولين في البنتاغون من امكانية ان يشن الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب عمليات عسكرية علنية او سرية ضد إيران أو خصوم آخرين، في أيامه الأخيرة المتبقية له بالسلطة.

وربط هؤلاء المسؤولون، كما ذكرت الصحيفة، هذا التخوف بإقالة ترمب لوزير الدفاع مارك اسبر وتعيين كريستوفر ميلر مدير المركز الوطني لمكافحة الإرهاب، وزيرا للدفاع بالوكالة، الذي وصفه زملاؤه انه "لا يتمتع بقدرة على الرد على أي مواقف متطرفة قد تصدر من ترامب".

هذا كل ما جاء في خبر صحيفة "نيويورك تايمز" الامريكية، وهو خبر ليس بالجديد فهناك العشرات بل المئات من هذه الاخبار ذكرتها الصحافة الامريكية على مدى السنوات الماضية، والتي "كشفت"عن تسريبات لقادة سياسيين وعسكريين وخبراء امريكيين تحدثوا عن استعدادات عسكرية امريكية لتوجيه ضربات الى ايران. وهذا "الكشف" عادة ما كان يتزامن مع ارسال امريكا لحاملات طائراتها وبوارجها الحربية والالاف من جنود المارينز الى المنطقة. ولكن وفي كل مرة يتفرق الجمع الامريكي دون اطلاق طلقة واحدة صوب ايران، وبعد ان تكون السعودية والامارات دفعتا نقدا تكاليف الانتشار والانسحاب الاستعراضي الامريكي في المنطقة.

هذه المرة ايضا تلقفت الصحافة والاعلام السعودي والعربي المسعود والاماراتي، خبر نيويورك تايمز والمتخوفين في وزارة الدفاع الامريكية، وقاموا ببناء جبل وهمي من الاماني العريضة عليه، حيث اخذوا يتحدثون عن "تقارير خليجية!! كشفت عن اتصالات أمريكية مع جهات عسكرية في المنطقة تمهيدا لعمل عسكري مفاجئ ضد إيران"!!.

من الواضح ان السعودية والامارات، تتعاملان كالغريق الذي يتشبث بقشة، في كل شيء يخص ايران، ويبدو ان الشعور بالغرق هذه المرة اخذ يزداد لديهما، بعد ان ازفت ساعة رحيل ترامب، الرجل الذي خدعهما وافرغ خزائنهما، على أمل أن "يدمر"!! لهما ايران. وإلا ليس هناك من عاقل يمكن ان يصدق ان تقوم صحيفة امريكية بكشف اسرار مخطط عسكري خطير يستهدف دولة بحجم ايران، بهذا الشكل الساذج.

هناك احتمال قوي ان تكون جهات مقربة من ترامب اعطت الضوء الاخضر لبعض المسؤولين في البنتاغون ليعربوا عن تخوفهم من اقالة اسبر ويبرروا ذلك بوجود نية لترامب لضرب ايران، ويتم تسريب ذلك للاعلام، والهدف النهائي من كل ذلك هو "شفط" مليارات اخرى من الدولارات من إبناء سلمان وزايد، لكي لا يخرج من البيت الابيض خالي الوفاض.

ننصح ابن سلمان وابن زايد الا يبذرا ثروات السعودية والامارات على ترامب واكاذيبه، فالرجل لو كان بامكانه ان يضرب ايران لفعل، ولما مارس سياسة الضغوط القصوى الفاشلة ضد ايران على مدى اربع سنوات. ولما استجدى اتصالا هاتفيا من ايران. ولما سكت عن اسقاط طائرة غلوبال هوك العملاقة. ولما عن سكت احتجاز ناقلة النفط البريطانية في الخليج الفارسي. ولما اعطى الضوء الاخضر لبريطانيا صاغرا لتطلق سرح ناقلة النفط الايرانية في مضيق جبل طارق. ولما سكت عن دك قاعدة عين الاسد بعشرات الصواريخ. ولما اتخذ موقف المتفرج وهو ينظر الى ناقلات النفط الايرانية العملاقة وهي تنقل النفط الايراني الى فنزويلا المحاصرة التي لا تبعد الا اميالا عن امريكا.ولما طرد مستشاره للامن القومي المهووس بايران جون بولتون.

على ابن سلمان وابن زايد ان يعلما ان اقالة اسبر نابعة من شخصية ترامب الرعناء، والذي استشاط غضبا لرفض اسبر اوامره باستخدام الجيش ضد المتظاهرين الامريكيين الذين خرجوا احتجاجا على عنصرية الشرطة، ولا علاقة لهذه الاقاله بإي شيء اخر. والمضحك ما تروج له وسائل الاعلام السعودية الاماراتية عن ان خلفه ميلر شخصية يمينية متطرفة معادية لايران، وكأنّ باقي المسؤولين في ادارة ترامب، المطرودين والموجوين، لا يتصفون بهذه الصفات؟!!.

من يمنع ترامب من ارتكاب ادنى حماقة ضد ايران، هي المؤسسة العسكرية في امريكا، وهي بالذات من منعت جميع رؤساء امريكا على مدى اربع عقود من ارتكاب تلك الحماقة. فالمؤسسة العسكرية الامريكية، لا ترامب الاحمق، تعرف قوة ايران، وتعرف ماذا يعني الاصطدام مع ايران عسكريا.

المؤسسة العسكرية الامريكية، هي التي افهمت الرؤساء الامريكيين، ومن بينهم ترامب، ان سياسة توجيه "ضربة" عسكرية محدودة، لا تنفع مع ايران، فإي ضربة عسكرية مهما كانت محدودة ضد ايران تعني حربا شاملة ، فإيران ليست بالبلد الذي يبتلع مثل هذه الضربة، وسيرد حتما ردا قاسيا، وعندها على امريكا ان تدفع ثمنا باهظا لاي مغامرة يمكن ان يتخذها رئيس امريكي احمق مثل ترامب.

سعيد محمد - العالم

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك