متابعة ـ جدل فاضل الصحاف ||
بعد أقلّ من 24 ساعة على إدلاء السفيرة الأمريكية في لبنان دوروثي شيا بتصريح أدعت فيه أن الدولة اللبنانية باتت تحت سيطرة حزب الله الذي يمنع الحل الاقتصادي، واصفة اياه بـ"الارهابي"، أصدر القضاء اللبناني قراراً بمنع شيا من الإدلاء بأي تصريح اعلامي او مقابلة وغرامة ثقيلة في حال عدم الالتزام.
واعتبر مراقبون للشأن اللبناني، قرار القضاء اللبناني بحق السفيرة شيا من الادلاء بتصريحات اعلامية تزعزع استقرار البلد، بأنه يشكل صفعة على الوقاحة الامريكية بعد وصفعها حزب الله ومقاومته "بالإرهابي".
واكد مراقبون ان الولايات المتحدة تمادت كثيراً في تدخلها مع القوانين اللبنانية والقواعد الدبلوماسية وبدأت تصدر اوامرها ما هو المسموح او الممنوع، وتصريح السفيرة الامريكية دوروثي شيا ضد المقاومة اللبنانية وحتى بتعيين حاكم مصرف لبنان اكبر دليل على الغلاظة الامريكية تجاه لبنان.
ولفت مراقبون الى ان هذه الغلاظة بدأت واضحة ازدادت وتيرتها بشكل فاضح في عهد الرئيس الامريكي دونالد ترامب.
ورأی مراقبون للشأن اللبناني ان السياسة الامريكية اختطفت من قبل اللوبي الاسرائيلي منذ زمن طويل، وان سياسة امريكا في المنطقة انما تتماهى مع السياسة والمطالب الاسرائيلية، حيث يعتبر لبنان جزء من سياسة الشرق الاوسط، وشهد الكثير من التدخلات الامريكية خاصة حينما يتعلق الامر بتشكيل الحكومة اللبنانية.
فيما رأى خبراء بالشؤون الامريكية، ان امريكا تعلم جيداً انه لا يمكن الغاء حزب الله من المعادلة السياسية باعتباره حزباً سياسياً كما هو مقاومة مسلحة، وتعلم جيداً انه ما من حكومة لبنانية تتشكل بدون حزب الله، فلماذا تضع الشرط التعجيزي بخروجه من سوريا ومن الحكومة اللبنانية، من اجل تقديم المساعدة للبنان.
وبين الخبراء بان سياسة ادارة ترامب تقوم على الابتزاز واستغلال للازمة اللبنانية الاقتصادية الحالية عبر سياسة العصا والجزرة وذلك لممارسة اكبر ضغط على الحكومة والشعب اللبناني، بخروج حزب الله من الحكومة اللبنانية ومن سوريا، كي يتسنى لها رسم إطار تفاوضي يطال الحدود البحرية مع كيان الاحتلال ومحاصرة المقاومة في جنوب سوريا، غير ان الخبراء شددوا على ان هذا الامر من المستحيل ان يحدث.
وفيما عدّ الخبراء ان ادارة ترامب بحاجة الى تفجير الوضع في المنطقة وحدث كبير لحرف الانظار عن الازمات المتفاقمة التي يعانيها ترامب والانقسام في المجتمع الامريكي، يرى محللون ان الامريكان يعرفون جيداً المخاطر، وان الهروب الى الامام بإثارة الحروب سيكون بمثابة زوال كيان الاحتلال الاسرائيلي من المنطقة.
كما لفتوا الى التحذير الاوروبي والفرنسي خاصة، من استهداف حزب الله، معتبرين ان انهيار لبنان سيكون اثره وانعكاساته على الاوروبيين اكبر بكثير من انعكاسه على المقاومة اللبنانية نفسها.
ـــــــــــــ
https://telegram.me/buratha