متابعة ـ جدل فاضل الصحاف ||
توفي مساء يوم الأحد 14 يونيو، الطيار البنغالي سيف الله أعظم، بعد مسيرة عسكرية سجل فيها إسقاط 4 طائرات حربية إسرائيلية في حرب عام 1967.
وولد الطيار أعظم، في بابنا التابعة لبنغلاديش حاليا، قبل انفصالها عن الهند، عام 1941، ونشأ في كلكتا الهندية، حتى قرار التقسيم عام 1947، ثم هاجر مع عائلته إلى باكستان.
وشارك الطيار في حرب عام 1967، خلال إعارته لسلاح الجو الأردني، وتمكن بعد قصف الطيران الإسرائيلي لقاعدة المفرق الجوية، من التصدي للغارات وقام بإسقاط طائرة وإصابة أخرى سقطت لاحقا داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة.
كما شارك مع سلاح الجو العراقي في التصدي للمقاتلات الإسرائيلية، التي دمرت طائرات أردنية، وقام بإسقاط طائرتين، ليسجل إسقاط 4 مقاتلات حربية إسرائيلية، خلال 72 ساعة فقط.
وخلال مسيرته العسكرية، حصل أعظم على أوسمة وتكريم من كل من العراق والأردن وباكستان وبنغلاديش، تقديرا لشجاعته في المعارك التي خاضها.
ووصل الطيار أعظم إلى منصب كبير في القوات الجوية ببلاده، واختير قائدا لقاعدة دكا الجوية في عاصمته.
ونعت القوات المسلحة الأردنية، الطيار الباكستاني الذي فارق الحياة في المستشفى العسكري في دكا، عاصمة بنغلاديش.
وفوق سماء العراق، لمع نجم هذا الطيار الفذ، وتمكن من إسقاط طائرتين إسرائيليتين مغيرتين، وخرج هذه المرة أيضا سالما من تلك الحرب الطاحنة.
وسجّل بذلك اسمه في التاريخ العسكري للمنطقة باعتباره أول طيار مقاتل يتمكن من إسقاط أربع طائرات حربية إسرائيلية في غضون 72 ساعة فقط، وهو أيضا طيار حربي عمل في أربع قوات جوية هي الباكستانية، والأردنية والعراقية، والبنغالية، وكان أسقط طائرات هندية في حرب عام 1965.
اللافت أن التقارير الباكستانية تؤكد أن أعظم لم يكن الطيار الباكستاني الوحيد الذي شارك في معارك جوية في حرب عام 1967، وأن طيارين آخرين عملوا في مختلف الجبهات العربية أسقطوا مع عزام في حرب النكسة ما لا يقل عن 10 طائرات حربية إسرائيلية في تلك المواجهات العصيبة.
وتقول تلك التقارير إن باكستان كان لها وحدة تضم ما لا يقل عن 16 طيارا، خدموا كمتطوعين في الأردن ومصر وسوريا والعراق في حربي 1967 و1973.
وعلى سبيل المثال، أسقط طيار باكستاني كان يطير على "ميغ - 21" سورية خلال معركة جوية في حرب أكتوبر 1973، طائرة ميراج إسرائيلية، وفي الجبهة المصرية أسقط طيار باكستاني آخر كان يطير على "ميغ" مصرية طائرة إسرائيلية من طراز "إف - 4".
تلك باختصار، بعض الإضاءات على تاريخ منسي لم ينل حقه في المنطقة العربية، وإن ذكر على أهميته وجلالة قدره، فلماما وعلى عجل.
اكتملت مهمة هذا الطيار في المنطقة العربية عام 1969.. عاد إلى باكستان وعمل في قيادة قطاعات من سلاح الجو وحين استقلت بنغلاديش عام 1971، انضم إلى صفوف سلاح الجو هناك حتى عام 1979، تاريخ تقاعده عن الخدمة العسكرية.
هذا الطيار المسلم ، لو قاتل مع اسرائيل ، لاطلقت اسمه على شوارع وساحات ومدارس ، فقد اطلقت اسرائيل اسم ملك الاردن حسين - عند وفاته - على ٥٠ موقعا ( مدرسة ، ساحة ، شارع ) ، لانه ابلغهم بحرب تشرين قبل وقوعها ، محذرا اسرائيل ان مصر وسوريا تخططان للهجوم عليها ٠ المفارقة ان غولدا مائير لم تصدق به في البداية ٠
ــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha