التقارير

  أين كانت الدولة من 'بروفات' الصرخيين والبعثيين؟


سعيد محمد

 

في عام 2016 كتب الاعلامي السعودي جمال خاشقجي، الذي كان يعتبر من اكبر مروجي السياسة السعودية قبل ان يقطعه ابن سلمان بالمنشار، تعليقا على اقتحام جماعة المشعوذ محمود الصرخي والبعثيين المنطقة الخضراء في بغداد: "حسبت اننا خسرنا العراق الجنوبي وانه وقع في قبضة النظام الايراني ولكن يقظة الجماهير الشعبية العراقية الوطنية وهتافها ضد ايران اعادت الامل".

ما جرى حينها عندما اُستدعيت واُستنفرت جماعة العميل المرتزق لاكثر الانظمة تخلفا وطائفيا ورجعية واستبداد في المنطقة والعالم ، محمد الصرخي ورفاقه من البعثيين، لاختراق التظاهرات التي شهدتها بغداد عام 2016 ، كان "بروفة" تم الاعداد لها بدقة من قبل مخابرات الدول التي تضمر الشر للشعب العراقي، وفي مقدمتها الدول الرجعية مثل السعودية والامارات وقطر.

بعد اخراج المقتحمين من المنطقة الخضراء وعودة الامور الى مجاريها، اعتقدت السلطات العراقية ، ان ما حدث هو امر عابر ولم تدرس الحادث دراسة تستحقها لما حملته من رسائل في غاية الخطورة، فحينها طفت على سطح الاحداث وجوه بعثية خطرة مطلوبة من العدالة العراقية من بينها المجرم الهارب عضو شعبة في حزب البعث المنحل المدعو علي الدهش وهو يرفع علم العراق داخل المنطقة الخضراء، كما شاهد العالم ابناء الرفاق والرفيقات وهم يشاركون في عملية الاقتحام ، ويبثون كل ما يفعلون على صفحاتهم التفاعلية دون خوف او وجل ، ومنهم المدعوة رنا عبدالحليم صميدع ، من عائلة بعثية مجرمة، وتقدم نفسها على انها ناشطة مدنية، حيث نشرت صورتها وهي ترفع شارة النصر، وكتبت تدوينة على صفحتها التفاعلية :"هنا كان الرئيس العراقي (تعنى المقبور صدام) يحي الجيش العراقي والقوات المسلحة، هنا كان يطلق بندقيته البرنو من المنصة الرئاسية في ساحة الاحتفالات"، كما خاطبت "الناشطة المدنية"!!، الارهابي المعتقل علوان الجبوري بالقول :"اخي علوان الانبار تحية واحترام واحلى سلام وانت في معتقلك اسأل الله ان يفرح قلبك ويفك سجنك ولعمري ستفرح قريبا".

ان "بروفة" الاختراق الصرخي البعثي لتظاهرات عام 2016 تكررت ايضا في عام 2018 عندما هجمت مجموعة من انصار الصرخي، الاداة السعودية الرخيصة ورفاقه البعثيين القنصلية الايرانية في البصرة واضرموا فيها النار، لا لشيء الا تنفيذا لاوامر التحالف الامريكي الاسرائيلي السعودي ، انتقاما من الدولة التي ساعدت العراقيين على سحق عصابة "داعش" ، الذي كان التحالف المشؤوم ينتظر دخولها بغداد وكربلاء والنجف.

 

ما يحدث اليوم في العراق لم يعد "بروفة" بل تطبيق عملي لما تم التدريب عليه كل تلك الفترة الماضية، فالشعارات والسلوكيات، التي بدانا نسمعها ونشاهدها ، والتي لا تمت باي صلة لا من قريب ولا من بعيد بمطالب المتظاهرين السلميين، بل على العكس تماما فان تلك الشعارات والسلوكيات تتناقض بالمرة مع اهداف التظاهرات المطلبية للشعب العراقي الذي خرج للمطالبه بحقوقه ولمكافحة الفساد والفاسدين.

ما يؤكد حقيقة ان ما يحدث اليوم في العراق انتقل من مرحلة "البروفة" الى مرحلة التنفيذ العملي، فقد اخذت تظهر شخصيات بعثية معروفة باجرامها ومطلوبة للعدالة في ساحة التحرير، فيما يتوافد ابناؤهم من مختلف انحاء العالم الى العراق، واخذوا يحملون صور المقبور صدام، ويتعرضون وبشكل اجرامي للمرجعية والحشد والعلاقة مع ايران، ويرفعون ذات الشعارات الشوفينية العنصرية البعثية المعروفة ، ويصفون كل مسلم شيعي عراقي غيور بانه ايراني ، ويسخرون بالمقدسات الشيعية الاسلامية، ولا يخفون نواياهم في حال اغتصابهم للسلطة، وفي مقدمة هذه النوايا ضرب كل عناصر القوة الشيعية في العراق من مرجعية وحشد شعبي وشعائر حسينية والعلاقة مع ايران ومحور المقاومة بشكل عام، والاعلان جهارا نهارا استعداهم للتطبيع مع "اسرائيل" والانبطاح امام السعودية.

نتمنى على العراقيين ان يقفوا مليا امام ما قاله الخاشقجي، التي تقف بلاده خلف كل مآسي العراق، من انه كان يخشى ان يبقى العراق "الجنوبي" في قبضة ايران، ويعني بذلك المحافظات الوسطى والجنوبية في العراق ذات الغالبية الشيعية الطاغية، فهو يقصد ان السعودية لا تعترف بوطنية وعروبة شيعة العراق الا في حال اظهروا العداء لايران، فعندها فقط يمكن وصفهم بالوطنيين وعرب، وكذلك نتمنى ان يقف العراقيون امام ماقالته سليلة الاسرة الصدامية المدعوة رنا صميدع وهي تخاطب احد عتاة الارهاب البعثي الداعشي :" اسأل الله ان يفرح قلبك ويفك سجنك ولعمري ستفرح قريبا"، فهي تعلم ان من يقف وراءها يعمل وفق اجندة تنتهي بعودة المجرمين من بعثيين وصداميين الى السلطة ، بمساعدة الجهلة والمرتزقة من جماعة المشعوذ الصرخي وامثالهم من يمانيين ومولوية، بدعم واشراف التحالف الامريكي الاسرائيلي السعودي.

علينا ان نعترف ان ما يشهده العراق هذه الايام يختلف عما شهده من قبل منذ عام 2003، فمحور المشعوذين والمجرمين والمرتزقة، كشر عن انيابه واستخدم ا كل اسلحته في نزال يعتقد انه الاخير والمصيري، ولكن علينا ان نؤكد في المقابل على حقيقة واضحة كوضوح الشمس، وهي ان مصير العراق لن يرسمه مرتزقة السعودية من صرخين وبعثيين من المشعوذين والمجرمين، ما دامت المرجعية الدينية العليا موجودة، ومادام الحشد الشعبي موجودا ، ومادام الشارع الشيعي واع ويعرف ان من ارسل اكثر من 5000 انتحاري الى العراق ليفجروا اجسادهم النتنة بين العراقيين ويقتلون اكثر من نصف مليون عراقي بريء، وارسل لهم "داعش" فاحتل ثلث مساحة العراق ، وقتل في ساعتين فقط 2700 شاب عراقي بعمر الزهور في سبايكر جريمتهم الوحيدة انهم من اتباع اهل البيت(ع) ، وذبح واغتصب الارض والعرض، ليس كمن ارسل السلاح والعتاد والجنود ليحاربوا جنبا الى جنب مع الجيش العراقي ليدفعوا شر عصابات السعودية وامريكا و"اسرائيل" من امثال "داعش" والبعثيين عن العراق وعن العراقيين، " إِنَّهُمْ یَکِیدُونَ کَیْداً وَ أَکِیدُ کَیْداً فَمَهِّلِ الْکَافِرِینَ أَمْهِلْهُمْ رُوَیْدَا".

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
حيدر : انا لله وانا اليه راجعون يعني منين نبدي هو انتو سامعين بشي اسمه نقابة معلمين او فد ...
الموضوع :
السوداني يستقبل وفد نقابة المعلمين ويشيد بدور الملاكات التربوية وجهودها في العملية التعليمية
Hussain Hamza : سبحان الله انقل السحر على الساحر!! لماذا تدعمون إسرائيل ضد العرب؟ وضد غزة؟ هل لكم الحق في ...
الموضوع :
ردا الى تصريحات ترامب :: الناتو : الدول الأعضاء متمسكة بمبدأ الدفاع عن بعضها البعض
علي عباس مراد : اني احد منتسبي الشرطة الاتحادية المفسوخ عقدة من جراء الاصابة بعبوة ناسفة والمرض ولم استلم اي تعويض ...
الموضوع :
دائرة شؤون المواطنين في الأمانة العامة لمجلس الوزراء تستقبل شكاوى المواطنين عبر موقعها الإلكتروني
فيسبوك